"تويتر" تحقق إيرادات قوية وتُحذّر من تباطؤ نمو المستخدمين

واجهة موقع تويتر للتواصل الاجتماعي معروضة على شاشة هاتف ذكي متحرك
واجهة موقع تويتر للتواصل الاجتماعي معروضة على شاشة هاتف ذكي متحرك المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

كشفت شركة "تويتر" عن إيرادات فاقت تقديرات المحللين عن الربع الرابع، مستفيدة من موسم العطلات القوي الذي شجّع الإعلانات الرقمية، وذلك على الرغم من أن الشبكة الاجتماعية أضافت مستخدمين جدداً أقل مما كان متوقعاً، وحذّرت من أن مكاسب نمو المستخدمين في عام 2021 ستتباطأ مقارنةً بارتفاع العام الماضي الذي غذته الجائحة.

وارتفعت إيرادات الشركة بنسبة 28% إلى 1.29 مليار دولار، مقارنة بمتوسط ​​توقعات المحللين البالغ 1.19 مليار دولار، وفقاً للبيانات التي جمعتها بلومبرغ. وأشارت "تويتر" يوم الثلاثاء إلى أن وجود "طلب قوي لمعلني العلامات التجارية في الولايات المتحدة" هو محرك لمبيعات الإعلانات في الربع الرابع، وذلك وفقاً للرسالة التي وجّهتها إلى المساهمين في الشركة. وارتفع صافي الدخل إلى 222 مليون دولار أو 27 سنتاً للسهم.

كما أبلغت "تويتر" عن استقطابها لـِ 192 مليون مستخدم نشط يومياً، بزيادة قدرها 26% عن العام السابق، ولكن أقل بقليل من التقديرات البالغة 193.4 مليون. وبنظرة إجمالية على عام 2020، أضافت الشركة 40 مليون مستخدم يومي جديد، حيث عزت المكاسب إلى "تحسينات المنتج" وسلسلة الأحداث الرئيسية التي جذبت الجماهير، بما في ذلك الانتخابات الرئاسية الأمريكية والمناقشات حول جائحة كوفيد-19 العالمية.

وفي الواقع، فقد كان ربعاً قوياً لشركات الإعلان الرقمي بشكل عام، والتي كانت مدعومة بالاندفاع نحو التسوق عبر الإنترنت أثناء الجائحة؛ حيث سجلت كل من شركة "فيسبوك"، و"غوغل" التابعة لشركة "ألفابت"، و"سناب"، وشركة "بينتيريست" (Pinterest) أرباحاً أفضل من المتوقع لهذه الفترة. ومع ذلك، فإن الإضافة الباهتة في أعداد مستخدمي "تويتر" قد تثير المخاوف بشأن النمو طويل الأجل، خاصة بعد أن حظرت الشركة الرئيس الأمريكي "دونالد ترمب" نهائياً من الخدمة في يناير، حيث نُظر إلى تعليقاته على أنها تُشجع الجماهير في مبنى الكابيتول الأمريكي.

لطالما جادلت "تويتر" بأن وجود "ترمب" على المنصة لم يُؤثر بشكل ملموس على نمو المستخدمين، إلا أنه حسّن من المعرفة العامة بـِ"تويتر" خلال السنوات الأربع التي قضاها في منصبه.

وقال "دورسي" للمحللين يوم الثلاثاء: "من الواضح أننا منصة أكبر بكثير من أي موضوع واحد أو أي حساب واحد". وأضاف أن غالبية مستخدمي "تويتر" هم من خارج الولايات المتحدة، وأن الخدمة لديها أكثر من 50 حساباً يستقطبون أكثر من 25 مليون متابع. وأشار أيضاً إلى أنه من المرجح أن ينمو المستخدمون النشطون يومياً بأكثر من 20% في الربع الأول، وهو الوقت الذي تم فيه حظر "ترمب".

وفي الفترة الأخيرة، أضافت "تويتر" مليون مستخدم جديد في الولايات المتحدة، ولديها الآن 37 مليون مستخدم يومي في المتوسط ​​في أكثر أسواقها ربحية.

وارتفعت أسهم الشركة بنحو 2% في تداولات ما بعد الإغلاق بعد أن أغلقت عند 59.87 دولار. والجدير بالذكر أن الأسهم ارتفعت بنحو 62% في العام الماضي، مسجلة أعلى مستوى لها منذ عام 2014.

وقالت "تويتر" في بيان لها إن نمو المستخدمين، الذي تجاوز 20% في الأرباع الخمسة الماضية، سينخفض ​​إلى نسبة مئوية في خانة العشرات الدنيا ابتداء من الربع الثاني. وكتبت الشركة في رسالتها إلى المساهمين: "بالنظر إلى ما بعد الربع الأول، فإن الطفرة الكبيرة المرتبطة بالجائحة التي شهدناها العام الماضي تستمر في خلق مزيج صعب".

وتوقعت تويتر أن تبلغ إيرادات الربع الأول 940 مليون دولار إلى 1.04 مليار دولار. في حين قدر المحللون أن عائدات "تويتر" في الربع الأول ستكون 983.4 مليون دولار.

تأثير متواضع

وفي هذا الصدد، قالت الشركة التي تتخذ من سان فرانسيسكو مقراً لها إنها تتوقع تأثيراً "متواضعاً" على أعمالها الإعلانية نتيجة التغييرات القادمة التي ستُحدثها شركة "آبل" على نظام تشغيل الهواتف المحمولة " iOS 14"، مما قد يجعل من الصعب على الشركات تتبع المستخدمين ثم إعادة استهدافهم بالإعلانات. وقالت شركة "فيسبوك" المنافسة إن التغييرات قد تشكل تهديداً خطيراً لأعمالها، وفي المقابل، فإن "تويتر" أقل اعتماداً على الإعلانات المستهدفة، حيث تعتمد بشكل أكبر على إعلانات العلامة التجارية، والتي تتضمن عادةً المزيد من الرسائل والاستهداف العام.

وسلّطت الشركة الضوء على الإيرادات المتأتية من الإعلانات التي تروّج لتثبيت تطبيقات الهاتف المحمول، والتي تسمى "إعلانات ترويج تطبيقات الهاتف المحمول" (MAP)، حيث عملت "تويتر" على تحسينها في العام الماضي. وحققت إعلانات "ترويج تطبيقات الهاتف المحمول" أكثر من 300 مليون دولار من العائدات في عام 2020، والتي لم تتغير عن العام السابق، على الرغم من أن "تويتر" قالت إن المبيعات من "إعلانات ترويج تطبيقات الهاتف المحمول" تحسنت بأكثر من 50% في الربع الرابع.

وفي هذا السياق، تستكشف "تويتر" خدمات الاشتراك لإضافة تدفقات من الإيرادات بخلاف الإعلانات؛ حيث تبحث فرق داخلية متعددة في مجال منتجات الاشتراك، على الرغم من أن المديرين التنفيذيين في "تويتر" قالوا إن مثل هذه المبادرات ما تزال بعيدة المنال.

ولم تذكر الشركة الاشتراكات في رسالتها الموجهة إلى المساهمين يوم الثلاثاء، في حين قال المدير المالي "نيد سيغال" عندما سُئِل عن الاشتراكات في المكالمة "لا يوجد شيء جديد للإبلاغ عنه".