الشراء الجماعي للأسهم يبدد مخاوف "الفقاعة"

مؤشرات الأسواق الأمريكية
مؤشرات الأسواق الأمريكية Michael Nagle/Bloomberg
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تتعمق علاقة العشق الأمريكي بالأسهم مع انخراط الجميع بشكل أكبر في السوق، بدءاً من المتداولين اليوميين المحمومين إلى المؤسسات الراسخة.

وتستقطب صناديق الأسهم أموالاً جديدة بوتيرة غير مسبوقة، فيما تعمل صناديق التحوط على زيادة تعرض أسهمها إلى مستوى قياسي. وتعاود الشركات نفسها الظهور مرة أخرى كمشترين كبار، مع تضاعف عمليات إعادة شراء الأسهم عما كانت عليه قبل عام.

ويؤكد الإقبال على الأسهم على الثقة المتزايدة في التعافي الاقتصادي بفضل الدعم الحكومي واللقاحات. ورغم أن الهوس المتزايد بالأسهم الصغيرة والخيارات يعد أساس التحذيرات اليومية حول احتمالية حدوث فقاعة، إلا أن الشراء المدفوع بالرغبة في بناء مراكز جديدة وضع حجر الزاوية في السباق.

وارتفع مؤشر "إس آند بي S&P 500 "500 بنسبة 75% عن شهر مارس، وهو ما أدى إلى تقزّم جميع الأسواق الصاعدة السابقة في هذه المرحلة من الدورة منذ ثلاثينات القرن الماضي.

مخاوف التخلف عن الركب

وقال بريان كالبيبر، مدير الأموال في "جيمس إنفستمنت ريسيرتش" James Investment Research: "لقد كان رائعاً حقاً. يعتقد الجميع أن سوق الأسهم سوف (يصعد ويصعد ويصعد) believe this is what he means I. وسواء تعلق الأمر بعقلية القطيع أو الخوف من التخلف عن الركب، فهذا ما تراه."

وقياساً إلى آخر قاع للسوق، فإن الصعود الحالي عند 11 شهراً يعد قصيراً نسبياً بالمقارنة مع مدة الخمس السنوات وهي فترة الصعود المعتادة بالأسواق، ولكنه

الأسرع في عمر السوق. وفعلياً، تتفوق مكاسب "الذروة إلى القاع" الحالية لمؤشر "إس آند بي "500 على ثلاثة أسواق صاعدة أخرى كاملة. وإذا كان للتاريخ أن يدلنا على شيء، فالصعود الحالي يفوق أكثر من نصف الارتفاع المحقق في 13 دورة متوسطة سابقة، والتي وصل فيها إلى 126%.

وفي الواقع، رأى غالبية مديري الأموال في استطلاع أجراه "بنك أوف أمريكا" Bank of America هذا الشهر أن السوق الصاعدة الحالية تمر بمرحلة متأخرة.

وقال مايكل آرون، كبير محللي الاستثمار لصندوق "إس بي دي آر" SPDR الأمريكي المتداول، بـ"ستيت ستريت إكستشينج آدفايزرز" State Street Global Advisors: "لا أعتقد أننا عند مستويات الفقاعة حتى الآن، ولكن هناك بالتأكيد بعض العلامات الحمراء التي قد تشير إلى أن الجميع مقبلون على الأسهم والمخاطر. أنت بحاجة إلى لحظة من النشوة لكي يصل السوق الصاعد إلى القمة."

ولم يدرك المستثمرون هذا الخطر بعد. ففي الأسبوع الماضي، ضخ المستثمرون 36 مليار دولار في صناديق تركز على الأسهم الأمريكية، وهو أكبر تدفق داخلي منذ أكثر من عقدين، وفقًا للبيانات التي جمعتها "إي بي إف آر" EPFR ، الوحدة التابعة لـ "إنفورما فاينانشيال إنتيليجينس" Informa Financial Intelligence.

كلفة ضياع الفرصة

وتعمل صناديق التحوط على تقليص رهاناتها المنخفضة مع زيادة رهاناتها المتصاعدة. كما ارتفعت نسبة صافي التمويل بالدين لديهم إلى مستوى قياسي هذا الشهر. وتقيس هذه النسبة في الصناعة الرغبة في المخاطرة آخذة في الاعتبار المراكز الطويلة مقابل القصيرة، وفقًا للبيانات التي جمعتها وحدة الوساطة الرئيسية في "غولدمان ساكس غروب إنك" Goldman Sachs Group Inc .

وستكون كلفة ضياع الفرصة أكبر على المستثمرين بعد أن أضافت الأسهم مكاسب قدرها 12 تريليون دولار إلى القيّم منذ شهر مارس الماضي. كما أثبتت هذه التقييمات التي تتنافس مع شركات الدوت كوم سابقاً، أن هناك شهية لأخذ المخاطر، فلقد أصبح الجميع يتبع قاعدة شراء الأسهم في مرحلة الهبوط، ونتيجة لذلك، كانت تراجعات السوق ضحلة. وشهد "إس آند بي 500" سبع تراجعات منذ شهر أكتوبر حتى آخرها في شهر يناير، إلا أن نسبة الهبوط لم تتجاوز %4 قبل أن يعود السوق للصعود من جديد.

وفي مذكرة له، كتب أندرو آدامز من "ساوت ستراتيجي" Saut Strategy: "في عدة مرات خلال الشهر الماضي، بدا ظهور الهبوط ولكن تدخل المشترون في كل مرة. هذا ليس سوقاً عادياً ولكنني أظن أننا سنشتري الأسهم تقريباً مع استمرار الضغط لأعلى".

ولا توجد مؤشرات على الانخفاض في أي مكان تقريباً بسبب تضاؤل مبيعات البيع على المكشوف إلى مستويات متدنية جديدة وسط ضغوط البيع بالتجزئة في يناير. ووفقاً لمسح أجرته الرابطة الوطنية لمديري الاستثمار النشطين، فإن المجموعة التي عادة ما تشهد هبوطاً وتحقق مراكز قصيرة المدى، تمكنت في وقت سابق من الشهر الجاري من تحقيق %80 على أسهمها قبل أن تصبح محايدة.

وأضف أيضاً الشركات الأمريكية إلى حجم المشترين المتنامي، فلقد أُجبرت الشركات، الحليف القوي للسوق الصاعدة الأخيرة، على التراجع والحفاظ على السيولة النقدية خلال جائحة عام 2020، ولكنها بدأت في الإنفاق على أسهمها مرة أخرى. وبلغ متوسط عمليات إعادة الشراء المعلنة 6.9 مليار دولار يومياً في موسم الأرباح هذا، وهو أكبر عدد لعمليات إعادة الشراء منذ عام 2006 على الأقل، وفقًا للبيانات الفصلية التي جمعتها "إي بي إف آر".

وقال وينستون تشوا، المحلل في "إي بي إف آر"تميل عمليات إعادة الشراء إلى أن يكون لها ارتباط كبير للغاية بأدا "إس آند بي 500"، لذا فإن الطفرة في عمليات إعادة الشراء مشجعة".