"عاصفة الثلج" ترفع أسعار النفط قرب 65 دولاراً للبرميل

مضخات نفط في حقل تديره شركة "روسنفت" الروسية بالقرب من قرية سوكولوفكا. ادمورتيا. روسيا
مضخات نفط في حقل تديره شركة "روسنفت" الروسية بالقرب من قرية سوكولوفكا. ادمورتيا. روسيا المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

ارتفعت أسعار نفط برنت قرب 65 دولاراً للبرميل، في تعاملات اليوم الخميس، إذ تحوَّلت العاصفة الثلجية، التي أوقفت حوالي 40% من إنتاج الخام الأمريكي، إلى صدمة للإمدادات العالمية.

وارتفعت أسعار العقود الآجلة للنفط في لندن بنسبة 0.8%، لتغلق بذلك عند أعلى مستوى لها في 13 شهراً، في حين قفز مؤشر النفط الخام العالمي في وقت سابق فوق 65 دولاراً، وهو مستوى لم يصل إليه منذ 21 يناير 2020، أي قبل جائحة كورونا التي أنهكت أسواق الطاقة.

وتسبَّبت العاصفة الهائلة التي تشهدها الولايات المتحدة، في تعطُّل إنتاج أكثر من 4 ملايين برميل يومياً من النفط الأمريكي حالياً، وفقاً للمتداولين، والمديرين التنفيذيين للشركات، وسط موجة بصقيع غير مسبوقة أدَّت إلى تجميد عمليات استخراج النفط من الآبار، وإلى انقطاع الكهرباء على نطاق واسع.

وأدَّت سلسلة من الانقطاعات عن الإنتاج في مصافي التكرير إلى كبح الطلب على النفط الخام في البلاد، في حين أنَّ استهلاك البنزين انخفض أيضاً؛ لأنَّ الظروف المناخية لاسيَّما الجليد على الطرقات، يمنع العديد من الأمريكيين من التنقل بمركباتهم.

وساعدت صدمة الإمداد الأمريكية سوق النفط التي يخيم عليها الضبابية بالفعل، وبدأت في تغيير تدفُّقات الطاقة العالمية، مع قيام التجار باقتناص ناقلات عابرة للمحيطات لنقل ملايين براميل الديزل الأوروبي إلى الولايات المتحدة، مما يضيف إلى الزخم الصعودي للسوق، بحسب ما أفاد معهد البترول الأمريكي.

وتراجعت مخزونات الخام الأمريكية بنحو 6 ملايين برميل قبل صدور بيانات حكومية رسمية في وقت لاحق اليوم الخميس، وتحرَّك التداول الفوري لخام برنت أكثر باتجاه عكسي صعودي، مما يعكس تشديد العرض العالمي من النفط.

توقف الإنتاج الأمريكي

ومؤخراً، تشير التقديرات إلى طول المدة الزمنية التي تستمر فيها الانقطاعات بالولايات المتحدة، إذ يحاول المحللون معرفة المدى الزمني المطلوب، كي تستعيد البنية التحتية عافيتها.

ومع توقُّف الإنتاج النفطي الأمريكي، يعرض المتعاملون على نفط بحر الشمال أسعاراً بشكل محموم بالنسبة لشحنات المنطقة، في حين قام المتعاملون في آسيا بشراء خام الشرق الأوسط سريعاً بعلاوات أعلى.

وارتفع النفط الخام بنسبة 25% حتى الآن من 2021، بفضل قيام السعودية بخفض كبير للإنتاج، وتحسُّن توقُّعات الطلب، الأمر الذي يشجع المستثمرين.

وتراجعت حدَّة صعود أسعار النفط يوم الأربعاء بعد تقرير "داو جونز" نقلاً عن مستشارين لم يسمهم؛ يذكر أنَّ المملكة العربية السعودية تخطط لتعزيز الإنتاج في الأشهر المقبلة.

ويتوقَّع العديد من المحللين أنَّ السعودية ستضخ المزيد من النفط اعتباراً من أبريل في ضوء الارتفاع الأخير للأسعار.

وقال هووي لي، الخبير الاقتصادي في شركة " أوفرسي- تشاينيز بانكنج كورب"

( Oversea-Chinese Banking Corp): "هذه الموجة الباردة بمثابة العاصفة المثالية لسوق النفط ، لكنَّها على الأرجح ليست الحافز الوحيد الذي دفع النفط ليحقق هذه المستويات المرتفعة". وأضاف،" المملكة العربية السعودية تدعم السوق، والمخزونات الأمريكية تتراجع بوتيرة سريعة".

حركة الأسعار

وارتفع خام برنت تسليم أبريل بنسبة 0.8% إلى 64.87 دولاراً للبرميل في بورصة لندن للعقود المستقبلية، والخيارات (أي سي إي) في الساعة 7:46 صباحاً بلندن.

وارتفع خام غرب تكساس الوسيط للتسليم في مارس بنسبة 0.7% إلى 61.57 دولاراً في بورصة نيويورك التجارية، بعد ارتفاعه بنسبة 1.8% يوم الأربعاء.

وفي غضون ذلك، حثَّ وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، زملاءه الأعضاء في تحالف "أوبك +" الذي يضمُّ الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدِّرة للنفط ( أوبك) بالإضافة إلى منتجين أخرين بقيادة روسيا، على توخي الحذر مع استعدادهم للنظر في زيادة الإنتاج.

ومن المقرر أن يجتمع التحالف في مطلع مارس لتقرير ما إذا كان بإمكانه ضخ المزيد من الإنتاج النفطي الذي توقَّف أثناء تفشي جائحة كورونا.

ودفعت موجة الطقس البارد خام غرب تكساس الوسيط إلى حالة "كونتانغو"، مما يعني أنَّ أسعار العقود المستقبلية أعلى من الأسعار الفورية، في ضوء قلَّة الطلب من المصافي المعطَّلة.

ومع ذلك، فإنَّ الفارق المماثل لخام برنت يبلغ الآن 83 سنتاً للبرميل، وهو في "اتجاه عكسي" (backwardation )، عندما تكون الأسعار الفورية أعلى من المستقبلية، مقارنة بـ 29 سنتاً للبرميل في بداية الأسبوع الماضي.

ويكون السوق في حالة " اتجاه عكسي" نتيجة عوامل العرض، والطلب الحالية، وقد يشير ذلك إلى أنَّ المستثمرين يتوقَّعون انخفاض أسعار الأصول بمرور الوقت.

أخبار سوق النفط

وأدَّت موجة الطقس البارد التي تجتاح ولاية تكساس الأمريكية إلى توفير فرص لمصافي التكرير في جميع أنحاء العالم لشحن الوقود إلى الولايات المتحدة، وفقاً لـمؤسسة ( إف جي إي) (FGE)، وهي معنية بتقديم تحليلات وتوقُّعات بشأن أسواق الطاقة.

وجرى إغلاق معظم أنظمة خطوط أنابيب المنتجات المكرَّرة التابعة لـشركة "اكسبلورر بايبلاين" ( Explorer Pipeline) التي تربط مصافي ساحل الخليج الأمريكي بمنطقة شيكاغو بسبب موجة الطقس البارد.

وتواصل أسعار زيت الوقود البحري الارتفاع في آسيا، وسط شحِّ الإمدادات، وانتعاش قوي في أسعار النفط، مما يزيد الضغط على شركات شحن النفط الخام المثقلة بالخسائر، وتواجه حجوزات منخفضة على المدى القريب.

.