ألمانيا تسعى لاتفاق مع بايدن حول خط أنابيب غاز مثير للجدل

رافعة تحمل أنبوباً هو جزء من خط أنابيب "نورد ستريم 2" للغاز في ميناء موكران الألماني المطل على بحر البلطيق
رافعة تحمل أنبوباً هو جزء من خط أنابيب "نورد ستريم 2" للغاز في ميناء موكران الألماني المطل على بحر البلطيق المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

ترغب ألمانيا في عقد صفقة مع الولايات المتحدة من أجل استكمال مشروع الغاز المثير للجدل "نورد ستريم 2" الذي تسبب في خلاف بين البلدين.

وكان خط أنابيب الغاز البالغ طوله 1230 كيلومتراً (764 ميلاً)، والذي سينقل الوقود من روسيا إلى ألمانيا، مصدراً دائماً للخلاف عبر المحيط الأطلسي، كما توقف بناؤه لمدة عام بعد فرض العقوبات الأمريكية عليه. ووفقاً لمصادر مطلعة على الأمر، يعمل تحالف المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل على اقتراح يحاول تخفيف نفوذ روسيا في سوق الطاقة الأوروبية، ومعالجة بعض مخاوف الولايات المتحدة بشأن المشروع.

وبحسب المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها لخصوصية المعلومات، تتضمن استراتيجية برلين لإقناع الولايات المتحدة بإلغاء العقوبات المفروضة على المشروع، وضع آلية تنظيمية تحد من قدرة روسيا على التلاعب بسوق الطاقة. كما تخطط ألمانيا أيضاً إلى تقديم دعمها للواردات من الولايات المتحدة من الغاز الطبيعي المسال عبر بناء محطات للغاز الطبيعي المسال.

وقال مارك هيلفريتش، عضو البرلمان عن الطاقة في الاتحاد الديمقراطي المسيحي: "يجري المسؤولون في ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة محادثات حول حزمة من الإجراءات التي تسعى إلى تعزيز الاستقرار الأوكراني وسيادة الطاقة الأوروبية".

وأضاف هيلفريتش عبر الهاتف أن الحزمة قد تشمل إمكانية وقف إمدادات الغاز الروسي عبر خط أنابيب "نورد ستريم 2" في حال أخلت روسيا بالتزاماتها فيما يتعلق بالغاز بموجب المعاهدة الأوكرانية، أو إذا انتهكت القانون الدولي أو حقوق الإنسان بشدة.

وامتنع كل من وزارة الاقتصاد الألمانية ومكتب ميركل عن التعليق.

الكرة في الملعب الألماني

دفع المشروع، الذي تقوده شركة "غازبروم" الروسية، الإدارات الأمريكية المتتالية إلى معارضة خط الأنابيب علناً، حيث تؤكد الولايات المتحدة على أن رابط الغاز سيمنح موسكو نفوذاً كبيراً في إمدادات الغاز الأوروبية ويهدد أمن المنطقة. من جانبها، تقول ألمانيا إن المشروع تجاري وسيعطي مرونة إضافية لمزيج الطاقة الأوروبي.

وطالب معارضو المشروع بوقفه رداً على قيام روسيا بسجن زعيم المعارضة أليكسي نافالني.

وقال ريتشارد مورنينغستار، الرئيس المؤسس لمركز الطاقة العالمي التابع للمجلس الأطلسي، والسفير الأمريكي السابق لدى الاتحاد الأوروبي: "لن يكون من السهل إقناع الولايات المتحدة بالتراجع عن العقوبات، ولن يكون من السهل أيضاً التوصل إلى حل يأخذ في الاعتبار مصالح الجميع، وكذلك الاعتراف بسلوك روسيا الأخير. يعود الأمر لألمانيا للتوصل إلى اقتراح قوي".

وحث اثنان من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكيين الرئيسيين يوم الجمعة إدارة بايدن على فرض عقوبات تهدف إلى عرقلة استكمال خط الأنابيب، مشيرين في رسالة مكتوبة إلى أن السماح بذلك لن يكون "مساراً بنّاء للمضي قدماً نحو شراكة" مع ألمانيا.

ومن المتوقع أن يصدر تقرير من وزارة الخارجية الأمريكية بأسماء الشركات التي ستخضع للعقوبات من قبل أعضاء الكونغرس هذا الشهر، فيما يستعد حلفاء أوروبيون إلى تقديم تعهد بالولاء والمال للرئيس جو بايدن.

وقال مصدر مطلع على الأمر إن فريق بايدن يشعر بالحساسية تجاه الاحتجاجات بخصوص العقوبات التي تتجاوز الحدود الإقليمية، ويبحثون حالياً عن بدائل لذلك، فيما قد يتأخر صدور التقرير الذي طلبه الكونغرس لفترة وجيزة، حيث تحتاج الإدارة الجديدة إلى وقت لتحديد الكيانات التي ستشارك في الأنشطة المحظورة، والبحث في أحكام التنازل عن المصلحة الوطنية أيضاً.

وستُجري ميركل اتصالها المقبل مع الرئيس جو بايدن يوم الجمعة في مكالمة الفيديو لمجموعة السبع، إلا أنه لم تتقرر أية محادثات ثنائية يمكن لميركل أن تطرح فيها مشروع "نورد ستريم 2".

تم استئناف أعمال بناء خط الأنابيب في المياه الدنماركية بتاريخ 6 يناير، حيث تم فرض عقوبات أمريكية على سفينة "فورتونا" (Fortuna) الروسية التي نفذت مد الأنابيب، خلال الأيام الأخيرة لإدارة ترامب. ومن المقرر أن يكتمل العمل إلى حد كبير بحلول نهاية أبريل، وفقاً للسلطة البحرية الدنماركية.

وقال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك يوم الأحد على التلفزيون الحكومي الروسي، وفقاً لوكالة أنباء "إنترفاكس"، فإن مشروع خط أنابيب "نورد ستريم 2 سيكتمل رغم أساليب الولايات المتحدة المدمرة."