"ميرسك" العملاقة تقرر الاستغناء عن الوقود الأحفوري في سفنها

ناقلة حاويات تابعة لشركة ميرسك تقترب من ميناء فيليكستاو. المملكة المتحدة
ناقلة حاويات تابعة لشركة ميرسك تقترب من ميناء فيليكستاو. المملكة المتحدة المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

بعد قرن من عمل أسطول الشحن العالمي إلى حد كبير على الفحم، يتخذ أكبر خط شحن في العالم خطوة تاريخية نحو عدم استخدام الوقود الأحفوري في سير السفن.

وقالت شركة "إيه بي مولير-ميرسك" (A.P. Moller-Maersk) في بيان رسمي إن جميع سفنها التي تم تشييدها حديثاً والمملوكة لها يجب أن تكون قادرة على استخدام وقود محايد كربونياً مثل الميثانول النظيف والأمونيا، بالإضافة إلى المنتجات التقليدية القائمة على النفط. ويأتي هذا التحول بعد ثلاثة شهور فقط من وضع المنظم الرئيسي للصناعة قواعد جديدة لإزالة الكربون، والتي تم انتقادها لاعتبارها غير كافية.

وقال مورتن بو كريستيانسن، نائب الرئيس ورئيس قسم إزالة الكربون في شركة "ميرسك":

إذا لم نفعل ذلك، فإننا نخاطر بأن نصبح خارج سياق الواقع بعد عشر سنوات من الآن. عملاؤنا يحتاجون منا القيام بذلك

إلى جانب الأمونيا والأشكال النظيفة من الميثانول، قالت "ميرسك" إن ما يسمى بمزيج اللغنين الكحولي مرشح أساسي آخر للوقود في المستقبل.

ولا تشمل استراتيجية "ميرسك" الغاز الطبيعي المسال الذي تبنته بعض الخطوط الملاحية الأخرى، فالشركة "لا تحتاج إلى وقود أحفوري آخر،" وفقاً لقول كريستيانسن.

ووضع ما يقرب من نصف أكبر 200 عميل لدى شركة "ميرسك" أهدافاً قائمة على العلم أو خالية من الكربون لسلاسل التوريد الخاصة بهم، أو أنهم بصدد القيام بذلك. وتريد الشركة الحصول على انبعاثات صافية صفرية من عملياتها بحلول عام 2050، ولهذا ساهمت في تأسيس مركز أبحاث يركز على إزالة الكربون من الصناعة.

وفي حين أن السفن الجديدة المملوكة لـ"ميرسك" ستظل قادرة على العمل باستخدام زيت الوقود المنخفض الكبريت، والذي يستعمل حالياً على نطاق واسع، إلا أن الشركة ستسعى جاهدة إلى استخدام وقود محايد كربونياً، وفقاً لكريستيانسن، مضيفاً أنها ستكلف أكثر بكثير من الخيارات القائمة على النفط. كما أشار إلى أنه إذا تضاعفت تكلفة الوقود البحري، فإن سعر جهاز التلفزيون ذي الشاشة المسطحة في متجر ما، سيرتفع بنحو 0.50 دولار إلى دولار واحد.

وسيكون التحدي الأكبر أمام شركة "ميرسك" هو الحصول على وقود محايد كربونياً بكمية كافية نظراً لعدم توفره حالياً. وتخطط الشركة أيضاً إلى امتلاك سفينة حاويات صغيرة قادرة على العمل باستخدام الميثانول الحيوي في المياه بحلول عام 2023، فيما تأمل أن تقدم لموردي الوقود حافزاً إلى توسيع نطاق إنتاج البدائل النظيفة.

وقال سورين سكو، الرئيس التنفيذي لشركة "ميرسك": "كان طموحنا في الحصول على أسطول خالٍ من الكربون بحلول عام 2050 بمثابة إطلاق نار عندما أعلنا ذلك في عام 2018. اليوم نعتبر هذا هدفاً صعباً ولكن يمكن تحقيقه".