التكهنات بشأن خفض أسعار الفائدة تدعم مؤشرات الأسهم الأميركية

ينتظر المستثمرون تصريحات من رؤساء الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع بشأن الخطوة المقبلة

time reading iconدقائق القراءة - 7
لافتة تدل على شارع وول ستريت في نيويورك - المصدر: بلومبرغ
لافتة تدل على شارع وول ستريت في نيويورك - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

شهدت الأسهم الأميركية أفضل ارتفاع لها على مدار ثلاثة أيام منذ نوفمبر، مدعومة بتكهنات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيكون قادراً على خفض أسعار الفائدة هذا العام.

ارتفع مؤشر "إس أند بي 500" بنسبة 1% بعد أن تجاوز متوسط سعره خلال الخمسين يوماً الماضية، وهو المستوى الذي يعتبره العديد من المحللين أساسياً في الحفاظ على المعنويات الإيجابية.

استمر موسم الأرباح القوي في إثارة التفاؤل، بعد التراجع الذي جعل بعض مناطق السوق جذابة. وبينما أثار حجم التداول الأقل من المتوسط المخاوف بشأن استدامة التقدم، حققت معظم الصناعات مكاسب.

وفق كريس لاركين "إي ترايد" في "مورغان ستانلي"، فإن المراهنين على الارتفاع سيتطلعون إلى الحفاظ على زخمهم، بعد انتزاعهم الأسبوع الماضي من بين فكي المراهنين على الهبوط"، وأضاف أن "هذا الأسبوع سيكون خفيفاً من جهة البيانات الاقتصادية رفيعة المستوى، ولكنه ثقيل على أعضاء بنك الاحتياطي الفيدرالي، الذين سيطلقون تصريحات. وسيقوم المتداولون بتحليل أي تعليقات يدلون بها بشأن التخفيضات المحتملة في أسعار الفائدة".

ارتفع مؤشر الأسهم الأميركية فوق مستوى 5180 نقطة، في حين حققت "إنفيديا" و"تسلا" مكاسب بين الشركات العملاقة. قفزت أسهم شركة "ميكرون تيكنولوجي" بعد ترقيتها من قبل أحد المحللين، في وقت انخفضت أسهم شركة "أبل" بعدما كشف وارن بافيت عن قيامه بتخفيض حصته فيها، حتى بعد أن أثنى على الشركة المصنعة لهواتف "أيفون".

اقرأ أيضاً: استطلاع يرجح استمرار النمو القوي للوظائف في الولايات المتحدة

وانخفضت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات نقطتي أساس إلى 4.49%.

كما راقب التجار آخر التطورات الجيوسياسية، إذ رفضت إسرائيل مقترحاً لوقف إطلاق النار في غزة قبلته حماس. وأغلق النفط على ارتفاع.

بعد لهجة جيروم باول غير المتشددة للغاية يوم الأربعاء الماضي، خاض المستثمرون في تصريحات بعض مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي العديدين، الذين يفترض أن يتحدثوا هذا الأسبوع.

قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في ريتشموند توماس باركين، إنه يتوقع أن تؤدي أسعار الفائدة المرتفعة إلى تباطؤ الاقتصاد بشكل أكبر، وتهدئة التضخم إلى هدف 2%. وقال نظيره في نيويورك جون ويليامز إنه في نهاية المطاف ستكون هناك تخفيضات في أسعار الفائدة، لكن القرار بشأن الموعد سيعتمد على مجمل البيانات.

على الرغم من الضغوط الناجمة عن أسعار الفائدة التي لا تزال مرتفعة، فإن النتائج القوية للشركات بررت تقييمات الأسهم المرتفعة، وفقاً للاستراتيجيين في "معهد بلاك روك للاستثمار".

وكتب فريق بقيادة جان بويفين ووي لي يوم الاثنين في تعليقهم الأسبوعي على السوق، إن "أرباح الشركات القوية تجعلنا نوصي بشراء الأسهم الأميركية".

اقرأ أيضاً: أسعار الذهب ترتفع مع تقييم المستثمرين للإشارات الاقتصادية الأميركية المتضاربة

أعلنت أكثر من 80% من الشركات المدرجة على مؤشر "إس آند بي 500" عن أرباح الربع الأول، وتجاوز نمو الأرباح بسهولة "التوقعات المتواضعة"، وفق جينا مارتن آدامز من "بلومبرغ إنتليجنس". وأشارت إلى أن المؤشر يتجه الآن نحو نمو الأرباح بنسبة 6.5%، وهو ما يقرب من ضعف تقديرات ما قبل موسم إعلان الأرباح البالغة 3.75%.

قال ماركو كولانوفيتش من "جيه بي مورغان تشيس"، إن الرهانات على نمو أرباح مكونة من رقمين هذا العام للشركات المدرجة في مؤشر "إس آند بي 500" مرتفعة للغاية، إذ من المرجح أن تواجه الشركات الأميركية تحدياً من خلال أسعار الفائدة المرتفعة.

وكتب: "تبدو توقعات الأرباح المجمعة لهذا العام متفائلة للغاية". وأضاف أن توقعات المحللين تشير إلى أن أرباح المؤشر سترتفع بنسبة 17% من الربع الأول إلى الربع الرابع، وهو إنجاز يتطلب نمواً مرتفعاً أو توسعاً كبيراً.

قال جون ستولتزفوس من شركة أوبنهايمر لإدارة الأصول: "إن أرباح مؤشر إس أند بي 500 للربع الأول التي جاءت أفضل من المتوقع، والتراجع الأخير في أسعار الأسهم، أعادا مضاعفات السعر إلى الأرباح للعديد من المؤشرات الأميركية الرئيسية إلى مستويات جذابة من وجهة نظرنا".

تظل خلفية الأسهم داعمة، مدفوعة بنمو صحي ومتوسع في الأرباح، والتضخم الذي من المرجح أن يستأنف الانخفاض، وبنك الاحتياطي الفيدرالي الذي من المرجح أن يخفض أسعار الفائدة بدلاً من رفعها، وزيادة الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، وفق ديفيد ليفكويتز من "يو بي إس ويلث مانجمنت" (UBS Global Wealth Management).

لاحظ آدم تورنكويست، من "أل بي أل فاينانشيال" (LPL Financial)، أن اتساع سوق الأسهم لا يزال قوياً، وأن الزخم آخذ في التحسن أيضاً.

اقرأ أيضاً: تكلفة برنامج الفيدرالي الأميركي للتيسير الكمي أعلى مما يجب

في هذه الأثناء، عكست صناديق التحوط موقفها الهبوطي بشأن أسهم المستهلكين، حيث أدت أحدث البيانات الاقتصادية والتعليقات الصادرة عن بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى إحياء الرهانات على تخفيضات أسعار الفائدة.

بعد أربعة أسابيع من البيع، تهافتت صناديق التحوط الأسبوع الماضي على الأسهم الاستهلاكية التقديرية، والتي شهدت أكبر صافي شراء خلال الأسبوع المنتهي في 3 مايو، وفقاً للبيانات التي جمعها مكتب الوساطة الرئيسي لشركة "غولدمان ساكس غروب". كانت هذه الخطوة مدفوعة بعمليات شراء طويلة بالإضافة إلى أكبر تغطية بيع على المكشوف منذ ديسمبر 2023.

الرسائل "المختلطة" الواردة من البيانات الاقتصادية الأميركية الرئيسية، والتقلبات المصاحبة لها في أسواق الأسهم، تعني أن المستثمرين مضطرون للتوجه نحو القطاعات الدفاعية مثل السلع الاستهلاكية الأساسية، وفقاً للاستراتيجيين في بنك "مورغان ستانلي".

وكتب الفريق الذي يقوده مايكل ويلسون في مذكرة، إن "الهبوط الناعم أو ما يسمى بعدم الهبوط، حيث يكون النمو مرناً حتى مع بقاء أسعار الفائدة مرتفعة، يظل كلاهما ممكناً بالنسبة للاقتصاد الأميركي". وأضافوا أن حالة عدم اليقين تتطلب اتباع نهج استثماري يمكن أن يعمل كمسعر للسوق، وكقائد لمجموعة من الأسهم تضررت من النتائج المحتملة.

في ما يتعلق بأرباح الشركات، ينبغي لشركة "أرم هولدينغز" (Arm Holdings Plc) أن تظهر أنها مستمرة في الاستفادة من الطلب على الذكاء الاصطناعي عندما تعلن تقاريرها هذا الأسبوع.

اقرأ أيضاً: أبرز الاستنتاجات من تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي

كما قد تكون شركة "إير بي آن بي" من بين شركات الاقتصاد التشاركي التي تحقق نمواً أبطأ، في حين يجب أن تكون شركة "أوبر" نقطة مضيئة نظراً لأنها تعمل على توسيع مجموعتها من السائقين والتجار، مما يجذب المزيد من المستخدمين النشطين.

من المتوقع أن تثير شركة "والت ديزني"، التي حققت انتصاراً جديداً في معركتها بالوكالة ضد المستثمر الناشط نيلسون بيلتز، الإعجاب مع بدء جهود خفض التكاليف، واقتراب الرهان على البث المباشر من تحقيق النجاح، واستمرار حدائقها الترفيهية في جذب الزوار.

تصنيفات

قصص قد تهمك