بماذا يخبرنا لون سيارتك الفارهة عن شخصيتك؟

بم يخبرنا لون سيارتك الفارهة عن شخصيتك؟
بم يخبرنا لون سيارتك الفارهة عن شخصيتك؟
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

صدق أو لا تصدق، ليست معظم السيارات الفارهة برتقالية اللون كسيارات "ماكلارين" (McLaren) أو حمراء كسيارات "فيراري" (Ferrari) الشهيرة، بل تأتي إما كلون "الثلج" أو "الألماس" أو "الضباب"، أي أن لونها يكون أبيض أو فضي أو رمادي، فدرجات الألوان هذه لا تتقيد بأي زمن، وتحظى بمحبة الناس، وتعطي شعورًا بالرقي والأناقة وليس العكس.

يقول "إريك إبارا" (Eric Ibara)، مدير استشارات القيمة المتبقية في شركة "كيلي بلو بوك" (Kelley Blue Book): "أصبح صناع السيارات يدركون أي الألوان تلائم سياراتهم أكثر من غيرها، فإذا التزمت بدرجات الألوان التقليدية، أي درجات الأبيض والفضي والأسود، فلن يخيب ظنك على الأغلب".

قد تكون هذه الألوان مملة، إلا أن اللون الفضي يبقى وفقًا للشركة "المفضل" للسيارات الفارهة، فثلث السيارات الفارهة بهذا اللون، بينما يشكّل اللون الألماسي أو الكريستالي أو الثلجي أو الطحينيّ أو الكريميّ أو غيرها من درجات اللون الأبيض ما نسبته 30 بالمئة منها.

إن كنت من محبي الألوان الداكنة وتقود سيارة "أستون" (Aston) أو "بيمر" (Bimmer) سوداء داكنة، فستكون من الأقلية؛ إذ أنه رغم رواج هذا اللون بشدة بين السيارات، إلا أن 8.5 بالمئة فقط من السيارات الفارهة التي بيعت عام 2014 كانت سوداء اللون.

ما الذي يشير إليه لون السيارة عن شخصية صاحبها؟

يشير لون سيارتك إلى الكثير من مشاعرك الخاصة وعن نظرتك إلى نفسك، فرواج ألوان السيارات يستمر لفترة أطول بكثير من ألوان الملابس، إذ تتغير ألوان السيارات كل 6 إلى 8 سنوات في حين تتغير ألوان الملابس حسب الموسم، حيث أن ألوان السيارات التي يختارها الأشخاص تحمل دلالات عن مشاعرهم وشخصياتهم، كالتي تعكسها أزياء "ديور" (Dior) عن شخصية مَن يرتديها.

تقول "كاثي باس" (Cathy Bass)، مصممة رئيسية في شركة "بنتلي" (Bentley): "يتعلق الأمر بشراء شيء يعبّر عن شخصيتك وعندما تقرر شراء سيارة جديدة، فإن اختيار لونها يعتبر أمرًا مهمًا للغاية".

كما تؤكد "إيرين كروسلي" (Erin Crossley)، مدير تصميم الألوان وإكسسوارات السيارات في شركة "كاديلاك" (Cadillac)، أن "الألوان توقظ الذكريات وتؤثر في المزاج، خاصة عندما تتعلق بالطريقة التي تعبر بها عن شخصيتك".

وتتابع "كروسلي" حديثها بأن اللون والشخصية تربطهما علاقة منطقية، فالألوان الجريئة مثل الأحمر والأصفر غالبًا ما ترتبط بالشخصية الرياضية اليافعة والشرسة، بينما تعبّر الألوان الدراماتيكية كالأخضر والأزرق المائل إلى الخضرة عن "جمال الأداء". أما الألوان المحايدة والباهتة، فتتحدث عن الهدوء والرفاهية، إذ أن الناس عادة يربطون الألوان الفاتحة بالأشياء الناعمة، أما إذا كان الشخص يحب الإثارة، فسيختار اللون الأحمر".

كيف يختار الناس ألوان سياراتهم؟

تصف "باس"، التي عملت كخبيرة ألوان لمدة 27 عامًا، وترأس هذا المجال في الوقت الحالي في شركة "بنتلي"، عملية اختيار لون السيارة بالعملية الحدسيّة والحساسة، وخصوصًا عندما يكون المشتري شخصًا متزوجًا.

وتقول "باس": "تؤدي الزوجة دورًا هامًّا في اختيار كل من التصميم الداخلي والخارجي للسيارة، فكثير من الأزواج يقولون إنهم يهتمون بالمحرك والأداء ويتركون لزوجاتهم أمر اختيار لون السيارة".

إلا أن الألوان لا تقتصر على التعبير عن مدى روعتك أو حبّك للسرعة، فلون السيارة يؤثر أيضًا في قيمتها، فإذا ما حاولت بيع سيارة مطليّة أو مخططة بدرجة لون من غير الألوان الرائجة، كالبني مثلاً، فإن هذا اللون سيخفّض من ثمن السيارة مئات أو حتى آلاف الدولارات، بحسب دراسة أجرتها شركة "كيلي بلو بوك" Kelley Blue Book)).

تذكر الدراسة أن "الأمر ببساطة هو أن اللون الرائج حاليًا سيساعد في بيع سيارتك بسهولة بعد خمس سنوات من الآن، لأن الألوان غير الرائجة كثيرًا بين السيارات تخفّض من قيمة السيارة".

الحنين إلى الماضي

يتوقع "إبارا" ألّا يتغير ميل الناس لاختيار اللون الأبيض في المستقبل القريب، فاللون الأبيض يعكس صفات الخلود والشباب، وعندما تقود سيارة بيضاء اللون فإنك تعبّر بشخصيتك عن هذه الصفات.

أمّا اللون الأزرق المائل إلى الخضرة فكان رائجًا بين السائقين في تسعينيات القرن الماضي، عندما اختاروا هذا اللون للتعبير عن رغبتهم في الخروج عن المألوف، ليأتي عصرنا الحالي وتشتهر فيه درجتان من درجات اللون البني هما الكونا (البني الداكن) والقرفة (البني المائل إلى الحمرة).

تقول "كروسلي": "تضفي هذه الألوان توازنًا مثاليًّا على السيارة، فهي معبرة من جهة، ومن جهة أخرى تعيد إلى ذهن الراكب ملمس الجلد وتُضفي على الجزء الداخلي للسيارة شعورًا وكأنك في منزلك – هي ألوان معبرة ولكن بشكل بسيط خالٍ من المبالغة".

كما تشتهر في العصر الحالي الألوان التي تثير الحنين إلى الماضي، إذ أفادت شركة "شيروين ويليامز" (Sherwin Williams) أن "المساكن المخصصة لعدة أُسَر انتشرت مرة أخرى، ما نتج عنه عدة لوحات تداخلت ألوانها على مر الأجيال: فالأخضر البهي يتداخل مع الوردي الجريء في لمسة تجمع جمال الحاضر مع عراقة الماضي". وينعكس هذا الأمر على السيارات أيضًا.

وتقول "باس": "يظهر الأشخاص المقبلون على شراء سيارة "بنتايغا" (Bentayga) في الوقت الحالي ميلًا كبيرًا إلى البحث عن سيارة تشبه ألوانها ألوان فيلم "الكوداكروم" (Kodachrome) أو تحتوي على اللون الأسود وكثير من اللون الداكن حول حوافها".

وأضافت: "يمكنك أن ترى هذه العناصر ذاتها في المجلات المتخصصة بالأزياء مثل "جي كيو" (GQ) أو "فوغ" (Vogue)، ومع أنه لا يمكنك تطبيق هذه العناصر على الأسطح المستوية، إلا أنه من الممكن استخدام هذه العناصر بطريقة مختلفة لإضفاء مزيد من العمق على السيارة".

حاجة السوق

تبحث "باس" في عروض الأزياء ومعارض الأثاث والمجلات وفعاليات التصميم ومحلات بيع الأقمشة عن درجات الألوان التي يرغب بها مشترو سيارات "بنتلي"، أو بالأحرى التي سيرغبون بها، ذلك أنها بعد أن تتصور الشكل النهائي للمنتج تحتاج من 3 إلى 4 سنوات لإنهائه قبل طرحه في السوق.

من جانب آخر، ينتج عن الركود الاقتصادي وفقًا لـتقرير "شيروين ويليامز" (Sherwin Williams) ألوان قاتمة مائلة إلى الرمادي، في حين يؤدي الانتعاش الاقتصادي إلى استخدام ألوان أفتح وأكثر جرأة.

ويكمن سر نجاح أي لون في قدرته على إضفاء جو داخل السيارة يجعل الراكب يشعر وكأنه في المنزل، كما يجب على هذا اللون أن يكمّل الألوان الأخرى الموجودة في العقل الباطن لمشتري السيارة، كلون الثلاجة أو الأريكة أو سجادة الحمام.

وتقول "كروسلي": "قد يعتبر الناس الألوان قديمة ما لم يتمكنوا من ربطها بالمنتجات والأشياء الأخرى في حياتهم".

ألوان السيارات وتأثير المكان

يؤثر المكان على الألوان الأكثر رواجًا بين السيارات، ففي الولايات المتحدة مثلًا، الألوان الداكنة رائجة في الولايات الشمالية أكثر من رواجها في الولايات الجنوبية التي تُباع فيها الألوان الفاتحة والباهتة أكثر من غيرها وفقًا لـ "كروسلي" Crossley) ).

على المستوى العالمي، تبيع "بنتلي" أكثر الألوان جنونًا في الشرق الأوسط (تخيل مزيجًا من الأخضر بلون النعناع مع مقصورة داخلية بيضاء بلون القطن أو البرتقالي الذي تشتهر به "هيرمس" (Hermès) مع إكسسوارات من خشب الأبنوس أو اللون الأزرق الفاقع مع تطريز باللون الأحمر)؛ لأن أشعة الشمس المتوهّجة في الشرق الأوسط تُظهِر الألوان بطريقة مختلفة عما تَظهَر عليه الألوان في بريطانيا التي يغلب عليها الطقس البارد. فسيارة "كونتيننتال" (Continental) ذات اللون البرتقالي المائل إلى الحُمرة على سبيل المثال ستبدو غير جميلة في مدينة كرو البريطانية ومذهلة تحت شمس مدينة دبي.

شكل السيارة له أهميته أيضًا، إذ أن سيارة ميني فان صفراء اللون ستعطيك شعورًا مختلفًا عن سيارة "مياتا"(Miata) بذات اللون.

تقول "باس": "إن حبك للون معين ومدى ملائمته لسيارتك أمران مختلفان"، وهي أدرى بذلك، علمًا أن "بنتلي" = ستوفر 17 لونًا أساسيًا للهيكل الخارجي لسيارة "بنتايغا" الجديدة، بالإضافة إلى 90 خيارًا إضافيًا على طرازاتها الأخرى، ولا يشمل ذلك خدمة الألوان التي تقدمها الشركة والتي تكلّف ثروة طائلة إلا أنها تعد سبيلك للحصول على سيارة بلون أحلامك.

وتختم حديثها قائلة: "قد تميل إلى لون جميل معين فقط لأنك تحب الضفادع على سبيل المثال، ولكن هذا لا يعني أن تقود سيارة لونها كلون الضفدع، إلا إذا كان لون الضفدع فضيًا بالطبع".