صقيع تكساس يزيد سخونة أسعار النفط

شخصان يعبران طريقاً أثناء عاصفة ثلجية بمدينة "نورث بيرغن". نيوجرزي. الولايات المتحدة
شخصان يعبران طريقاً أثناء عاصفة ثلجية بمدينة "نورث بيرغن". نيوجرزي. الولايات المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

ارتفع سعر النفط إلى أعلى مستوى له في 13 شهراً وسط مخاوف من أنَّ الطقس البارد في ولاية تكساس قد يعطِّل التدفُّقات من أكبر رقعة نفط صخري في أمريكا، مما يكشف هشاشة الإمدادات العالمية وسط التخفيضات الحادة من قبل "أوبك" وحلفائها.

وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكية بما يصل إلى 2.5% لتتجاوز 60 دولاراً للبرميل للمرة الأولى منذ يناير من العام الماضي. في غضون ذلك، ارتفع سعر خام برنت في لندن نحو 64 دولاراً.

ويُقدِّر التجار أن بضع مئات الآلاف من البراميل يومياً من الإنتاج في تكساس قد تتأثَّر بإغلاق الآبار، وتعطُّل النقل البري، وانقطاع التيار الكهربائي بسبب الظروف الجوية القاسية.

وتهدد عاصفة قطبية تجتاح الولايات المتحدة بعرقلة إمدادات النفط الخام، وإطلاق العنان لصعود أسعار كل شيء من البروبان إلى زيت التدفئة، والوقود الذي يستخدم في أجهزة التدفئة المتنقلة. وفي الأسابيع الماضية، دفعت ظروف الشتاء القاسية في شمال آسيا، وأجزاء من أوروبا بعض أسواق المنتجات النفطية إلى الصعود. وقال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، إنَّ صعود النفط الخام وجد أيضاً دعماً من اللقاحات والتفاؤل الذي يحرِّكه التحفيز، بالإضافة إلى سوق "متوازنة" الآن مع الأسعار التي تعكس الوضع الحالي.

حقيقة تراجع كوفيد تدعم الأسعار

وصعد خام غرب تكساس الوسيط نحو 16% منذ بداية فبراير، وحقق خام برنت أربعة أسابيع متتالية من المكاسب بعد أن قادت السعودية تحالف "أوبك+" في تخفيضات تاريخية هذا العام، مما تسبَّب في عودة المخزونات العالمية التي كانت منتفخة ذات مرة إلى طبيعتها بسرعة. ويسلِّط التطور الضوء على النجاح الذي حقَّقته المجموعة في استنزاف الفائض الناجم عن تدمير الطلب الناجم عن الفيروس.

على صعيد الطلب، ارتفع الطلب الأمريكي على النفط مع معالجة المصافي لمعظم الخام منذ مارس تحسُّباً لزيادة استخدام البنزين بدعم من زيادة اللقاحات هذا الصيف. في غضون ذلك، سعى الرئيس جو بايدن إلى حشد الدعم لحزمة الإغاثة من الفيروس البالغة 1.9 تريليون دولار، التي يمكن أن تبقي الملايين في وظائفهم حتى يتمَّ طرح المزيد من اللقاحات في كامل الولايات المتحدة.

وقالت فاندانا هاري، مؤسسة فاندا إنسايتس في سنغافورة: "نوبة البرد، والتخفيضات السعودية الإضافية، ووعد التحفيز الأمريكي الجديد كلها عوامل تساعد". "لكنَّ العامل الوحيد الأكبر -الذي ربما لا يخطر على بال المشككين، أو قد لا يكونون مصدِّقين له- هو أنَّ كوفيد على المستوى العالمي في حالة تراجع، لأكثر من أربعة أسابيع الآن."

تمَّ وضع انقطاع التيار الكهربائي المتناوب حيز التنفيذ في ولاية تكساس، فقد تصارع المؤسسة المشغلة لشبكة الكهرباء في الولاية مع ارتفاع الطلب وسط برودة القطب الشمالي المريرة. وفي تحذير نشره اليوم على موقعه الإلكتروني، أمر "مجلس اعتمادية الكهرباء" في تكساس، مشغِّل الشبكة، شركات نقل الطاقة بتقليل الطلب على النظام بعد انخفاض الاحتياطيات إلى أقل من 1000 ميغاوات.

مخاطر على الإمدادات

بالتزامن مع ذلك، زادت مخاطر الإضرابات المحتملة في النرويج من مخاطر الإمداد لأكبر منتج في أوروبا. وحذَّرت "اكوينور" (Equinor ASA) من أنَّ الإجراءات النقابية قد تؤدي إلى إغلاق حقلي "جون سفيردروب" (Johan Sverdrup)، و"ترول" (Troll). في غضون ذلك، كان الأمن في الشرق الأوسط في بؤرة التركيز بعد أن اتهمت السلطات السعودية جماعة الحوثي اليمنية بشنِّ هجوم على مطار في المنطقة الجنوبية للمملكة.

ومع ذلك، لا تزال المخاوف بشأن استمرارية ارتفاع النفط الخام قائمة، فقد ظلَّ مؤشر القوة النسبية للعقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط لمدة 14 يوماً فوق 70 نقطة في إشارة إلى أنَّ السلعة على وشك التراجع. وفي الوقت نفسه، قد يضع تهديد سلالات وحالات فيروس جديدة في أجزاء من الصين سقفاً لما كان انتعاشاً كبيراً في استهلاك الوقود؛ فقد خفضت وكالة الطاقة الدولية الأسبوع الماضي توقُّاتها للطلب لعام 2021، ووصفت السوق بأنَّه هشٌّ.