جنون المضاربة على أسهم "الميم" مازال مستمراً بقوة

تطبيق "روبن هود" للتداول
تطبيق "روبن هود" للتداول المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تغتفر الكثير من الآثام في السوق الصاعدة، لذا بينما أُمطر مشاهدو جلسة الاستماع في الكونغرس بشأن "غيم ستوب كورب" بوابل من قصص المتداولين المبتدئين الذين تضرروا من مشاركتهم في الأسهم الأكثر بيعا على المكشوف أو ما يعرف بأسهم "الميم"، ولكن كانت الجراح تشفى سريعا.

ويعد ذلك بمثابة دليل على صعوبة انخفاض أي شيء في الوقت الحاضر، وبعد شهر واحد برزت كفائزة الأسهم التي اشتدت تقلباتها بحدة لدرجة حالت دون قدرة منصة "روبن هود" على التعامل معها، وارتفعت عشرة من أصل 50 شركة حظرت منصة التداول تداولها بأكثر من 50% منذ بلوغ حلقة التقلبات تلك ذروتها، بينما صعدت الأسهم الأخرى العالقة في قلب العاصفة بحوالي 24%.

ولن يجادل أحد أن التوتر الناتج عن وقف "روبن هود" التداول في هذه الأسهم كان جيدا للعملاء أو للمعنويات بشكل عام، ولكن لا يجب أيضا افتراض أن جميع من تداول أسهم "الميم" الأكثر جموحا دفع ثمنا باهظا لقاء ذلك.

وقال مات ميسكن، إستراتيجي الاستثمار في "جون هوك انفستمنت مانجمنت": "لا يزال النشاط قويا في هذا النوع من الأسهم.. وهذه هي التأثيرات الجانبية السلبية لازدياد السيولة بتلك الوتيرة غير المسبوقة".

ومر عام بالضبط على ظهور أطول سوق صاعدة في التاريخ، وبفضل التعافي اللاحق، تمكنت الشركات الأمريكية من إضافة قيمة بحوالي 8 تريليونات دولار، وعلى طول الطريق، ولدت طفرة تداول الأفراد، وانتعشت شركات الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة، وأصبح سوق الخيارات أكثر نشاطا من أي وقت مضى.

ونتيجة لذلك، تنتشر تحذيرات الفقاعات في كل مكان، رغم أن السوق الصاعدة تبدو شابة وفقا لبعض المقاييس، وفي ظل الدعم الاستثنائي من قبل الاحتياطي الفيدرالي، وأسعار الفائدة المنخفضة، وتريليونات الدولارات من المحفزات المالية الحكومية، تثبت صحة القول المفضل لعام 2020 وهو أن "الأسهم لن تتجه سوى للأعلى".

وارتفع مؤشر "ستاندر آند بورز 500" بنسبة 75% خلال الـ 230 جلسة تداول السابقة، فيما تعد أقوى نسبة ارتفاع في تسعة عقود، ومنذ القاع الذي وصل إليه المؤشر في مارس 2020، لم تنخفض سوى 4 أسهم فقط في "ستاندرد آند بورز 500"، وكسب 30 سهما 200% أو أكثر، ويبدو أن كل شيء تقريبا يبلي بلاء حسنا في 2021، خاصة أجزاء السوق المستهدفة من قبل المضاربين الأفراد.

أسهم رائجة

إذا نظرنا إلى محفظة جمعتها "بلومبرغ" تتكون من الخمسين سهما التي حظرت "روبن هود" تداولها الشهر الماضي، ولا يعني ذلك أن أي أحد سيتداول الخمسين سهما مرة واحدة، ولكن كمثال لبعض الأسهم المفضلة في الآونة الأخيرة بين المستثمرين الأفراد - سنجد أن شهادات الإيداع الأمريكية لشركة مشغلة الألعاب الصينية "ذا9 ليمتد" (The9 Ltd) ارتفعت بنسبة 410%، بينما قفزت شركة الشيك على بياض "تشرتشيل كابيتال كورب" (Churchill Capital Corp) بنسبة 137% ما يجلب مكاسبها في 2021 إلى 429%، وصعدت الأسهم الرخيصة لشركة "زوميديكا كورب" (Zomedica Corp) - التي روجت لها كارول باسكن، نجمة البرنامج الوثائقي "تايغر كينج" الشهر الماضي - بنسبة 139% منذ أواخر يناير، ليصبح إجمالي ارتفاعها العام الجاري بنسبة 889% العام الجاري.

وبالطبع، لا يعني ذلك أنه لم تكن هناك خسائر فادحة، فقد انهارت "غيم ستوب" بحوالي 79% بينما هبطت "إيه إم سي إنترتينمنت هولدينغز" - واحدة من أكثر الأسهم تداولا بين الأفراد - بنسبة 43%، ولكن العديد من هذه الأسهم واصل الصعود.

ومن بينها، ارتفعت ستة أسهم بنسبة 90% على الأقل منذ 28 يناير، متحدين الحديث القائل بأن مستثمري التجزئة عانوا بشدة منذ انهيار "غيم ستوب"، وفي جلسة استماع لجنة الخدمات المالية في مجلس النواب في كابيتول هيل، استجوب المشرعون شهودا من بينهم المدير التنفيذي لمنصة "روبن هود ماركتس"، فلاد تينيف، والمدير التنفيذي لشركة "سيتادل" لإدارة الثروات، كين غريفين، الذي يعرف بـ"القط الذي يزأر"، بشأن ما حدث الشهر الماضي، واتهم نواب منصة "روبن هود" بالتلاعب بسوق الأسهم والفشل في حماية المستثمرين الأفراد.

ووفقا لشون سنايدر، مدير استراتيجية الاستثمار في ذراع "سيتي" لإدارة الثروات الشخصية، لا يزال نشاط المضاربة منتشرا بقوة في السوق، وهناك بعض الحق في فكرة أن الأسهم ستتجه للأعلى دائما، ويقدر أن عائدات "ستاندرد آند بورز 500" كانت إيجابية في 70% من الوقت على أساس سنوي.

وقال: "تعد فكرة مواصلة الأسهم الصعود دقيقة، ولكن ذلك لا يعني أنها ستكون دقيقة دائما.. وعندما يكون هناك الكثير من السيولة في السوق عبر المحفزات النقدية ثم يضاف لها المحفزات المالية، ينتشر عادة هذا النوع من حمى المضاربة".