تطبيق "بابيلون هيلث" البريطاني ينسحب من الصين

تطبيق "بابيلون هيلث" البريطاني
تطبيق "بابيلون هيلث" البريطاني المصدر: بابيلون هيلثكير
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

انسحبت شركة "بابيلون هيلثكير" (Babylon Healthcare) من الصين، حيث ألغت شراكتها مع "وي تشات" (WeChat) التابعة لشركة "تينسنت هولدينغز"، بسبب "عدم تمكن الشركة من التوصل إلى نموذج قابل للتطبيق تجارياً"، على حد قول علي بارسا، كبير المديرين التنفيذيين.

وقال بارسا في مقابلة أجريت معه: "تصر الحكومة الصينية والشركاء الصينيون على الحصول على معظم الحصص في أي شراكات. لا أعتقد أن التوازن في الشراكة صحيح في الوقت الحالي".

وأكد ممثل عن "تينسنت" أنها لم تعد في شراكة مع "بابيلون" بعد الآن، ورفض التعليق بأكثر.

وتدعم "تينسنت" خدمة "وي دكتور" (WeDoctor) المنافسة التي تشمل أعمالها بوالص التأمين والتوريدات الطبية وحجز المواعيد عبر الإنترنت.

ويتيح تطبيق "بابيلون" للمستخدمين جدولة محادثة بالفيديو مع طبيب، والتحقق من الأعراض أو حجز موعد مع المتخصصين، لتقديم العلاج اللازم.

السعودية أحد المستثمرين بالتطبيق

وقُدِّرت القيمة السوقية للشركة بنحو ملياري دولار عندما استثمر فيها صندوق الاستثمارات العامة السعودي 550 مليون دولار في عام 2019، وهو ما وضع تطبيق "بابيلون" في مكانة تسمح له بالنمو عندما انتشر فيروس كورونا العام الماضي، متيحاً إمكانية الوصول إلى الأطباء من غرف معيشة المرضى الآمنة عندما تم إغلاق العديد من المكاتب، إضافة إلى كونه وسيلة للأشخاص الذين يشتبه في إصابتهم بالفيروس لتتبع الأعراض التي تظهر عليهم.

وقالت شركة "بابيلون" إنها ستستمر في التوسع في آسيا، ولديها اتفاقية مع "برودينشال" (Prudential) في المنطقة التي تقدم فيها أداة فحص الأعراض ومنتجات أخرى في أسواق منها هونغ كونغ وتايلاند وسنغافورة وإندونيسيا وماليزيا.

وتعهدت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن باتخاذ موقف أكثر تشدداً ضد ممارسات مثل عمليات نقل التكنولوجيا القسرية التي تتطلب من الشركات الأجنبية مشاركة التكنولوجيا والملكية الفكرية مقابل الوصول إلى السوق الصينية.

وقالت وزيرة الخزانة جانيت يلين إن هذا يمنح الصين "ميزة تكنولوجية غير عادلة". ومع ذلك، سيبقى التركيز الرئيسي لـ"بابيلون" هو النمو في الولايات المتحدة لهذا العام، على حد تعبير بارسا.

"بابيلون" يواصل النمو

قال بارسا إن شراكات "بابيلون" في الولايات المتحدة وعمليات الإطلاق الأخيرة تتيح لها الوصول إلى حوالي 3.5 مليون مريض.

وفي يناير، عينت الشركة ستيف ديفيس، الرئيس السابق للتكنولوجيا في "إكسبيديا غروب" (Expedia Group)، كرئيس تنفيذي للتكنولوجيا، وستايسي سال، التي ساعدت في بناء شركتي "فريش" (Fresh) و"برايم ناو" (Prime Now) التابعتين لشركة "أمازون" للمساعدة في إدارة التوسع في الولايات المتحدة.

وتزداد إيرادات الشركة بمعدل أربعة أضعاف سنوياً، وتتوقع الشركة أن تحصل على حوالي 300 مليون دولار في عام 2021، بعد أن كانت حوالي 20 مليون دولار في عام 2019.

ورغم أن "بابيلون" جاهزة للطرح للاكتتاب العام الأول، إلا أن بارسا قال إنه قلق بشأن رد فعل السوق على نمو الشركة.

وقال بارسا: "لكننا نواجه ضغطاً كبيراً علينا للطرح للاكتتاب العام، لمجرد أن الأرقام في الأسواق العامة تحلق في الوقت الحالي كما نرى".

وأضاف أن الشركة تركز بشكل أساسي على تطوير الذكاء الاصطناعي الخاص بها، وهي تمضي قدماً في خطة لإنشاء "عقل ذكاء اصطناعي" مركزي يدمج الخوارزميات المختلفة التي يستخدمها "بابيلون" ويساعد على إدارة صحة المستخدمين بشكل أكثر شمولية.

"في نهاية المطاف ستكون الشركة قادرة على مقارنة بيانات العضو، بالجمع بين المعلومات المتاحة للجمهور مع البيانات من الساعات الذكية والردود على الاستبيان، مع أي شخص آخر مثلك في النظام للتنبؤ بكيفية تطور صحة هذا الشخص والتدخل في مرحلة مبكرة جداً"، على حد تعبيره.

الذكاء الاصطناعي

ومع ذلك، فإن أداة التحقق من الأعراض، التي تستند إلى الذكاء الاصطناعي الذي يتعامل مع المريض، والمتوفرة حالياً، تتعرض للانتقاد بسبب إمكانية تمرير مشاكل صحية خطيرة.

ووصل الخلاف مع أحد أكثر المنتقدين صراحة إلى ذروته في وقت مبكر من العام الماضي عندما ردت "بابيلون" على طبيب بريطاني كان ينشر صورا من التطبيق لما قال إنها أخطاء في التطبيق على حسابه على "تويتر".

وقللت الشركة من شأن الأخطاء، قائلة إن الطبيب وجد 20 حالة فقط من حالات عدم الدقة "الحقيقية" من أصل 2400 اختبار.

ورغم أن بارسا يتشبث بدقة التطبيق، إلا أنه قال إنه في النهاية ليس "من كبار المعجبين بطريقة تعاملنا" مع الناقد.

وقال إن التجارب كشفت مشاكل تم حلها منذ ذلك الحين. وتحرص "بابيلون" أيضاً على القول إن الأداة توفر معلومات عامة وليست تشخيصاً طبياً.

وأضاف بارسا: "إن فكرة أن الذكاء الاصطناعي سيكون مذهلاً على الفور ليست إلا مجرد مغالطة، فالذكاء الاصطناعي شأنه شأن أي تقنية أخرى، ربما يخيب الآمال على المدى القصير ويحيي الآمال بشكل كبير على المدى البعيد".

وقال: "أنا أظن أن الذكاء الاصطناعي، أكثر من أي تكنولوجيا أخرى، سيتجاوز أكثر التوقعات جموحاً على المدى الطويل".