"جيه بي مورغان": أسعار السلع أمام دورة صعود كبرى جديدة

آلة تملأ شاحنة بمحصول الذرة أثناء موسم الحصاد في برينستون بولاية إلينوي الأمريكية
آلة تملأ شاحنة بمحصول الذرة أثناء موسم الحصاد في برينستون بولاية إلينوي الأمريكية المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

قال بنك الاستثمار العالمي "جيه بي مورغان" إن السلع بدأت -فيما يبدو- دورة كبرى جديدة من المكاسب على مدار سنوات، بعد ارتفاع أسعار المنتجات الزراعية، وصعود أسعار المعادن إلى أعلى مستوياتها منذ سنوات، وتجاوز النفط 50 دولاراً للبرميل.

وقال محللو "جيه بي مورغان" بقيادة ماركو كولانوفيتش في تقرير يوم الأربعاء: إن طفرة أسعار السلع على المدى الطويل تبدو أكثر احتمالاً، إذ تراهن "وول ستريت" على حدوث تعافي اقتصادي قوي من وباء كورونا والتحوط ضد التضخم.

وقال البنك: إن الأسعار قد تقفز أيضاً "كنتيجة غير مقصودة" لمكافحة تغير المناخ، مما يهدد بتقييد إمدادات النفط مع زيادة الطلب على المعادن اللازمة لبناء البنية التحتية للطاقة المتجددة والبطاريات والمركبات الكهربائية.

10 سنوات جديدة من الصعود

ويتوقع المحللون في "غولدمان ساكس" و"بنك أوف أمريكا" و"أوسبراي مانجمنت" صعود أسواق السلعة، مع بدء التحفيز الحكومي ونشر اللقاحات في جميع أنحاء العالم لمكافحة فيروس كورونا.

وأدى التفاؤل بالفعل إلى دفع رهانات صناديق التحوط الصعودية على السلع إلى أعلى مستوياتها خلال 10 سنوات، ما يمثل تحولاً دراماتيكياً عن عام 2020، عندما انخفضت أسعار النفط إلى ما دون الصفر للمرة الأولى على الإطلاق، وكان المزارعون يتخلصون من المنتجات وسط تعثر سلاسل التوريد وتراجع الطلب.

وقال محللو "جيه بي مورغان" في مذكرتهم "نعتقد أن الارتفاع الجديد في أسعار السلع الأساسية وخاصة دورة ارتفاع أسعار النفط قد بدأت.. بدأ يتحول المد والجزر على العائدات والتضخم".

وشهدت السلع أربع طفرات صعودية على مدار السنوات المئة الماضية؛ وبلغت آخر ذرواتها في عام 2008 بعد 12 عاماً من النمو أو التوسع.

وفي حين أن آخر موجة صعود للسلع كانت بقيادة الطفرة الاقتصادية بالصين، أرجع "جيه بي مورغان" أحدث دورة إلى العديد من العوامل، بما في ذلك التعافي بعد الوباء والسياسات النقدية والمالية "التيسيرية للغاية"، والتي تشمل خفض أسعار الفائدة وبرنامج شراء الأصول على سبيل المثال، وضعف الدولار الأمريكي والتضخم الأقوى والسياسات البيئية الأكثر حيوية حول العالم.

وبالمثل، لم تشهد صناديق التحوط الاتجاه الصعودي في السلع منذ منتصف عام 2005، عندما كانت الصين تخزن كل السلع من النحاس إلى القطن. بينما أدى تراجع إنتاج المحاصيل وحظر التصدير في جميع أنحاء العالم إلى زيادة أسعار المواد الغذائية، مما أدى في النهاية إلى الإطاحة بحكومات خلال ما سمي حينذاك "الربيع العربي".

وتبدو الأمور حالياً متشابهة، مع وصول مقياس واسع لأسعار السلع إلى أعلى مستوياته في ست سنوات.

وارتفعت أسعار الذرة وفول الصويا مع زيادة شراء الصين كميات كبيرة من المحاصيل الأمريكية. وسجل النحاس أعلى مستوى في ثماني سنوات وسط تفاؤل متزايد بشأن تعافي اقتصادي أوسع.

وقد حقق النفط تعافياً قوياً في ظل وباء كورونا مع انحسار تخمة المعروض العالمي من الذهب الأسود.