كيف رد أكبر بنك في النرويج على تمويل الشركات الملوثة للبيئة؟

كريستين براثين، الرئيس التنفيذي لبنك دي إن بي النرويجي
كريستين براثين، الرئيس التنفيذي لبنك دي إن بي النرويجي المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

قدم أكبر البنوك في أكثر دولة منتجة للنفط في أوروبا المزيد من التمويل، لأكثر الشركات المتسببة في تلوث البيئة في بلدان شمال أوروبا.

وقالت مجموعة دي إن بي المالية النرويجية (DNB ASA): إن مثل تلك التصنيفات لا تأخذ في اعتبارها أن عدم تقديم تمويل للشركات التي لا تصنف كشركات خضراء، سيتسبب في نهاية الأمر بالإضرار بالبيئة.

وقالت كريستين براثين، الرئيس التنفيذي للبنك، ومقره أوسلو، في مقابلة: "تمويل الأعمال التجارية النرويجية يمثل النشاط الرئيسي بالنسبة لنا".

وأضافت، أن الخطوة الأهم تتمثل في "تمكين" الشركات من التخلي عن الاعتماد على الوقود الأحفوري.

أكبر البنوك الممولة للشركات الملوثة للبيئة

ويعاني أكبر البنوك النرويجية من تحقيق أهدافه المرتبطة بالاستدامة، مثل باقي البنوك، في ظل ارتباط نحو خُمس الاقتصاد النرويجي بشكل مباشر بصناعة النفط والغاز في البلاد (والباقي يتأثر بها بشكل غير مباشر).

وتبقى المعضلة الرئيسية أمام "دي إن بي" هي الإجابة على السؤال حول أفضل السبل للدفاع عن تحقيق المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة: هل يتم استبعاد جميع الشركات المسببة للتلوث، أو الإبقاء عليها وفرض إحداث تغيير من الداخل؟

وأظهر تقرير تم نشره مؤخراً، أن "دي إن بي" يتصدر البنوك التي تقدم الدعم المالي للشركات المتسببة في تلوث البيئة أكثر من أي بنك آخر في دول شمال أوروبا.

وقد أصدرت التقرير مجموعة من منظمات المجتمع المدني في الأول من فبراير الجاري، أكدت فيه أنه وبعد توقيع اتفاقية باريس قدمت أكبر 10 بنوك في دول شمال أوروبا 67.3 مليار دولار تسهيلات ائتمانية لشركات ومشاريع في صناعات الفحم والنفط والغاز.

وأصدر البيان منظمات: "بانكتراك"، و "بروفوندو"، و"فير فاينانس غايد" النرويجية، و"فير فاينانس غايد" السويدية، و"أوكسفام أي بي آي إس"، و"أكشن ايد" الدنماركية.

وأشار البيان إلى أن "دي إن بي" تصدر القائمة، حيث قدم قروضاً بقيمة 20 مليار دولار للشركات المتسببة في تلوث البيئة، وفي المرتبة الثانية جاءت مجموعة "إس إي بي" المالية السويدية بتمويلات بلغت 17 مليار دولار، وثالثاً حلت مجموعة "نورديا" المصرفية الدنماركية بتمويل بلغت قيمته 15 مليار دولار.

المعضلة الرئيسية

وقالت براثين: إن "دي إن بي" قام بتمويل الأنشطة المتعلقة بتطبيق المعايير البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات خلال "العامين الماضيين".

وأضافت: "قمنا بدمج أهداف قطاع الخدمات المصرفية للشركات على صعيد كافة الصناعات والقطاعات مع أهدافنا لتحقيق الاستدامة".

وأشارت براثين إلى أن "الركيزة الرئيسية" لاستراتيجية "دي إن بي" لتطبيق المعايير البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات "تتعلق بالتأثير على العملاء ومساعدتهم خلال عملية الانتقال من الاعتماد على الوقود الأحفوري".

وتشير براثين إلى أنه قد تم ملاحظة تغيير على مدار الاثني عشر شهراً الماضية، حيث "بدأ عملائنا من الشركات طلب النصيحة بشأن تمويل الانتقال الذي يخططون لتنفيذه". وقالت: "إنها حالة من الشد والجذب، ولكنها تتضمن خطوط رئيسية وقيود صارمة".

وأوضحت براثين أن الشركات التي "لا تمتلك خططاً أو رؤية في ذلك الشأن" سوف تواجه عالماً "لن تستطيع فيه الحصول على تمويل بعد اليوم".