اتهامات بـ"الكذب والتضليل" تحاصر قادة "بوينغ" في دعوى تحطم طائرة

بوينغ تواجه اتهامات بالتقصير والإهمال
بوينغ تواجه اتهامات بالتقصير والإهمال المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

اتهم مساهمون في شركة "بوينغ" مديري الشركة، بما في ذلك الرئيس التنفيذي الحالي "ديفيد كالهون"، بالكذب بشأن الإشراف والرقابة على طائرتها من طراز "737 ماكس 8"، والمشاركة في حملة علاقات عامة مُضلِلة بعد حادثين مميتين للطائرة.

وبحسب الوثائق القانونية المقدَّمة في المحكمة، التي تمَّ الكشف عنها مؤخراً، فقد تجاهل المجلس التحذيرات حول طائرة "737 ماكس"، ولم يطوِّر أدواته الخاصة لتقييم السلامة، كما لم يحاسب الرئيس التنفيذي السابق "دينيس مويلينبورغ" بشكل صحيح على إطلاقه جهود استرضاء، وعلاقات عامة للردِّ على انتقادات عيوب تصميم الطائرة.

وقال المستثمرون في شكوى معدَّلة ومقدَّمة لمحكمة ديلاوير العليا، التي تمَّت إتاحتها في 5 فبراير: "قبل منع طائرة "737 ماكس" من الطيران، فشل المجلس في إجراء تقييمه الخاص لسلامة الإبقاء على تشغيل طائرة "737 ماكس"، كما ضاعف من افتقاره إلى الرقابة من خلال الكذب العلني بشأن الطائرة".

وتُعدُّ الملفات غير المختومة التي نشرت عنها صحيفة "وول ستريت جورنال" لأول مرة، جزءاً من دعوى مشتقة رفعها مساهمو "بوينغ" لأول مرة في عام 2019 بعد تحطُّم طائرتين من طراز "737 ماكس"، الأولى تابعة لشركة "ليون إير" (Lion Air) والثانية للشركة "الإثيوبية للطيران" (Ethiopian Air)، فقد أودى الحادثان بحياة 346 شخصاً. وعلى عكس الدعاوى الجماعية للمساهمين، عادةً ما يتمُّ سداد التسويات المالية أو الأحكام في الدعاوى المشتقة إلى الشركة من بوالص تأمين المسؤولية لمديريها ومسؤوليها.

المصلحة العامة

و تنشر الشكوى المعدَّلة لأوَّل مرة تفاصيل حول تعامل "بوينغ" الداخلي مع كارثة تحطم طائرة "737 ماكس"، التي أدَّتْ إلى إيقاف الطائرة لمدَّة عامين. وفي هذا السياق، وافق "مورغان زورن"، قاضي محكمة ديلاوير العليا، على نشر تفاصيل الدعوى بعد "تفضيل الإفصاح" لمقتضيات "المصلحة العامة" في معالجة مجلس الإدارة لفشل طائرة "737 ماكس".

وتعليقاً على الموضوع، قال "برادلي أكوبويرو"، المتحدِّث باسم "بوينغ"، في بيان أُرسل عبر البريد الإلكتروني: "من غير المفاجئ أن يُقدم رفع دعوى من قبل المدعين الذين يسعون للحصول على ميزة في دعوى قضائية صورةً مضللةً، وغير كاملة لأنشطة "بوينغ"، ومجلس إدارتها، ونحن نرى أنَّ ادِّعاءات المدَّعين تفتقر إلى الجدارة، وسوف نُجدد اقتراحنا برفض الدعوى في وقت لاحق من هذا العام".

مزاعم أخرى بشأن التحطم

وفي الملفات، جادل مديرو "بوينغ" في أنَّ لديهم "آليات قوية وراسخة" لتقييم ملف سلامة طائرة "737 ماكس" قبل أن تغادر الأرض، فقد "تعمل هذه الأنظمة لضمان مشاركة مجلس الإدارة في الأمور المتعلقة بسلامة وجودة منتجات بوينغ".

يُشار إلى أنَّ حصول مشكلات في نظام التحكُّم الآلي بطيران الطائرة - الذي يُعرف اختصاراً باسم "الطيار الآلي" - قد لعب دوراً في حوادث التحطُّم. وأعطت إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية العام الماضي شركة "بوينغ" الضوء الأخضر لاستئناف رحلات الركاب بعد تعديلات واسعة أجرتها على الطيار الآلي؛ ومن المقرَّر أن يعود طراز "737 ماكس" إلى الأجواء الأوروبية هذا الشهر بعد أن سمح له المنظِّمون هناك باستئناف العمل أيضاً.

إلا أنَّ المسؤولين التنفيذيين في شركة "بوينغ" قد أشاروا إلى أنَّ الأخطاء المرتبطة بالطيار والصيانة المحتملة قد لعبت دوراً رئيسياً في تحطُّم طائرة رحلة رقم 610 التابعة لخطوط طيران "ليون إير" في أكتوبر 2018 في إندونيسيا، في الوقت الذي بدأوا حينها سراً في معالجة عيوب الطيار الآلي.

حملة تضليلية

بعد أسبوعين من تحطُّم طائرة "ليون إير"، أطلق "مويلينبورغ" "حملة علاقات عامة، وعلاقات مع المستثمرين، واسترضاء" مصممة لمواجهة إدانات نقابات الطيارين في شركات الطيران الأمريكية لإفصاحات "بوينغ" حول تصميم "737 ماكس"، وحملات صحيفة سلبية. ولم تُشر حملة العلاقات العامة إلى تركيز مهندسي "بوينغ" على الطيار الآلي، وإنَّما سعت بدلاً من ذلك إلى تحويل الانتباه إلى الأسباب المحتملة الأخرى للحادث، وفقاً للدعوى المعدَّلة.

وتمَّ إبلاغ اثنين من المديرين، هما: "كالهون"، و"كين دوبرستين" – الذي شغل سابقاً منصب رئيس موظفي البيت الأبيض في عهد الرئيس "ريغان" - بالحملة، وفقاً لرسائل البريد الإلكتروني الداخلية المشار إليها في الشكوى المعدَّلة المكوَّنة من 119 صفحة؛ وكان "كالهون" قد خلف "مويلينبورغ" في شغله لمنصب الرئيس التنفيذي لشركة "بوينغ" في يناير 2020.

و بحسب الدعوى، وبدلاً من تحميل "مويلينبورغ" المسؤولية عن السماح لطائرة "737 ماكس" بنقل الركاب باستخدام نظام غير سليم للتحكُّم في الطيران، قاد المديرون دفاعاً عاماً عن رئيسهم التنفيذي المحاصر في مايو 2019؛ كما تابع "كالهون" قيادة جهود الدفاع، بحسب الشكوى.

وقالت الدعوى، إنَّ : ""كالهون" والمجلس توقَّفا عن الدفاع عن "مويلينبورغ" فقط عندما علموا في ديسمبر 2019 أنَّ علاقته مع إدارة الطيران الفيدرالية قد تضررت، وأنَّ إدارة الطيران الفيدرالية لن تُعاود قريباً التصديق على طراز 737 ماكس".

سوء نية

وفقاً لما تكشَّفت به ملفات القضية، فقد استمر المديرون في التصرف بسوء نية عندما قرروا عدم طرد "مويلينبورغ" بطريقة تحرمه من 38 مليون دولار من مزايا الأسهم، وبدلاً من ذلك، اختار مجلس الإدارة السماح للرئيس التنفيذي بالتقاعد مع منحة الأسهم الخاصة به.

وبحسب مزاعم المساهمين، فإنَّه "من خلال الدفع لـِ "مويلينبورغ"، تجنَّب المجلس مشاحنات عامة معه كان من شأنها أن تُثير تساؤلات حول مسؤولية المجلس، فيما يخص مسألة دعمه، وعدم ممارسة الإشراف على السلامة".