شركة البترول التركية تبحث عن شركاء لمشروع استكشاف غاز البحر الأسود

سفينة الفاتح التركية للتنقيب عن النفط والغاز
سفينة الفاتح التركية للتنقيب عن النفط والغاز المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

قالت مصادر مطَّلعة إن شركة النفط والغاز التركية المملوكة للدولة، تدرس إقامة شراكات، وتضع خططاً لجمع التمويل خلال هذا العام، تمهيداً لبدء العمل في أكبر استكشاف للغاز الطبيعي بالبحر الأسود.

ووفقاً للمصادر التي رفضت الكشف عن هويتها لخصوصية المعلومات، فإن شركة "تركيش بيتروليوم كورب" Turkish Petroleum Corp، أجرت اتصالات أولية مع العديد من شركات النفط الدولية، تشمل بعض الشركات الكبرى، لإنتاج الغاز بشكل مشترك في الحقل البحري، مشيرة إلى أن المفاوضات قد لا تُسفر عن أية مشاريع، وأن الشركة التي مقرها أنقرة قد تستمر في ذلك بمفردها.

وقال أحد المصادر: إن الاستثمار الرأسمالي الضروري لإنتاج الغاز ونقله إلى البر يقدر بنحو 3.2 مليار دولار.

وحصلت شركة "تركيش بيتروليوم كورب"، المعروفة أيضاً باسم"تاباو" TPAO، على 13.4 مليار ليرة (1.9 مليار دولار) من ميزانية الحكومة لعام 2021، لكن ليس من الواضح حجم المبلغ الذي سيخصص لمشروع غاز البحر الأسود.

ولم تستجب شركة "تاباو" ووزارة الطاقة التركية لطلباتنا بالتعليق على الأمر، والمرسلة عبر البريد الإلكتروني.

الإنتاج قبل الانتخابات

وسيشهد مشروع تطوير حقل "ساكاريا" Sakarya استخراج الغاز من الآبار على بعد 175 كيلومتراً -أي 109 ميل- قبالة ساحل "زونغولداك" Zonguldak التركي، ويمكن أن ينتج أكثر من 8 أضعاف احتياجات البلاد، منهياً بذلك اعتمادها على الواردات.

وفرض الرئيس رجب طيب إردوغان موعداً نهائياً طموحاً لبدء الإنتاج في عام 2023، حيث من المقرر أن تجري تركيا انتخابات عامة.

وتتضاعف التعقيدات الصعبة أمام الشركة التركية، بسبب التهديدات بفرض عقوبات على تركيا، في ظل أعمال الزلازل المتقطعة التي تقوم بها البلاد في المياه المتنازع عليها بشرق البحر الأبيض المتوسط.

وخوفاً من الإجراءات العقابية التي يتخذها الاتحاد الأوروبي، وربما دول أخرى، أعادت تركيا مؤخراً الشركات التابعة للطاقة الموجودة في الخارج إلى سلطتها القضائية، كما حرصت على استخدام السفن المملوكة للدولة في أنشطة الاستكشاف والإنتاج البحري.

عقود التوريد

ويمضي المشروع قدماً مع انتهاء عقود التوريد الطويلة الأمد، والتي تمثل ثلث واردات الغاز هذا العام، فيما تنتهي معظم الصفقات الأخرى في عام 2025.

ويعني هذا أن صانعي السياسات لن يحتاجوا إلى تجديد جميع الصفقات، ليتمكنوا بذلك من تأمين شروط أفضل للعقود التي تم تمديدها.

وعادة ما تضم العقود الحالية المربوطة بالنفط شروطاً تتعلق بالاستلام، أو الدفع، ما يضطر تركيا إلى دفع مبالغ أكبر نظير وارداتها عن معظم الدول الأوروبية.

وتمتلك "تاباو"، المملوكة لصندوق الثروة السيادي التركي، شراكات بمشاريع النفط والغاز مع شركات تشمل "بي بي بي إل سي" BP Plc، وشركة النفط الحكومية الأذربيجانية "ستيت أويل كو" State Oil Co في بحر قزوين، وروسيا، والعراق، وأفغانستان.

وقبيل الاكتشاف من قبل سفينة مملوكة لشركة "تاباو"، قامت تركيا بحفر ستة آبار استكشافية في البحر الأسود على مدار الـ 16 عاماً الماضية بمساعدة شركات دولية شملت "رويال داتش شل بي إل سي" Royal Dutch Shell Plc، و"إيكسون موبيل كورب" Exxon Mobil Corp.