توقعات بانتهاء أزمة الشحن البحري بمنتصف 2021

توقعات باستمرار أزمة الشحن البحري حتى منتصف 2021
توقعات باستمرار أزمة الشحن البحري حتى منتصف 2021 المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

قالت أكبر شركة نقل للحاويات في العالم: إن الاضطرابات التجارية التي أدت إلى ارتفاع أسعار الشحن وتطغى على الموانئ الرئيسية، قد تبدأ في التراجع بعد الربع الأول، ما يخيب آمال المستثمرين بالقطاع، لكنه يشير في الوقت نفسه إلى فرج في نهاية المطاف لشركات الشحن.

وقال سورين سكو، وهو الرئيس التنفيذي لشركة "ميرسك" الدنماركية، إن الربع الرابع "تميز من ناحية بالتأثير المستمر للوباء، ولكنه تميز أيضاً من خلال إحراز بعض التقدم المجزي في استراتيجيتنا الهادفة لأن نصبح الموحد اللوجستي للحاويات".

واستشرافاً للمستقبل، قالت شركة "ميرسك": إنها تتوقع استمرار "الوضع الاستثنائي الحالي" المتمثل في ارتفاع الطلب، واختناقات سلسلة التوريد، ونقص المعدات في الربع الجاري، "ليعود إلى طبيعته بعد ذلك".

وتراجعت أسهم الشركة التي تتخذ من كوبنهاغن مقراً لها 10% وسط مؤشرات على اقتراب أسعار الشحن من الذروة.

ومع انتشار السعة بشكل كامل ودخول الحاويات الجديدة إلى الخدمة، يتوقع مراقبو هذه الصناعة استقرار الأسعار الفورية المتقلبة، وتخفيف الاختناقات بحلول نهاية النصف الأول من العام الجاري.

وقال رئيس غرفة الشحن الدولية "إسبين بولسون" يوم الأربعاء: "بحلول منتصف العام، أتوقع أن أرى توقف ارتفاع هذه الزيادات الحالية في الأسعار، وستكون هناك سعة إضافية مضافة إلى نظام خط الحاويات وسيتم التعامل مع هذا الطلب".

وتطلب شركات الشحن، مثل شركة "هيونداي للتجارة البحرية" (HMM) في كوريا الجنوبية، المزيد من الحاويات لمعالجة النقص الحاد، في ظل بقاء البضائع عالقة في المستودعات لفترة أطول من المعتاد، بسبب الإغلاق والقيود المفروضة على أماكن العمل.

وفي هذا السياق قال المدير التنفيذي "جين سيروكا" في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ يوم الأربعاء: إن هذا هو السبب في أن ميناء لوس أنجلوس يحاول تطعيم عماله.

قفزة في أسعار الشحن

وقفزت أسعار الحاويات الفورية على الممرات التجارية الرئيسية إلى مستويات قياسية الشهر الماضي. وارتفعت التكلفة من شنغهاي إلى لوس أنجلوس إلى 4194 دولاراً لكل 40 قدماً في الحاوية في 7 يناير، بينما ارتفعت التكاليف من المحور الآسيوي إلى روتردام إلى 9066 دولاراً في 21 يناير، وفقاً لمؤشر "دريوري وورلد كونتينر" (Drewry World Container).

ويشار إلى أن جمعيات التجارة في الصين وغيرها من المنظمات في جميع أنحاء العالم قد دقت ناقوس الخطر.

من جهتها، قالت رئيسة شركة الشحن الهندية "هارجيت كور جوشي" في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ، دون الخوض في التفاصيل: "إنني أدرك تماماً حقيقة أن المنظمين يراقبوننا، وإذا لزم الأمر، يمكن أن يكون هناك تدخل".

ووصف "سكو" من شركة "ميرسك" الإشراف من قبل سلطات حماية المنافسة بأنه "أمر طبيعي" وجزء مستمر من نشاط تجاري يأخذ إشارات التسعير الخاصة به من قوى السوق.

وقال "السبب وراء ارتفاع أسعار الشحن بشكل كبير كما هي عليه، هو ببساطة أن هناك طلباً أكبر من المعروض".

وفي مقابلة على تلفزيون بلومبرغ، قال "جيريمي نيكسون"، الرئيس التنفيذي لشركة "أوشين نيتورك إكبرس ب تي إي" ( Ocean Network Express Pte)، إن الازدحام في الموانئ وقلة المعروض من الحاويات، قد كبَّدت "تكلفة إضافية كبيرة"، لذلك لا مفر من ارتفاع أسعار الشحن. ويتوقع أن تستمر هذه التحديات لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر أخرى.

شركات الشحن تستفيد من الأزمة

لكن، في الوقت الحالي، وعلى الرغم من ذلك، ساعدت المعدَّلات المرتفعة على تعزيز الأرباح في بعض شركات الشحن، التي تكبَّد العديد منها خسائر في السنوات السابقة بسبب الطاقة الفائضة.

حيث قال "سكو": إن سفن المحيط قد تستفيد أيضاً في الأشهر المقبلة من الأسعار المرتفعة التي يتفاوضون بشأنها في العقود الثابتة.

وأضاف "سكو" قائلاً: "ليس هناك شك في أن أسعار العقود آخذة في الارتفاع، وإن كان ذلك بدرجات متفاوتة بحسب المسار، لقد قمنا بتجديد 40% من محفظة عقودنا ونشهد ارتفاعاً حاداً في الأسعار".

وفي هذا السياق قالت شركة "ميرسك": إنها تتوقع نمو الأرباح بنسبة 27% هذا العام. بينما أعلنت في عام 2020 شركة "هيونداي للتجارة البحرية"، وهي أكبر خطوط الشحن في كوريا الجنوبية، عن أول أرباح تشغيلية سنوية لها منذ 10 سنوات.

ولا يزال من الممكن أن تواجه صناعة الشحن تحديات خلال الأشهر الثلاثة إلى الأربعة المقبلة، وحول هذا قال "نيكسون": "نأمل في الصيف، أن نتمكن من العودة إلى ما نسميه عملية ثابتة ونأمل أيضاً في إعادة سفننا في الموعد المحدد، وجعل عملائنا يتعاملون بشكل أكثر كفاءة".