"امبراطور الزبادي".. قصة نجاح ملياردير تركي في أمريكا

أولوكايا: الرجال والنساء الذين نعمل معهم هم سبب وجودنا
أولوكايا: الرجال والنساء الذين نعمل معهم هم سبب وجودنا المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

قبل خمسة عشر عاماً، اشترى حمدي أولوكايا، مؤسس شركة صناعة الزبادي الأمريكية "شوباني" (Chobani)، مصنع ألبان مغلق، وبدأ في صُنع الزبادي على الطريقة اليونانية. ومنذ ذلك الوقت نمت شركته حتى أصبحت تحقق حالياً إيرادات سنوية تزيد على 1.5 مليار دولار، وتميَّزت لأنَّها نموذج للأعمال التجارية الجيدة.

وفي هذه المقابلة يكشف أولوكايا النقاب عن وصفته السحرية للنجاح في حوار أجراه مع محرر مجلة "بلومبرغ بيزنس ويك" جويل ويبر.

حمدي، أنت رجل تركي كردي جاء إلى الولايات المتحدة، وأصبح مليارديراً يبيع الزبادي اليوناني للأمريكيين، ما هي الأطعمة الأخرى التي يمكن أن تأخذك في رحلة مماثلة؟

لا أستطيع أن أتخيل أنَّ هناك شيئاً بإمكانه أن يحل محل سحر الزبادي، الذي يتعدَّى حدود الثقافات والأراضي. لكن ربما يكون الشاي؟

ماذا عن الزبادي؟

أعود بالذكريات إلى فترة طفولتي في تركيا، فقد بدأت هذه الرحلة، ولم يكن من المهم وقتها أن تكون فقيراً أو غنياً، كان من الصعب تخيُّل أي طاولة دون وجود الزبادي، فهو شيء يمثِّل المساواة، والطبيعة، والتغذية. وكثيراً ماافتقدت هذا الشعور عندما جئت للعيش هنا في شمال ولاية نيويورك، وكنت أفكر دائماً "أين الزبادي؟ لا يمكن أن تكون فكرة صنعه صعبة للغاية"، وكنت حزيناً لغياب مثل هذا المكوِّن البسيط عن طاولات الطعام هنا في الولايات المتحدة.

كان عام 2020 حافلاً بالتحديات. ما هي الدروس التي استفدت منها، وأرشدتك إلى الطريق؟

هذه الحياة هشة، يمكن للمرء وضع خطط طويلة الأجل، لكن- كما تعلم- الحياة مليئة بالمفاجآت، بعضها جيد، وبعضها الآخر غير جيد. إنَّ الإنسان هو الأولوية، ونحن أحياناً لا نتحدَّث عن ذلك، لكني أعتقد أنَّ تفشي الوباء آثار حالة من الوعي بشأن هذه الأساسيات. وفي بيئة العمل، تكون الثقافة هي الأساس بالنسبة لنا، ومن المؤكَّد أنَّ بناء الثقافات لا يتم لأسباب دفاعية، بل إنَّك تعززها، لأنَّها تشكِّل الطريقة التي تريد العيش بها. ومع ذلك، اتضح أنَّ أقوى العوامل المحركة خلال هذا الوقت تكون عادة غير معلنة، وهي تتولى زمام الأمور، ويتمُّ العمل على أساسها.

بداية الرحلة

كانت بدايات شركة "شوباني" من خلال قرض من إدارة المشاريع الصغيرة الأمريكية. في رأيك، ما هي الخطوات التي يجب على الولايات المتحدة اتباعها الآن لدعم الشركات الصغيرة؟

أعتقد أنَّ الحكومة بحاجة إلى بذل كل الجهود الممكنة. وسواء كنت تؤمن بمساعدة الحكومة أو لا، نحن بحاجة لاتخاذ كل الخطوات اللازمة للحفاظ على وجود هذه الشركات، ومساعدتها في التغلب على تداعيات هذا الوباء.

يجب أن نوجد جميعاً من أجلها، فالشركات الصغيرة هي محرِّك رئيسي للنمو الاقتصادي، كما أنَّها ستصبح شركات كبرى في المستقبل، لكنَّها تعاني الآن من ضغوط، لذا يتعيَّن علينا كمستهلكين أن ندرك ذلك، ونتصرف وفقاً له. اشترِ منتجات محلية قدر المستطاع سواء عبر الإنترنت أو المتاجر.

خلال العقد الماضي، فقدت أمريكا الآلاف من مزارع الألبان الصغيرة، وكان الأداء الاقتصادي مريعاً، كما أن حالات الانتحار بين مزارعي الألبان كانت مثيرة للقلق بشكل خاص. كيف يمكننا مساعدة الصناعة وهؤلاء المزارعين الضعفاء؟

لقد نشأت وترعرت في مزرعة، وعملت أيضاً في مزرعة بمجرد أن جئت إلى هنا. ومن المؤسف رؤية صغار المزارعين، علماً أنَّ كثيراً منهم من الأجيال المختلفة، يمرون بهذه المصاعب. إنَّهم يتوقَّفون عن العمل، ثم الذي يحدث أنَّك تجد بعض المزارعين تكبر أعمالهم، في حين تختفي أعمال الغالبية.

وجدير بالذكر أنَّ العديد من المزارعين يمارسون هذا العمل، ليس لأنَّه مربح، بل لأنَّهم يحبونه، يقومون به لأنَّ هذا ما تعلَّموه من آبائهم وأجدادهم، إنَّه تقليد يعتنقونه، ويحققون تقدُّماً فيه، وهم موجودون في هذه الأماكن، إذ يكون العمل الشاق ضرورياً ويحظى باحترام.

وفي "شوباني"، نعلم أنَّه يتعيَّن علينا أيضاً تهيئة الظروف في المزارع لتتوافق مع احتياجات المستهلكين الحاليين والمستقبلين. لقد بدأنا مبادرة "ميلك ماترز" (Milk Matters) منذ حوالي عام، لنصيغ من خلالها ائتلافاً مع المَزارِع، والجامعات، ووضع أسس التجارة العادلة، إذ يمكن تصميم مزَارِع الغد، وتحديد أوضاع المزارع، وبخلاف ذلك، فإنَّنا نمضي قدماً في ظل هذه الظروف الصعبة حقاً، وسيكون غياب بعض هذه المزارع بسبب الصعوبات سيئاً بالنسبة للمجتمع.

سحر الريف الأمريكي

بين شمال ولاية نيويورك، إذ بدأت أعمال "شوباني"، وولاية أيداهو، هناك توسَّعت أعمال الشركة، ويتمتَّع أولوكايا بعلاقات جيدة مع الريف الأمريكي. ما الذي تريد أن يعرفه الآخرون عن هذه المجتمعات التي ربما يفقدون فرصة معرفتها؟

مهما كان النجاح الذي شهدناه، فإنَّ الفضل كله يرجع إلى هذه المجتمعات، فهذا هو المكان الذي يحدث فيه السحر، فقد بدأت قصتي بمصنع مغلق في بلدة صغيرة في شمال الولاية، إذ يتمتَّع الرجال والنساء الذين أعمل معهم في "شوباني" بروح إنسانية، وهذا شيء لا أستطيع تقديره بمال.

كما أنني دائماً أقول: أغمض عينيك، وضع إصبعك على الخريطة، واختر مدينة لم تذهب إليها من قبل، وانتقل إلى هناك، ثم ابدأ ما تريد أن تبدأه، وأؤكد لك أنَّ هذه الرحلة ستشعرك بسعادة عارمة.

في عرض "تيد توك" الذي قدمته في عام 2019، تحدثت عن المدير التنفيذي غير التقليدي أو المخالف للأعراف، ذلك القائد النبيل الذي يضع مصلحة موظفيه قبل أي شيء آخر. كيف تطوَّرت هذه الفكرة منذ ذلك الحين؟

لقد اتضح الأمر كثيراً بعد تفشي الوباء، فالرجال والنساء الذين نعمل معهم هم سبب وجودنا. فإذا نظرنا إلى عام 2019، قامت "شوباني" بتحطيم القواعد كافة التي كانت لدينا في الماضي، بالرغم من أنَّ الظروف كانت مختلفة تماماً. وقد أظهر لنا الوباء أنَّ الاستثمار في موظفينا، وفي عائلاتهم، والتفكير فيهم بشكل كامل لن يُدرج ضمن النفقات.

متى تعتقد أننا سنرى ارتفاع الحد الأدنى للأجور إلى 15 دولاراً في الساعة على المستوى الفيدرالي في الولايات المتحدة؟

لا أعرف ما الذي يمكن أن يحدث على المستوى الفيدرالي، لكن بالتأكيد ستكون هناك ولايات تقود الأمر، وتضع صياغة له. بالنسبة لي، نحن كشركات نتحمَّل مسؤوليات القيام بمثل هذه الأمور، فلا يمكننا أن ندع القرار في يد الحكومة، كانت هناك أوقات احتجنا فيها لذلك، لكنَّ الأمر مسؤوليتنا الآن. إنَّ الأرقام واضحة للغاية، فمن المستحيل أن يتمكَّن المرء من تدبير أمور العيش حتى بـ 15 دولاراً، لذا يتعين علينا فعل الصواب، وهو رفع الحد الأدنى للأجور إلى 15 دولاراً على الأقل، وذلك بصرف النظر عما يحدث على المستوى الفيدرالي أو مستوى الولاية.

مساعدة اللاجئين

يستحوذ المهاجرون واللاجئون على 30% تقريباً من إجمالي العمالة في "شوباني". ما الذي تأمل أن تقدمه إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن فيما يتعلق بشؤون الهجرة؟

أنا مهاجر، لقد جئت إلى هنا قبل 25 عاماً. هذا ما نعرفه عن أمريكا، إنَّه المكان الذي يمكنك أن تأتي إلي،ه وتكون جزءاً من الحلم. وأعتقد أنَّ ما تملكه أمريكا هو السحر، فمهما كنت، ومهما كانت خلفيتك، إذا كانت لديك نوايا جيدة، وإذا كنت تطيع القانون؛ فإنَّك قادراً على الوصول إلى حلمك، وستكون مقبولاً كما أنت. هذه هي أمريكا. وإذا كنا نهتم بالمجتمع ككل، وهذا البلد ككل، فيجب علينا أن نحافظ على ما كانت عليه هذه البلاد طوال فترة وجودها.

إذا كنت قادراً على إقناع المئات من قادة الأعمال بإجراء تغيير واحد، فماذا سيكون؟

توظيف اللاجئين. لقد أنشأنا ائتلافا مكوناً من 140 منظمة كبيرة حول العالم، ونحاول جميعاً مساعدة تلك الفئة السكانية الضعيفة- ملايين الأشخاص الذين يبحثون فقط عن فرصة ليصبحوا جزءاً من شيء ما- وهذه الخطوة ليست إحساناً، بل إنَّها ممارسة تجارية. نحن نطالب الشركات أن تكون جزءاً من القضايا المجتمعية، فمسؤوليتك

لاتكمن في جني الأموال لمساهميك فحسب، بل لكل أصحاب المصلحة.

لقد أصبح الطريق الذي تسلكه الأعمال التجارية واضحاً للغاية، لذا أعتقد أنَّ السؤال الصحيح هو كيف، كيف يمكنني المشاركة في هذا النوع الجديد من إدارة الأعمال؟ الأمر بسيط؛ كل ما عليك هو اتخاذ الخطوة الأولى فقط، فنحن كشركات بإمكاننا التأثير بشكل سريع في المجتمع.

لقد أصبح الملايين من الأمريكيين يعانون من انعدام الأمن الغذائي هذا العام. ما الخطوات التي يمكننا اتخاذها؟

نحن نعقد دائماً شراكات مع بنوك الطعام، وهي مذهلة، مثلها مثل متطوعيها. لكن اليوم تنظر إلى السيارات التي تتجه إلى بنوك الطعام هذه، ونوعية الأفراد الذين يأتون إليها، ويبدو الأمر مثل "لدينا قضية كبيرة بين أيدينا". كما تعلم، المدارس لا تزال مفتوحة، والكثير من الأطفال يحصلون هناك على وجباتهم الوحيدة الخاصة باليوم. لذا فإنَّ الحصول على أطعمة مفيدة وجيدة هو الأمر الأهمُّ بالنسبة لنا، لقد حاولنا القيام بدورنا خلال فترة الوباء عن طريق إرسال شاحنة محملة بالزبادي بشكل يومي إلى بنك الطعام في جميع أنحاء البلاد، إيماناً منا بضرورة عدم شعور أيِّ شخص في هذا البلد بالجوع، فنحن بحاجة إلى إزالة هذا الشعور تماماً من مجتمعنا، خاصة أطفالنا. أعتقد أنَّنا يمكننا جميعاً، سواء كانوا جمهوريين أو ديمقراطيين، أن نتعاون سوياً من أجل تحقيق هذا الأمر.

عودة للبدايات

أريد أن أعود إلى عام 2005، عندما اشتريت مصنع الألبان، ولكنك لم تكن تعرف بعد أنك ستبدأ في إنشاء شركة "شوباني" أو حتى صُنع الزبادي. ما الأمر الذي تدركه الآن، وكنت تأمل لو أنك أدركته حينها؟

في الواقع، فكرة عدم معرفة الكثير آنذاك كانت جيدة وناجحة بالنسبة لي. فنحن أحياناً نخزن الكثير من المعلومات في عقولنا بشكل قد يربكنا، لكن في ذلك الوقت كنت أتمتَّع بحدس داخلي. وكانت خبراتنا ومواردنا محدودة للغاية، لكن كان لدينا حلم كبير، وهذا الحلم كان ممزوجاً بالحماس والحب، وسأكون صادقاً؛ كان الغضب ضمن المزيج أيضاً. أتساءل دائماً لماذا تخلَّت الأعمال التجارية عن هذه الأمور؟

عندما أنظر إلى الخلف، أحاول دائماً معرفة ما إذا كنت تغيرت كثيراً عن ذلك الشخص الذي بدأ ذلك المكان، الذي حصل على المصنع للعمل كتفاً إلى كتف مع الآخرين كل يوم، ليس لجني الكثير من المال فحسب، لكن لجعل الحلم حقيقية، ولإصلاح هذا المكان حتى نتمكن من إصلاح أنفسنا.

عندما تنظر إلى الزبادي، هناك ما قبل "شوباني" وما بعد "شوباني". ارتفع الاستهلاك، خاصة استهلاك الزبادي اليوناني، بشكل كبير، ويبدو أن أي فئة يمكنها التأثر سريعاً، لذا ما هي النصيحة التي تريد توجيهها إلى أي شركة صغيرة تستطيع هزيمة أخرى كبيرة بطريقة مفاجئة؟

هناك شيء واحد لا يدركه الناس بشأن الطعام، ففكرة المنتج ليست الأمر المهم، بل أساسيات التشغيل هي المهمة. أنا شخصياً أعتقد، أنَّنا في "شوباني" جميعاً عمال مصنع. أنا عامل مصنع قبل أن أصبح أي شيء آخر، مصانعنا هي جوهر ما نقوم به، لكنَّ الناس لا ترى ذلك. فهم يعتقدون أنَّ الأمر مجرد إعلانات، وكؤوس جميلة المظهر، في حين أنَّ تجار التجزئة سيسألونك دائماً "هل يمكنك تسليم المنتج؟". بطريقة ما، نحن شركة عمليات.

ونصيحتي للأشخاص العاملين في مجال صناعة الأغذية هي، رقم 1، المنتج، يجب أن يكون لديك منتج أو على الأقل رؤية متعلقة بمنتج، أما رقم 2، فستكون الانتباه إلى الأساسيات، والعمليات، وسلامة الغذاء.

لقد أنشأت "حاضنة شوباني" لمساعدة روَّاد الأعمال، والشركات الناشئة في مجال الأغذية في تحقيق النجاح، ولإظهار أنَّ الأمر الأهم هو ما بداخلك- كيف ترى العالم وإلى أي مدى يصل حلمك. وإذا كنت أتحدث إلى نفسي في البداية، فإنَّ هذا الأمر هو الذي كنت سأرغب أن يقوله لي أحدهم: انتبه إلى فريق عملك، ومنتجك، وسلامة الغذاء، وتأكَّد من وجود شريك مالي جيد يتمتَّع بوجهة نظر تتوافق مع نظرتك إلى العالم.

ولسوء الحظ، فإنَّ الكثير من الشركات الناشئة المذهلة، وشركات الغذاء الجيدة التي يمكن أن تحدث تأثيراً هائلاً في عالم الأنظمة الغذائية ينتهي بها الأمر في أيدي الشركات الكبيرة، لذا فإنَّ ما أقوله لرواد الأعمال هو التأكد من اختيار شركاء تتوافق وجهات نظرهم مع وجهات نظرك، فإما أن تجني المال، وتمضي قدماً أو تنتقل إلى شيء طويل الأمد. وقد مرت "شوباني" ربما بثلاث أو أربع أو خمس مراحل بالفعل حتى تطورت بالشكل الحالي، وما نحن عليه اليوم يشبه إلى حدٍّ كبير شركة راسخة دون أن تكون كبيرة جداً أو بطيئة جداً، لكن هناك موارد وقدرات تمكننا من الابتكار، والمضي قدماً، والإنتاج، وتسليم المنتجات.

تحديات التوسع

لقد نمت محفظة "شوباني" مؤخراً- منتجات غير الألبان فضلاً عن دفعة كبيرة من المنتجات المدعومة بالـ "بروبيوتيك" أو المكملات الغذائية. ما هو الجانب الأكثر تحدياً في عملية التوسع؟

أعتقد أنَّ التحدي هو المعرفة العملية للأمور. هل تعرف شيئاً عن هذا؟ هل تعرف ما الذي تريد فعله؟ ماذا عن السوق؟ وهل هناك منافسة جديدة؟ إنَّ التحدي الأكبر الذي تواجهه شركات مثل "شوباني" هو التفكير في أسباب ودوافع الابتكارات؛ لأنَّ الأفكار تأتي من كل مكان، وهناك هذه الوصمة: إذا كانت علامتك التجارية تُحدث ضجة، فإنَّك قادر على وضع علامتك التجارية على أي شيء وستباع، وهذا أسوأ شيء يمكنك القيام به.

يجب أن تدرك الأسباب التي تقودك للابتكار، وما هي الحلول التي ستقدمها؟ ولماذا يتماشى ذلك مع ما تؤمن به، وما تريد أن تفعله؟ إنَّ ما نريد فعله حقاً هو الانتقال من فئة إلى أخرى والقول: هل هذه الفئة جيدة؟ هل هذا الأمر جيداً بالنسبة للناس؟ وكيف يمكنني تحسين الأمر؟ يجب أن يشعرك الطعام بالارتياح، يجب أن يذكرك الطعام أن تكون جيداً مع نفسك.

ما مدى ضخامة هذه الفرصة المتعلِّقة بالـ"بروبيوتيك"؟

لا أعرف، لكن كل كوب من الزبادي صنعناه يحتوي على مئات المليارات من الـ"بروبيوتيك". ونحن لم نتحدَّث عن هذا الأمر من قبل، لكنَّنا تأكدنا من احتواء الزبادي على هذه المواد الصحيّة، وقد أصبحنا أفضل، ونعرف المزيد الآن. وبصفة شخصية، أعتقد أنَّ الاعتناء بالجهاز الهضمي يمكن أن يمنع الأمراض، إنَّه طعام، ولكنَّه كالدواء، وأعتقد أنَّ الـ"بروبيوتيك" يلعب دوراً هائلاً، والعلم في هذا المجال آخذ في التطور.

كيف كنت قادراً على الابتكار خلال فترة الوباء؟

لقد كان الأمر جنونياً. أنا قريب جداً من المنتج، فنحن كفريق عمل نتواصل دائماً عبر برنامج "زووم"، ونرسل العينات لبعضنا، وأعتقد أنَّ هذا هو ما يميزنا عن غيرنا، فنحن جميعا نركز على المنتج، كما أنَّ عددنا ضئيل، وليس لدينا تسلسل هرمي كبير.

أنا مندهش جداً بمدى كفاءة الفريق بشأن الابتكار ،والإنتاج، والمبيعات، والتوزيع، والقيام بأعمال الخير في المجتمع أيضاً، ومدى جودة أداء فريق العمل لكل هذه الأمور، إنه أمر مذهل. والأهم من ذلك، لم تكن مسؤوليتي بهذه البساطة من قبل، فقد تولى الفريق بالفعل القيام بهذه الأشياء بنفسه.

لديك بعض الأعمال الجانبية مثل "إيفريتز فيتا تشيز" التي يسبق وجودها "شوباني" و "لا كولومبي كوفي روسترز"، ما مدى مشاركتك في تلك الأعمال؟

لدي ارتباط عاطفي كبير بشركة "إيفريتز"، فهذا هو المكان الذي بدأت فيه كل شيء، إنَّهم يقومون بأعمال أفضل بكثير من تلك التي فعلتها آنذاك، إنَّها تصنع ما تصنعه، وتقوم بعمل رائع حقاً.

وأما بالنسبة لـ "لا كولومبي"، فأنا أحبها، وأرى نفسي مستثمراً هناك، أو شريكاً للمؤسسين تود كارمايكل، و جي بي أيبيرتي. وقد أحببتُ ما يفعلونه كثيراً، وطريقة إتمامهم للأمور، أعتقد أنَّها شركة تحمل بذرة من شأنها إعادة تشكيل هذا القطاع بطريقة درامية للغاية، إنَّهم يأخذون وقتهم، خاصة أنَّه لا توجد أسباب تدعو إلى التسرع، فهم يريدون وضع الأمور في نصابها الصحيح، لكنَّني لا أشارك في تلك الأمور كثيراً.

إذا لم تكن تعمل في مجال المواد الغذائية، فما العمل البديل الذي كنت ستقوم به؟

أولاً، كنت أتمنى أن أكون لاعب كرة قدم، فقد كنت جيداً فيها، وأنا أحب هذه اللعبة، وبخلاف ذلك؛ أعتقد أنَّني كنت سأتعلَّق بالمزارع بطريقة ما، أو بشيء قريب من الطبيعة.