توقعات بتعزيز شحنات الغاز القطري إلى بريطانيا لملء خزان جديد

الخزان سيكون جاهزاً لاستقبال الواردات اعتباراً من منتصف عام 2025

موقع للغاز الطبيعي المسال تابع لشركة قطر للطاقة محاط بأسوار من السلك المتشابك، قطر
موقع للغاز الطبيعي المسال تابع لشركة قطر للطاقة محاط بأسوار من السلك المتشابك، قطر المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يُنظر إلى مشروع من شأنه زيادة تخزين الغاز في المملكة المتحدة العام المقبل بأنه نعمة لأمن الطاقة في أوروبا. كما قد يشكل أيضاً فوزاً كبيراً لدولة قطر.

على بعد حوالي 37 ميلاً شرق لندن في جزيرة "غرين"، يجري بناء خزان عملاق على شكل أسطوانة في أكبر محطة للغاز الطبيعي المسال في أوروبا وسيكون جاهزاً لاستقبال الواردات اعتباراً من منتصف عام 2025. وتمثل زيادة القدرة على تخزين الوقود بمثابة أخبار سارة بالنسبة لمنطقة تعاني مرة أخرى من تقلبات أسعار الغاز.

في الوقت نفسه، سارعت قطر إلى تلبية الطلب الأوروبي المتزايد على الغاز الطبيعي المسال، والذي بدأ بسبب تقييد التدفقات عبر خطوط الأنابيب القادمة من روسيا. وتستعد الدولة الشرق أوسطية للسيطرة على حوالي ربع إجمالي الغاز الطبيعي المسال بحلول نهاية العقد، وتحتاج إلى وسائل موثوقة لبيع كمياتها الكبيرة من الوقود الأحفوري في حين يتطلع العديد من شركائها التجاريين إلى التخلص من الكربون.

قال جيسون فير، الرئيس العالمي لقسم تحليل المعلومات المتعلقة بالمؤسسات في شركة "بوتين آند بارتنرز" (Poten & Partners) الاستشارية: "بالنسبة للقطريين، يعد الوصول السهل والمضمون إلى السوق الأوروبية أمراً مهماً".

قطر تراهن على الغاز المسال وتتطلع لصفقات طويلة الأجل

يعد الخزان الجديد جزءاً من توسعة المحطة لاستيعاب كميات بموجب عقد مدته 25 عاماً مع شركة "قطر للطاقة" المملوكة للدولة. وحجزت الشركة في عام 2020 سعة تخزين 7.2 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنوياً في محطة غرين خلال الفترة بين 2025 إلى عام 2050. وبذلك، ستصبح الشركة العميل السابع لدى المحطة اعتباراً من العام المقبل.

فوائد خزان الغاز الجديد

يعني حجز وحدة التخزين أن قطر ستكون قادرة على إرسال كميات إلى المملكة المتحدة وتخزينها وتسليمها للعملاء. ولا تزال أوروبا تفتقر إلى عقود توريد ثابتة طويلة الأجل، مما يعني أنه يتعين على المنطقة في كثير من الأحيان اتخاذ قرار في اللحظة الأخيرة لتوفير الوقود بهدف تلبية الطلب. يُعد توفير وحدة تخزين لعميل مثل شركة "قطر للطاقة" أمراً مفيداً، حيث يمكنها توجيه الشحنات هناك في اللحظة المناسبة.

يمثل الخزان الموجود بالقرب من المنطقة الرئيسية المستهلكة للطاقة في لندن، خُمس حجم المحطة، وسيسمح لمحطة "غرين" للغاز الطبيعي المسال بتخزين ما يكفي من الغاز وتوصيله لتلبية ثلث طلب بريطانيا في الوقت الحالي.

قال جوناثان ستيرن، وهو باحث أول في معهد "أكسفورد لدراسات الطاقة": "بالنسبة لقطر، يوفر الخزان مرونة إضافية يمكن أن تكون مفيدة تجارياً".

عبر المحيط الأطلسي في تكساس، تعمل شركة "قطر للطاقة" على الانتهاء من أعمال البناء في محطة "غولدن باس" للغاز الطبيعي المسال بالتعاون مع شريكتها " إكسون موبيل". سيكون المشروع أول منشأة بالنسبة لقطر لإنتاج الغاز الطبيعي المسال خارج حدودها، ويشير قربه من أوروبا والمملكة المتحدة إلى أن بعض كمياته قد ينتهي بها الأمر في محطة "غرين" للغاز الطبيعي المسال.

كما سيكون المشروع قادراً على إنتاج نحو 18 مليون طن متري من الغاز الطبيعي المسال سنوياً عبر ثلاثة خطوط إنتاج، ومن المقرر أن يبدأ الإنتاج في عام 2025.

بعد المشاريع الجديدة.. هل تهيمن قطر على سوق الغاز المسال عالمياً؟

ختاماً، قال إيرا جوزيف، كبير الباحثين المشاركين في مركز سياسة الطاقة العالمية لدى جامعة كولومبيا: "يحظى مشروع غولدن باس بأهمية كونه ينقل الغاز إلى السوق الأوروبية. إن التخزين الإضافي يجعل هذا الأمر حقيقة واقعة".