منها "بتكوين" و"بامبل".. أصول استثمارية خطفت الأضواء في 2021

استخدام القنب في الأغراض الطبية
استخدام القنب في الأغراض الطبية المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أسبوع آخر، تخللته لحظة نجاح أخرى لعملة "بتكوين"، حيث تجاوزت هذه العملة المشفرة لأول مرة حاجز 48 ألف دولار بعد أن قالت شركة "تسلا" إنها استثمرت 1.5 مليار دولار في العملة الرقمية، وإنها ستبدأ قبولها كأداة دفع لمنتجاتها.

إن هذه الخطوة هي إشارة أخرى إلى أن القبول العام للبتكوين آخذ في اتساع، ففي العام الماضي، بدأت "باي بال" السماح لعملائها باستخدام بتكوين. ويقول مناصرو هذه العملة إن الدعم المعلن من "تسلا" سيزيد من وتيرة تبنِّيها، لكن المشككين يقولون إنه لا يوجد دليل على أن هذا الحماس تجاه العملات المشفرة هو أكثر من مجرد "هوس المضاربة".

ومع ذلك، وكتذكير بمدى تقلب هذا الأصل، انخفضت عملة بتكوين بنسبة 7.5% يوم الأربعاء حيث فقد ارتفاعها قوته. وتتراوح التوقعات لسعر البتكوين على المدى الطويل من أكثر من 400 ألف دولار إلى صفر.

ماذا بعد؟

إن رهان "تسلا" الجريء سيكون من الصعب على الشركات الأخرى اتباعه، هذا ما خلص له الاستراتيجيون في "جي بي مورغان" بقيادة "نيكولاوس بانيجيرتزوجلو" في مذكرتهم للعملاء. إذ تستثمر محافظ خزينة الشركات عادةً في أصول آمنة جداً كالودائع المصرفية.

وبحسب تلك المذكرة، فإن إضافة بتكوين ستؤدي إلى حدوث قدرٍ كبيرٍ من التقلب.

ومع ذلك، "بغض النظر عن عدد الشركات التي ستحتذي في نهاية المطاف بمثال "تسلا"، فإنه ليس هناك شك في أن إعلان هذا الأسبوع قد غيَّر بشكلٍ مفاجئ المسار القريب المدى للبتكوين من خلال تعزيز التدفقات ومساعدة بتكوين على تجاوز حاجز الـ 40 ألف دولار".

نجاح تطبيقات التعارف

ارتفع تطبيق التعارف "بامبل" (Bumble) الذي

يسمح للنساء فقط بالقيام بالخطوة الأولى خلال مرحلة التعارف، بنسبة 85% في أول طرح له يوم الخميس. ما يجعل تقدير قيمة الشركة نحو 14 مليار دولار بما في ذلك الديون، وفقاً لحسابات بلومبرغ.

و"بامبل" هي أحدث شركة تقنية تقفز في أول ظهور لها في سوق التعامل، بعد أن افتتحت أيضاً شركة توصيل الطعام "دورداش" (DoorDash) وشركة

تأجير البيوت "إير بي إن بي" (Airbnb) اكتتابات أولى هائلة.

وقام "بامبل" وهو ثاني أكثر تطبيقات التعارف شيوعاً في الولايات المتحدة ببناء علامته التجارية كخدمة للنساء تعطي الأولوية لـ "اللطف والاحترام" وتَعد بمراقبة التحرش بصرامة. وكان رهانها الناجح هو أن نهجها من شأنه أن يجذب النساء اللواتي أنهكتهم التجارب السلبية على مواقع التعارف المنافسة الأخرى، وسيتبعهم الرجال باستعمال التطبيق أيضاً.

ماذا بعد؟

تشير استجابة السوق الصاعدة في اليوم الأول إلى أن وول ستريت تعتقد أن "بامبل" لا يزال لديه مجال للنمو.

حيث كتب "ماثيو مارتينو"، المحلل في "بلومبيرغ إنتليجنس"، أن "نهج الشركة الذي يركز على قيام النساء بالخطوة الأولى، يستهدف شريحة محرومة من سوق التعارف عبر الإنترنت".

وتوقع مارتينو أيضاً نمو المبيعات 20%. ومع ذلك، ستتجه كل الأنظار إلى ما يحدث عندما لا تكون المواعدة عبر الإنترنت بعد الوباء هي أداة اللهو الوحيدة في المدينة.

حركة المعادن

في ظل ارتفاع توقعات التضخم، أصبحت المعادن الصناعية مثل النحاس في حالة نشاط.

فلقد وصل هذا المعدن الرائد يوم الأربعاء إلى أعلى مستوى في ثماني سنوات، وارتفعت أسعار ثمن التسليم من المصنع في الصين لأول مرة منذ عام.

وأدى هذا إلى زيادة احتمالية أن تبدأ الصين في تصدير التضخم إلى أسعار المنتجين في الولايات المتحدة.

ويذكر أنه على مدار السنوات الثلاث الماضية، ارتبطت أسعار منتجي الصين ارتباطاً وثيقاً بتضخم المستهلك الأمريكي.

وعادة ما تكون المعادن المستخدمة في المنتجات الصناعية هي من يستفيد من الانتعاش الاقتصادي، وهي أيضاً طريقة شائعة للتحوط من مخاطر التضخم. وفي هذا الأسبوع، وصل البلاتين الذي يستخدم في المحولات الحفزية للحد من تلوث المركبات، إلى أعلى مستوى له في 6 سنوات.

ماذا بعد؟

يقول "شياو فو"، وهو رئيس استراتيجية السلع في "بي أو سي آي غلوبال كوموديتيز"( BOCI Global Commodities)، إن "هناك تفاؤلا هائلا تجاه السلع هذا العام، وهناك الكثير من الأموال في النظام، ويبدو أنه يُنظر إلى السلع على أنها مكان آمن للمستثمرين لإيداع أموالهم".

الوصول إلى النشوة

أدى التغيير في الإدارة الأمريكية إلى تعزيز شركة "كانوبي غروث كورب" (Canopy Growth Corp) الكندية للقنب.

حيث قفزت أسهمها إلى 15% في تعاملات نيويورك يوم الثلاثاء، بعد أن قالت إنها تتوقع الحصول على إمكانية وصول واسعة إلى السوق الأمريكية خلال هذا العام.

بدورها، ستُضفي ولاية نيويورك قريباً الشرعية على الماريجوانا، كما أن الأغلبية الديمقراطية في الكونغرس زادت من التكهنات بأنه ربما هناك جهود متجددة لإضفاء الشرعية على هذا النوع من المخدرات على المستوى الفيدرالي.

ولدى كانوبي أعمال متعلقة باستخدام القنب في الأغراض الطبية، كما تصنع منتجات استهلاكية مثل الشوكولاتة والمشروبات المليئة بالقنب.

وتعتبر شركة "كونستلايشن براندس"(Constellation Brands Inc) المنتجة لجعة "كورونا" أحد المستثمرين في شركة "كانوبي"، وهو ما يعطيها طريقاً أكثر سلاسة للوصول إلى السوق الأمريكية مقارنةً بمنافسيها.

ماذا بعد؟

كل العيون تتجه إلى الولايات المتحدة. حيث إن أداء "كانوبي" في سوق بلادها كندا أدى إلى خيبة أمل بعض المحللين، ولكن كندا ليست هي المكان الذي يوجد فيه المال الحقيقي.

وفي هذا السياق قال "أوين بينيت" المحلل في "جيفريز" (Jefferies): "بينما هناك خيبات أمل في كندا، يمكن القول إنه لا أحد يهتم لذلك، لأن الأمر كله يتعلق بالولايات المتحدة، لا تزال "كانوبي" هي الأفضل من حيث اختيار الولايات المتحدة للإصلاح التشريعي على المدى القريب.

صعود ألعاب الفيديو

واصلت شركة "إلكترونيك آرتس" (Electronic Arts Inc) فورة شرائها، حيث وافقت على شراء شركة "غلو موبيل" (Glu Mobile Inc) المنافسة لصناعة الألعاب مقابل 2.1 مليار دولار.

أدى الارتفاع الكبير بخصوص ألعاب الفيديو خلال الوباء إلى زيادة النمو في هذا القطاع، وأثار موجة من الاندماج. حيث، وافقت شركة "إلكترونيك آرتس" في ديسمبر على شراء "كودماسترز" (Codemasters Group) مقابل 1.2 مليار دولار.

وارتفعت شركة "غلو موبيل"، المعروفة بصفقاتها في الألعاب مع المشاهير بما في ذلك "نيكي ميناج" و"كيم كردشيان"، على خلفية أخبار العرض، مما يشير إلى أن بعض المستثمرين يعتقدون أن هناك عرضاً أعلى يلوح في الأفق.

من جهة أخرى، تلقت شركة "رايفال زينغا" (Rival Zynga Inc) دفعةً جراء هذه الأنباء، حيث إنها هدف استحواذ آخر متوقع.

وبالإضافة إلى زيادة إيراداتها من الأجهزة المحمولة، يجب أن توفر عملية الاستحواذ التنويع والمساعدة في تقليل اعتماد "إلكترونيك آرتس" على إصدارات الألعاب الكبيرة.

ماذا بعد؟

من غير المحتمل أن تكون هذه الصفقة هي الأخيرة في هذا القطاع، حيث يتوقع المحللون جولة أخرى من الاندماج.

حيث قال "ماثيو كانترمان"، وهو محلل في "بلومبيرغ إنتليجنس" إن الموارد المالية لشركة "إلكترونيك آرتس" تعني "أن هناك مجالاً واسعاً لصفقة أكبر ضمن نطاق يتراوح بين 5 و10 مليارات دولار، أو لمزيد من الصفقات في النطاق الحالي الذي يتراوح بين 1 و2 مليار دولار".

ركود المكاتب

في هونغ كونغ، تلك المدينة باهظة الثمن، يتعرض سوق المكاتب التجارية لضغوط.

حيث قالت شركة "جونز لانج لاسال" (Jones Lang LaSalle Inc) إن البنوك الدولية هي من بين العديد من البنوك التي تنازلت عن أماكن لها بهدف خفض التكاليف، حيث دفعت الوظائف الشاغرة في مباني المكاتب المتميزة في منطقة مركز المدينة في ديسمبر إلى أعلى مستوى لها منذ عام 2004. بينما الإيجارات هي أيضاً آخذة في الانخفاض.

وبينما تعيد أنماط العمل الجديدة في فترة ما بعد الوباء تشكيل العديد من مراكز المدن، فإن هذا الاتجاه يمثل أيضاً ضربة للمدينة في وقت أثارت فيه حملة القمع في الصين تساؤلات حول مستقبل المدينة كمركز مالي عالمي.

ماذا بعد؟

تقول "روزانا تانغ" من "كوليرز إنترناشونال" (Colliers International) إنها تتوقع أن تواصل الشركات الأجنبية تقليص مساحات المكاتب هذا العام لخفض التكاليف. وأضافت أنها تتوقع انخفاض الإيجارات بنسبة 7% هذا العام.