"سيتادل" و"روبن هود" تنفيان وجود مؤامرة لإيقاف تداولات "غيم ستوب" وتعاملات "الميم"

أحد متاجر شركة "غيم ستوب"
أحد متاجر شركة "غيم ستوب" المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تسعى كل من منصة "روبن هود ماركتس"، وشركة "سيتادل" لإدارة الثروات لاستخدام شهاداتهما أمام الكونغرس بشأن ظاهرة "غيم ستوب"، وأسهم "الميم"، لدحض نظرية المؤامرة التي التصقت بهما الشهر الماضي وسط اتهامات بتقييد المنصة لتداولات صغار المستثمرين، التي قيل عنها إنَّها الطريقة التي تمَّ الاعتماد عليها لصالح صناديق التحوُّط التي تربطها علاقات مع منصة "روبن هود".

وقال الرئيس التنفيذي لشركة "روبن هود"، فلاد تينيف، في شهادة مكتوبة أمام لجنة الخدمات المالية في مجلس النواب الأمريكي أمس الخميس، إنَّ منصة الوساطة التابعة لشركته أوقفت التداولات لتلبية مطالب غرفة المقاصة، وقال، إنَّ الادعاءات بأنَّها سعت إلى مساعدة صناديق التحوُّط "كلام خاطئ تماماً، ويشوِّه السوق".

في حين قال الملياردير كين غريفين، مؤسس "سيتادل"، في كلمته، إنَّه لم يعلم أنَّ "روبن هود" قد منعت أوامر شراء "غيم ستوب" إلا بعد الإعلان عن القيود علناً. وأضاف غريفين، الذي تضمُّ إمبراطوريته المالية صندوق تحوُّط وصانع سوق ضخم قائلاً "بوضوح تام، لم يكن لنا دور في قرار "روبن هود" للحدِّ من التداول في "غيم ستوب" أو أي من أسهم "الميم" الأخرى".

وتتيح جلسة الاستماع الافتراضية للمشرِّعين فرصتهم الأولى لاستجواب المديرين التنفيذيين المرتبطين بجنون سوق الأسهم الذي حدث مؤخراً، الذي أثار قلق "وول ستريت"، وواشنطن.

وقالت رئيسة اللجنة ماكسين ووترز، النائب الديمقراطي عن ولاية كاليفورنيا، إنَّها تريد مراجعة كافة الظروف والمرتبطين بتلك الاضطرابات لتقييم ما إذا كانت هناك حاجة إلى سنِّ قواعد جديدة للحدِّ من تأثير صناديق التحوُّط، وتعزيز حماية صغار المستثمرين.

ويخطط غابي بلوتكين، مدير صندوق التحوُّط "ملفين كابيتال" الذي تكبَّد خسائر فادحة خلال التداول الذي قادته منصة منتدى "ريديت" الشهر الماضي، لإخبار الكونغرس بأنَّه "شعر بالإذلال" في تلك التجربة.

ووفقاً لشهادة بلوتكين المكتوبة: "لم يلعب ملفين كابيتال أي دور على الإطلاق في قرارات منصات التداول للحدِّ من شراء وبيع أسهم "غيم ستوب" ". وأضاف: "في الواقع، أغلق ملفين جميع مراكزه في "غيم ستوب" قبل أيام من وضع الأنظمة الأساسية لتلك القيود".

وقت عصيب

استخدم بلوتكين شهادته لتوضيح أنَّ ملفين كابيتال لم يتم "إنقاذها من الخسارة" بالرغم من تلقيها 2.75 مليار دولار من "سيتادل"، و"بوينت 72 " لإدارة الأصول وغيرهما الشهر الماضي.

وعلى الرغم من أنَّ الشركة كانت تمر "بوقت عصيب"، فقد كان لديها دائماً التمويل الكافي، ولم تكن تبحث عن سيولة إضافية، وقال بلوتكين في تصريحاته، إنَّ شركة "سيتادل" تواصلت بشكل استباقي لتصبح مستثمراً (تمتلك حصة في ملفين)، فقد رأت فرصة "للشراء بسعر منخفض".

وخسرت ملفين كابيتال مليارات عندما أغلقت مراكزها في "غيم ستوب"، وقلَّصت الرهانات الأخرى، بما تسبَّب في تراجع أصول الشركة إلى نحو 8 مليارات دولار بنهاية يناير بعد أن بدأت العام بـِ 12.5 مليار دولار.

كذلك تحدَّث كيث جيل، أحد مستخدمي منتدى "ريديت" المعروف باسم "رورنغ كيتي" (Roaring Kitty) الذي يُنسب إليه الفضل في إلهام صعود "غيم ستوب"، وقال، إنَّه مجرَّد مستثمر فردي يستخدم المعلومات العامة لدراسة الشركات.

ويواجه جيل دعوى قضائية هذا الأسبوع في ولاية ماساتشوستس بتهمة إساءة تمثيل نفسه كمستثمر غير محترف، وتحقيق الربح من خلال تضخيم سعر سهم "غيم ستوب" بشكل غير طبيعي، بسبب نفوذه على منتدى "وول ستريت بيتس" بمنصة "ريديت".

وقال جيل في شهادته: "لم أطلب من أي شخص شراء أو بيع الأسهم من أجل أرباحي الخاصة". لم أكن أنتمي إلى أيِّ مجموعة تحاول إحداث تحرُّكات في سعر السهم، ولم تكن لدي علاقة مالية مع أي صندوق تحوُّط، لم يكن لدي أي معلومات حول "غيم ستوب" باستثناء ما كان معلناً للجميع، لم أكن أعرف أي شخص داخل الشركة، ولم أتحدَّث إلى أيِّ شخص من الداخل".

لا حاجة لتغيير القواعد

وبالإضافة لهؤلاء المتحدِّثين في جلسة الاستماع بالكونغرس، تشهد جينيفر شولب، مديرة دراسات التنظيم المالي في معهد كاتو، أنَّ تغيير القواعد قد لا يكون مبرراً في ضوء الحد الأدنى من التأثير على الأسواق. وقالت: "بأي حال من الأحوال، على الرغم من ذلك، ينبغي ألا تؤدي ظاهرة "غيم ستوب" إلى تغييرات تقيد وصول المستثمرين الأفراد إلى الأسواق".

وقال تينيف في شهادته، إنَّ شركات الوساطة أوقفت شراء "غيم ستوب" بناءً على طلب من غرفة المقاصة -وهي هيئة تدير المخاطر على مستوى النظام الخاص بالتداول- صباح 28 يناير في الساعة 5:11 صباحاً، كما طلبت إيداع أكثر من مليار دولار من "روبن هوود"، على حدِّ قوله، نظراً لأنَّ المبلغ المطلوب كان أكبر من مبلغ صافي رأس المال المتاح للوساطة عبر الإنترنت، فقد تمَّ فرض رسوم إضافية قدرها 2.2 مليار دولار على الحد الأقصى، ليصل إجمالي المبلغ المستحق إلى حوالي 3 مليارات دولار، وأوضحت "روبن هود" أنَّها امتثلت لمتطلَّبات رأس المال الصافي في جميع الأوقات خلال هذه الفترة.

مزيد من المخاطر

وبحسب شهادة تينيف، فإنَّه في حوالي الساعة 7:30 صباحاً، و في محاولة لتلبية المتطلَّبات، قررت المنصة منع العملاء من شراء "غيم ستوب" وغيرها من الأسهم المتقلبة. ثم وافقت غرفة المقاصة بعد ذلك على التنازل عن كامل الرسوم البالغة 2.2 مليار دولار التي طلبتها في البداية. في حين قامت "روبن هود" بإيداع إضافي قدره 737 مليون دولار صباح ذلك اليوم، بالإضافة إلى المبلغ المتاح بالفعل في غرفة المقاصة، وبذلك تكون الشركة قد استوفت متطلَّبات في ذلك اليوم.

وللمساعدة في منع أحداث الشهر الماضي من الحدوث مرة أخرى، دعت "روبن هود" الجهات التنظيمية إلى تعديل فترة تسوية تداولات الأسهم فورية، كما دعا غريفين من "سيتادل" إلى تحديد وقت تسوية أقصر.

وقال غريفين، الذي تدفع شركته "سيتادل سيتكيورتيز" لشركة "روبن هود"، وشركات سمسرة أخرى مقابل الحق في تنفيذ أوامر عملائها، إنَّ قواعد التسوية المعمول بها حالياً "تعرض الشركات لمزيد من المخاطر في الفترة بين التنفيذ والتسوية، مما يتطلَّب مستويات رأس مال أعلى". كما نصح أن تكون متطلَّبات رأس مال غرفة المقاصة أكثر شفافية.