"ديزني+" منافسة "نتفلكس" الأقوى تدخل حلبة الصراع في سوق البث الرقمي

ديزني تراهن على البث الرقمي
ديزني تراهن على البث الرقمي المصدر: شركة ديزني
Tara Lachapelle
Tara Lachapelle

Tara Lachapelle is a Bloomberg Opinion columnist covering the business of entertainment and telecommunications, as well as broader deals. She previously wrote an M&A column for Bloomberg News.

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أغلقت أسهم شركة "والت ديزني" عند أعلى مستوى لها على الإطلاق يوم الخميس الماضي، قبل دقائق من إعلان الشركة عن انخفاض نسبته 99% في صافي الدخل الفصلي. هذا أمر لا يراه المستثمرون كثيراً، لكنَّه أيضاً لم يكن مستغرباً بعد مرور عام على الوباء العالمي الذي لم تصبح آثاره مفاجئة على الأعمال التجارية. إلا أنَّ سعر سهم "ديزني" استمر في تحدي الأزمة؛ لأنَّ اهتمام المساهمين بالمتنزه الترفيهي، وشباك التذاكر، وشبكة الكابلات الضخمة منصب حالياً على بند واحد؛ هو عدد مشاهدي "ديزني +" Disney +.

وفي نهاية عام 2019، كانت "ديزني +" خدمة جديدة كلية بحوالي 26 مليون مشتركاً، إلا أنَّ قاعدة مشتركيها تضخَّمت إلى 95 مليوناً اعتباراً من 2 يناير، مكتسبة بذلك أرضية أسرع من قاعدة "نتفلكس"، التي تقدَّر بـ 204 مليون مشترك. وبرغم وصول "ديزني" متأخراً إلى قطاع البث، لكنَّها بكل تأكيد دخلت الساحة.

رابحون وخاسرون

وهذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها "ديزني" عن نتائجها في إطار هيكلها الجديد الذي يشمل قسمين رئيسيين هما؛ توزيع الوسائط والترفيه، والمتنزه والتجارب والمنتجات. وتركِّز عملية إعادة التنظيم على البث المباشر الموجَّه إلى المستهلك، حتى إن كان ذلك الذراع لايزال الأقل ربحية بالنسبة إلى إمبراطورية "ديزني" بعد انحسار الوباء. وارتفعت الإيرادات المباشرة إلى المستهلك بنسبة 73% في الفترة الأخيرة، مع تقلص الخسائر إلى 466 مليون دولار من أكثر من مليار دولار في العام السابق.

وقد أجمع العاملون في صناعة الإعلام، والمساهمون، والمشاهدون أنَّ التلفزيون أصبح الآن مرادفاً للبث، وأنَّ كونك مشاركاً نشطاً لم يعد خياراً، فما عليك سوى إلقاء نظرة على أفضل وأسوأ أداء في أسهم قطاع الإعلام لتجد أنَّ شركتي"فياكوم سي بي إس" ViacomCBS Inc، و "ديسكفوري" Discovery سجلتا مكاسب بنسبة 50% منذ بداية العام. وتعيد "فياكوم" الشهر المقبل إطلاق تطبيق "سي بي إس أول آكسيس" CBS All Access باسم "باراماونت +"، على أمل تحويل خدمتها القائمة أيضاً إلى منافس هائل يحمل اسم استوديو أفلام كان مبدعاً في السابق. وفي الواقع، أثارت الشركة الفضول حول التطبيق القادم في إعلانات "سوبر باول" Super Bowl التي تستلهم شعار جبل "باراماونت" المميز. كما بدأت "ديسكفوري" مؤخراً" في بيع اشتراكات بقيمة 5 دولارات شهرياً لـ "ديسكفوري +" Discovery +، وهي مأدبة افتراضية من برامج تلفزيون الواقع، ستضمن لها الهيمنة على نوع بث يصعب العثور عليه في خدمات البث الأخرى.

ديزني تفرض نفسها

ويتناقض هذا مع شركة "فوكس "Fox ، التي سقطت إلى القاع في عام 2020 مع انخفاض نسبته 21% وتعافت إلى حد ما منذ ذلك الحين، ولا تملك الشركة خدمة فيديو تحت الطلب مثلما تملك "نتفلكس"، وقد يكون لذلك علاقة بأسباب تراجع المستثمرين، فضلاً عن التصنيفات الأضعف بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية. وتمتلك "فوكس" شركة "توبي" Tubi، وهي خدمة مجانية تدعمها الإعلانات.

لقد فرضت "ديزني +" نفسها على أي نقاش حول "نتفلكس" الذي سيكون من الصعب على الخدمات الأخرى تحقيقه، فيما سيتعلَّق السؤال القادم بـ"ديزني" بكيفية استفادتها من تلك الميزة الإستراتيجية، ورفعت "نتفلكس" الأسعار مؤخراً، وستزداد الرسوم الشهرية الأمريكية لـ "ديزني +" بمقدار دولار واحد من الشهر المقبل، ويمكن تصور ارتفاع الأسعار فيما بعد. إلا أنَّ أبرز ما جاء في تقرير أرباحها هو انخفاض متوسط ​​الدخل الشهري نسبياً لكل مشترك مدفوع.

العمود الفقري

وتعدُّ خدمة "ديزني + هوت ستار" في الهند واحدة من الأسباب الرئيسية لذلك، فهي تحقق نسبة منخفضة للغاية من متوسط ​​العائد لكل مستخدم ARPU برغم تضمينها في حسابات "ديزني +" المالية. ولكن إذا اعتزمت "ديزني" على الاعتماد بشدَّة على البث، فمن المنطقي أن تختبر قوتها التسعيرية قليلاً أو أن تدمج إعلاناتها، شريطة ألا تتم الإساءة من إحدى الخطوتين إلى المستهلكين، وما عليك سوى إلقاء نظرة على حجم خطة "هولو" Hulu المدعومة بالإعلانات، بالرغم من انخفاض سعر الاشتراك.

وعلى صعيد آخر، يفكِّر القسم الآخر في كيفية كسب الأموال، فيرى بوب تشابيك، الرئيس التنفيذي لشركة "ديزني" أنَّ التباعد الاجتماعي والأقنعة يعدَّان من العناصر الأساسية في منتزهاتها الترفيهية في عام 2020، في حين أنَّ نسبة المشاهدة الضعيفة لـ "سوبر باول" قد أعاقت التوقُّعات الخاصة بالبرامج الرياضية، وشبكات الكابلات بشكل عام. كما أنَّ ما سيحدث في دور السينما غير واضح، برغم صعوبة الشعور بالتفاؤل. وتحمَّلت "ديزني +" آداء سعر سهم "ديزني" طوال هذا الوباء، إلا أنَّه قد حان الوقت لمعرفة كيف سيتمكَّن التطبيق الذي يصل اشتراكه الشهري إلى 8 دولارات من أن يصبح العمود الفقري المالي لإحدى الشركات الأكثر نفوذاً في العالم.