كيف تساهم منتجات إيلون ماسك في الإضرار بالبيئة؟

تسلا تسعى لزيادة إنتاجها في الصين والهند
تسلا تسعى لزيادة إنتاجها في الصين والهند المصدر: بلومبرغ
David Fickling
David Fickling

David Fickling is a Bloomberg Opinion columnist covering commodities, as well as industrial and consumer companies. He has been a reporter for Bloomberg News, Dow Jones, the Wall Street Journal, the Financial Times and the Guardian.

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تعمل واحدة من الشركات المُحبة للاستثمار الأخضر على زيادة انبعاثاتها من الكربون، في الوقت الذي تعمل أغلب شركات السيارات الرئيسية على خطط لخفض انبعاثاتها.

نعم. إن ما قرأته صحيح. وبفضل التوسع الهائل في الصين ومصنع السيارات المخطط له في الهند، تسير "تسلا" على مسار لن يزيد فحسب إجمالي انبعاثاتها- وهي نتيجة حتمية للنمو في عالمنا الكربوني الحالي- وإنما يرفع كمية التلوث الناتج عن كل سيارة من سياراتها كذلك. وذلك لأن انبعاثات شركات السيارات ليست فقط ناتجة عن الطاقة المستهلكة في مصانعها، وإنما أيضاً عن التلوث الذي تبعثه منتجاتها، وهي تسير في الشوارع. ونتيجة لكل كميات الغازولين والديزل التي تُحرق خلال عمر السيارات التي تبيعها "فولكس واجن"، فإن الشركة مسؤولة عن انبعاثات غاز دفيئة أكثر من منتج البترول "توتال".

وتتجاوز البصمة الكربونية لشركة "تويوتا موتور" تلك الخاصة بشركة "بي بي"، أما شركة "كامينز" (Cummins Inc)، التي تصنع المحركات للمركبات التجارية، فلديها انبعاثات إجمالية أعلى من "إكسون موبيل".

وتتمتع السيارات الكهربائية مثل تلك التي تبيعها "تسلا" بميزة كبيرة على هذه الجبهة. وكما كتب من قبل زميلي ليام دينينج، وإيلين هي، فإن هذه السيارات أكثر كفاءة بكثير في تحويل الطاقة المنتجة إلى قوة في المركبة، لدرجة أنهم حتى في الشبكات شديدة الاعتماد على الفحم مثل الصين يكونون أكثر كفاءة من المركبات المكافئة التي تعمل بالغازولين. ومع ذلك، تتباين الفروقات من دولة لأخرى تبايناً كبيراً.

لننظر على سبيل المثال، إلى حاسبة انبعاثات دورة عمر السيارة من قبل مؤسسة النقل والبيئة (Transport & Environment)، وهي منظمة غير ربحية أوروبية متخصصة في النقل صفري الكربون، والتي تقدر أن الطرازات الحالية للسيارة الكبيرة ذات البطارية المنتجة والمشحونة في أي دولة في الاتحاد الأوروبي تبعث حوالي 88 غرام من ثاني أكسيد الكربون لكل كيلو متر، مقارنة مع 284 غرام لنظيرتها التي تعمل بالغازولين. وفي الدول ذات شبكات الطاقة منخفضة الكربون مثل السويد وفرنسا، تنخفض هذه النسبة إلى 50 غرام أو أقل.

وإذا استخدمت شبكة عالية الانبعاثات مثل تلك الموجودة في الصين والهند، فإن الصورة تتغير كلياً؛ فالسيارة ذات البطارية المصنوعة في الصين والمشحونة في بولندا، حيث يشكل الفحم ثلثي مزيج إنتاج الكهرباء كما هو الحال في الهند والصين، تبعث 193 غرام لكل كيلومتر.

ويتمثل العامل البيئي الأساسي الذي يميز المركبات الكهربائية في قدرتها على التكيف مع أنواع الوقود منخفضة الكربون على مدار حياتها عندما يتم فصل محطات الطاقة كثيفة الانبعاثات من الشبكة واستبدالها بأنواع الطاقة النظيفة. وهي عملية ستكون سريعة إلى حد ما في الدول المتقدمة، ولكن في الدولتين اللتين تأمل "تسلا" أن تحقق قفزتها المقبلة في النمو، وهما الهند والصين، ستكون العملية بطيئة بشكل استثنائي.

مكاسب الاحتباس الحراري

ونتيجة لذلك، كلما باعت "تسلا" سيارات في الصين والهند، ازدادت كثافة انبعاثاتها عن كل سيارة تباع وعن كل دولار من إيراداتها.

وربما لا يكون ذلك مهماً، فأي سيارة كهربائية تباع في أي مكان في العالم تحل على الأرجح محل سيارة تعمل بالغازولين أو الديزل، وما يحتاجه المناخ هو ازدياد الحصة السوقية للمركبات التي تعمل بالكهرباء مقابل السيارات التقليدية، حتى إن كان ذلك يعني بيع سيارات أكثر في الأسواق، حيث تكون مكاسب الاحتباس الحراري الفورية أقل مما هي في الولايات المتحدة أو غرب أوروبا، فلا يزال ذلك، يمثل مكسباً لتوازن السوق.

ورغم ذلك، فإن هذه المعلومات هي ما يجب أن يلتفت لها المستثمرون المهتمون بالمناخ والذين رفعوا سعر سهم "تسلا" لهذا المستوى المرتفع، لكي يتمكنوا من اتخاذ قراراتهم استناداً إلى مدى التزام استثماراتهم بتعهدات خفض الانبعاثات.

التلوث ليس من أولويات تسلا

من جانبها، لا تفصح "تسلا" عن انبعاثات النطاق "3" التي تهيمن على انبعاثات السيارات المباعة، ولا حتى عن انبعاثات النطاق "1" من استهلاك الطاقة في مواقع الإنتاج، أو النطاق "2"من الكهرباء المشتراة، كما أنها لا تعلن عن استهلاكها للكهرباء. ويوحي سلوكها -رغم كل الخطابات الرنانة- بأن هذا النوع من الإفصاح لا يشكل أولوية لها.

وبعد أربع سنوات من بدء الإنتاج من مصنعها العملاق في نيفادا، لا يزال يتم تدريجياً تركيب الألواح الشمسية، التي كان من المفترض أن تغطي سطحه بالكامل، وتجعله مستقلاً عن شبكة نيفادا التي تعمل بالغاز.

وقد تكون الشركات التي تصنع معدات لتسريع التحوّل للطاقة النظيفة، بينما تقدم وثائق غير دقيقة عن بصمتها الكربونية أفضل من الشركات التي تقدم إفصاحات تاريخية نموذجية، وفي نفس الوقت تقوم بالتأكيدات الأكثر غموضاً على الإطلاق بشأن التزامها بتحقيق هدف الانبعاثات الصفري.

ومع ذلك، فإن الشركة نظيفة الطاقة ذات الحصة السوقية التي تعادل تقريباً المؤشر الفرعي الكامل لشركات البترول والغاز في مؤشر "ستاندرد آند بورز 500"، ينبغي أن تكون قادرة على توفير معلومات للمستثمرين لاتخاذ قرارات مناسبة. ويعد الإفصاح العشوائي لـ"تسلا" عن انبعاثاتها بقعة سوداء في سجلها المبهر، وينبغي على الشركة التي تزدهر بفضل طاقة الشمس، ألا تخفي بصمة عملياتها في الظلام.