مضاربو "الميم" يضخون مليارات الدولارات في الأسواق الأسبوع الماضي

في أسبوع هادئ بمعايير عام 2021 ، بلغت الزيادات في عمليات المضاربة، التي ميزت السوق الصاعدة، أرقاماً قياسية جديدة مع قليل من الضجة، وقفزت التداولات الجامحة بداية من الأسهم منخفضة القيمة، والعملات المشفرة "الميم" إلى شركات "منتجات القنب" لأعلى مستوياتها على الإطلاق. وارتفعت مؤشرات الأسهم الأمريكية من جديد. ووجد المتشكِّكون في مسيرة أيِّ شيء المزيد من الأسباب للقلق بشأن تسعير السوق بأكثر من قيمته الحقيقية.

وأضافت الأسهم أكثر من 6.8 تريليون دولار على مستوى العالم في ستة أسابيع، كما ازدهرت العملات الرقمية لتصل قيمتها السوقية إلى أكثر من 1.4 تريليون دولار.

وتدير صناديق المؤشرات التي تركِّز على القطاع التكنولوجي والتابعة للمستثمرة "كاثي وود " الآن ما يزيد عن 50 مليار دولار، في حين يقول الخبراء الاستراتيجيون في

"غولدمان ساكس غروب"، إنَّه "يجب أن تعتاد على ذلك في الوقت الحالي".

و كتب فريق بحثي يضمُّ "أليسيو رزي" في تقرير لهم حول أنَّ "المزيد من المعنويات المرتفعة تشير إلى أنَّ الأصول الخطرة أصبحت الآن أكثر عرضة لخيبات الأمل بشأن الانتعاش أو دعم البنك المركزي "، لكنَّ زيادة عمليات الشراء تللك سوف تستمر في الصعود ما لم تتحقَّق إحدى هذه المخاطر على أرض الواقع".

بعد أسبوع، شهدت أقوى تدفُّقات على الإطلاق في أسواق الأسهم، وإليك نظرة على الأفكار التي يتناولها مضاربو "الميم"، وتسيطر على وسائل التواصل الاجتماعي، و"وول ستريت" في الوقت الحالي.

الماريجوانا والعملات المشفرة

بالنسبة للجزء الأكبر، ارتفعت أسهم شركات منتجات القنب والعملات المشفرة جنباً إلى جنب في عام 2021 ، مما يشير إلى أنَّ كليهما كان يصعد بفضل موجة حماسة المستثمرين الأفراد عبر الإنترنت.

شهد الأسبوع الماضي رحلة صعود جامحة لأسهم شركات منتجات الماريجوانا.

وسجَّلت شركة " إي تي إف أم جي ألترانيتف هارفيست إي تفي أف " ( ETFMG Alternative Harvest ETF ) أكبر ارتفاع لها على مدار ثلاثة أيام على الإطلاق بنسبة صعود بلغت 42 %، قبل أن تنخفض بنسبة 26 % في غضون يومين.

و ارتفعت " بتكوين " بنسبة 63 % هذا العام ،ووصل إلى أعلى مستوى تاريخي قدره 48929 دولاراً الجمعة الماضية.

تفضيلات المستثمرين الأفراد

سواء كانوا يطاردون زخم الأسعار أو يراهنون بشكل كبير على انتعاش التداول، فقد حقق المضاربون اليوميون، الذين كان لتأثير السحر على "وول ستريت" أرباح كبيرة، وفقاً لسلة أسهم "غولدمان ساكس" التي تتبع أسماء شركاتهم المفضلة.

بعد أن زاد المستثمرون الأفراد من الضغوط على صناديق التحوُّط في حفنة من أسهم الشركات الصغيرة، ارتفعت محفظة الشركات التي تتعقَّب الأسهم الأكثر مبيعاً على المكشوف بأكثر من 40 % هذا العام.

الأسهم منخفضة القيمة

أدى حماس المتداولين المبتدئين للشركات التي يخضع أداؤها لدورة الاقتصاد (صعوداً وهبوطاً ) في القطاعات التي تواجه تحديات إلى وضع مؤشر "راسل مايكروكاب" (يتتبع الشركات الأصغر) على المسار الصحيح لتحقيق أفضل أداء خلال فترة ربع سنوية له مقابل مؤشر " ستاندرد آندر بورز 500 " إلى حد بعيد، وهو ما يأتي بعد مدة زمنية كانت بالفعل تمثِّل ازدهاراً لأصغر شريحة في السوق.

هناك الكثير من الدلائل على أنَّ الانتعاش يكتسب مزيداً من السخونة، وسجَّلت صناديق الأسهم تدفُّقات قياسية بقيمة 58 مليار دولار في الأسبوع المنتهى في 10 فبراير الجاري، وفقاً لمصرف" بنك أوف أمريكا"، مما أدَّى إلى تحريك مؤشر ثقة المستثمرين على نحو أقرب إلى الإشارة بالبيع.

و ارتفع "مؤشر التقلب الضمني" في أسهم مؤشر "راسل 2000" مؤخراً خلال خمس جلسات متتالية، في حين كان مؤشر الشركات منخفضة القيمة يرتفع في الوقت نفسه.

وكتب كريس مورفي، الرئيس المشارك لاستراتيجية المشتقات في شركة "سسكويهانا إنترنتاشيونال" ( Susquehanna International Group ) في رسالة يوم الخميس الماضي: " كنا نراقب المواقف التي ترتفع فيها التقلُّبات والأسعار في الوقت نفسه، كدليل محتمل على تخطي السوق لقيمته الحقيقية ".

شركات كبرى باهظة الثمن

أحد الأسباب التي دفعت المتداولين إلى العمل في الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، هو أنَّ الشركات الكبري أصبحت باهظة الثمن بكل المقاييس تقريباً. ويجري تداول مؤشر ستاندرد أند بورز 500 " بمعدَّل 22 ضعفاً للأرباح المتوقَّعة للعام المقبل، بالقرب من أعلى مستوى خلال عقدين من الزمن، الذي جرى تسجيله العام الماضي.

كل هذا يمكن تفسيره من خلال أسعار الفائدة المنخفضة المعدَّلة وفقاً للتضخُّم أو التحوُّلات التي تشهدها التكنولوجيا الكبيرة في الاقتصاد العالمي. ومع ذلك ، وبالمقارنة مع المبيعات ، لم يكن هذا المؤشر أكثر تكلفة من أيِّ وقت مضى كما هو الآن.

صناديق المؤشرات المتداولة بالبورصة الأكثر سهولة

يراهن المضاربون اليوميون على قدرتهم على الثراء عن طريق شراء الشركات العصرية في قطاعات، مثل: الطاقة الشمسية، والحوسبة السحابية ، وهم يتجمَّعون حول منتجات "أيه أر كيه إنفستمنت مانجمنت "(Ark Investment Management).

و بلغت أحجام التداول لصندوق " كاثي وود " الرئيسي المتداول في البورصة أعلى مستوى لها على الإطلاق يوم الأربعاء الماضي، وسجَّلت التدفُّقات الداخلة في الأسبوع الأول من شهر فبراير رقماً قياسياً بأكثر من 1.1 مليار دولار.

الطروحات العامة الأولية

بنهم شديد، سارع تيار من الشركات الخاصة إلى الإقبال على الطرح العام الأولي للمرة الأولى ، كما يجري تدشين ما يسمى بشركات "الشيكات على بياض" بمسار سريع للغاية بعد الازدهار في السوق العام الماضي.

و قدَّمت حوالي 155 شركة استحواذ ذات أغراض خاصة طروحا عامة أولية في الأسابيع الستة الأولى من عام 2021 ، بهدف جمع تمويل بقيمة 46 مليار دولار، وفقاً للبيانات التي جمعتها " بلومبرغ ".

حتى الآن كانت المضاربة في هذه الأوراق المالية الجديدة تجارة قوية، وارتفع مؤشر شركات الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة بنسبة 18 % هذا العام ، كما ارتفع مؤشر صناديق المؤشرات المتداولة الذي يتتبَّع الطروح العامة الأولية بنسبة 18 %.