بتكوين تقود صعود وهبوط العملات الرقمية

حالة من الذهول فرضها ارتفاع سعر العملة الرقمية "بتكوين" بأكثر من 14 ضعفًا خلال عام 2017، حتى وصلت إلى أعلى سعر لها والبالغ 19 ألف دولار أمريكي في 16 ديسمبر من العام ذاته، ما رفع قيمتها السوقية الإجمالية لتصل إلى 329 مليار دولار وهذا رقم يفوق الناتج المحلي الإجمالي لدول مثل جنوب أفريقيا أو أيرلندا.

ولعل ما أثار الذهول بالقدر نفسه أن قيمة "بتكوين" قد طغت عليها القيمة السوقية الإجمالية للأسهم لأكبر 4 عملات مشفرة بعدها، والتي كانت تترافق مع "بتكوين " إلى حد كبير، سواءً في نجاحاتها الكثيرة أو إخفاقاتها الحادة أحيانًا.

وبالنسبة للذين يؤمنون بمستقبل العملات الرقمية، يدلّ ظهور العملات المتنافسة، والتي تُستخدم العديد منها لاستعمالات متخصصة، على نضوج هذا المجال. أما بالنسبة للمشكّكين في هذه العملات الرقمية، فهذه علامة أخرى لهم على أن "بتكوين " ليست أكثر من فقاعة وهمية.

1. ما أكبر العملات المنافسة لـ "بتكوين "؟

تُعدّ أكبر 4 عملات منافسة، بحسب القيمة السوقية، هي "إيثر" أو "إيثريوم" كما يسميها الأغلبية، و"ريبل" وتُعرف أيضًا بالاختصار "إكس آر بي"، و"بتكوين كاش" (Bitcoin Cash)، و"كاردانو". ويمكن لأي واحدة من هذه العملات، أو لأي عملة أخرى من اللائحة الطويلة للعملات الرقمية التي لديها فرصة للنجاح، أن تنتزع القيادة من "بتكوين ".

وتُعرف العملات المختلفة عن "بتكوين" بمصطلح العملات البديلة، وتوجد أكثر من 7,500 عملة تحت هذا المُسمّى، وتُعتبر واحدة من كل خمسة من هذه العملات عملة رقمية متكاملة، بحسب "كوين ماركت كاب" .

2. كيف تختلف العملات البديلة عن "بتكوين"؟

يتم تبادل بعض هذه العملات عبر بورصات إلكترونية، تمامًا مثل "بتكوين"، ويمكن استخدامها لشراء السلع والخدمات، لكن العديد من هذه العملات تتمتع بميزات خاصة لا تمتلكها عملة "بتكوين" الأصلية؛ حيث تسمح "بيتكوين كاش"، وهي عملة منبثقة عن "بتكوين" الأصلية، بإتمام عدد أكبر من التعاملات في دفعة واحدة، ما قد يجعل استخدامها أسرع وأرخص.

أما "إيثريوم"، فتدعم ما يُسمى بالعقود الذكية، وهي عبارة عن كود برمجي يتولى عملية نقل الأصول الرقمية بين الأطراف، فعلى سبيل المثال، يمكن لشخص سيشتري منزلًا أن يستخدم عقدًا ذكيًا يودع كضمان لدى طرف ثالث، وسيتم تحويل المال بموجبه إلى البائع عندما تتم عملية معاينة المنزل.

بينما تم تصميم "إكس آر بي"بحيث تستخدمها البنوك ومؤسسات أخرى لإجراء تحويلات مالية دولية بسرعة أكبر وتكلفة أقل. ويسعى مخترعو "كاردانو" لتطوير جيل جديد من يوفر أمانًا أكبر من الشبكات الموجودة حاليًا لتحويل الأموال.

3. ما سبب انجذاب المستثمرين لهذه العملات؟

يكمن السبب الرئيسي لجاذبية العملات الرقمية هذه إذا صرفنا النظرعن ميزاتها المفيدة - في سعرها المنخفض مقارنة بعملة "بتكوين"، لكونها وسيلة معقولة أكثر لركب موجة العملات المشفرة. مع وجود إمكانية لزيادة قيمتها بشكل أكبر بكثير من "بتكوين" – أو لتكبد خسارة أكبر بكثير أيضا، ويرجع ذلك إلى أن سعرها متقلب أكثر بكثير من سعر "بتكوين".

ومع ارتفاع سعر "بتكوين" إلى أكثر من الضعف، في آخر شهرين من عام 2017، زاد سعر "كاردانو" أكثر من 30 ضعفًا تقريبًا.

4. كيف يتم اختراع عملات بديلة جديدة؟

تصدر شركات ناشئة أو فرق متخصصة بالتطوير نسبة كبيرة من العملات البديلة من خلال عملية تدعى الطرح الأولي للعملة الرقمية، التي تهدف إلى جمع الأموال. وقد دفع المستثمرون في السنة الماضية حوالي 4 مليارات دولار في طروحات أولية لعملات رقمية.

5. ما مدى ارتباط سعر "بتكوين" بأسعار العملات البديلة؟

يوجد بينها ارتباط وثيق في معظم الأحيان، بحسب دراسة استقصائية أجرتها بلومبرغ، وهو ما لا يعتبر مفاجئًا، إذ أن معظم المستثمرين في هذا المجال لديهم أسهم في عملات رقمية مُشتركة، فيستثمر الكثيرون أموالهم في "بتكوين"، ثم يوسّعون استثماراتهم لتشمل عملات أخرى.

وعلاوة على ذلك، فإنه من المعتاد أن يحتاج الناس إلى استخدام "بتكوين" أو "إيثر" للمشاركة في الطروح الأولية للعملات الرقمية؛ لكن من المتوقع أن يضعف هذا الارتباط بمرور الوقت، ومع ازدياد نشاط الشبكات الجديدة الداعمة للعملات البديلة، لن يستفيد من هذه العملات المتخصصة المستثمرون الذين يسعون إلى جني بعض المال بسرعة فقط؛ بل سيستفيد منها مستخدمو تلك الشبكات تحديدًا أيضًا.

6. كيف يمكن شراء العملات البديلة أو الاستثمار فيها؟

يستطيع المستثمرون شراء العملات في الطروح الأولية للعملات الرقمية، ثم بيعها ومبادلتها في البورصات. ويوافق بعض الناس على شراء عملات قبل أشهر من موعد صدورها الفعلي، ولمشاريع ليس لديها منتج فعّال بعد، وهذه خطوة فيها مخاطرة كبيرة وواضحة.

وتوجد بعض العملات البديلة الأعلى سعرًا في بورصات رئيسية كبيرة مثل "كوينبيس"، أما العملات البديلة الأقل سعرًا، فعادة ما يتم بيعها في مواقع صغيرة أقل شهرة.