وسط طلب عالمي على الرقائق.. تايوان تدق جرس الإنذار بشأن العملة

تايوان تدق جرس الإنذار بشأن العملة وسط ضغط على الرقائق
تايوان تدق جرس الإنذار بشأن العملة وسط ضغط على الرقائق المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

ضاعفت تايوان توقُّعاتها لنمو الصادرات لهذا العام بأكثر من الضعف، لكنَّها أطلقت تحذيراً من أنَّ كل هذا التدافع العالمي على رقائق الحواسب سيضيف المزيد من الضغط المتصاعد على الدولار المحلي.

وقال مكتب الإحصاء السبت الماضي، إنَّه من المحتمل أن ترتفع الصادرات 9.58% في هذا العام، مقارنة بالتقديرات السابقة والبالغة 4.59%. وقد يتوسع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 4.46% أكثر من التوقُّعات السابقة مرتفعاً من 3.11% المعدَّلة في 2020، عندما كان واحداً من قلة من الاقتصاديات المهمة التي سجَّلت نمواً.

و قال تشو تزير مينغ مدير مكتب الإحصاء: "كان الفائض التجاري لدينا 58.8 مليار دولار في العام الماضي، ونتوقَّع أن يرتفع إلى 62.9 مليار دولار هذا العام. وقد يؤدي هذا إلى ضغط على الدولار التايواني ليرتفع، وينبغي على الجميع الحذر من ذلك".

وساعد الطلب الخارجي على الرقائق المستخدمة في الهواتف الذكية، والذكاء الاصطناعي، والحوسبة عالية الأداء في زيادة ارتفاع الدولار التايواني بأكثر من 7% مقابل الدولار على مدى الاثني عشر شهراً الماضية، حتى مع عمل البنك المركزي على إبطاء المكاسب.

وبرغم أنَّ النمو المتوقَّع في تايوان لهذا العام متأخر عن المتوسط العالمي البالغ 5.4%، بناءً على استطلاع أجرته بلومبرغ ، إلا أنَّه ينطلق من قاعدة أعلى، كما دعمت إدارة الجزيرة الناجحة للوباء، وتجنُّب عمليات الإغلاق الاستهلاكَ المحلي.

موقف صعب

برغم مكاسب العملة في العام الماضي، إلا أنَّ وزارة الخزانة الأمريكية أضافت تايوان إلى قائمة المراقبة الخاصة بالمتلاعبين المحتملين بالعملة في ديسمبر، مستندة إلى فائض الحساب الجاري المتنامي للجزيرة، وحضَّت البنك المركزي على السماح بمكاسب إضافية. وقد ترك هذا صنَّاع القرار في مواجهة معضلة، فهل سيسمحون للدولار التايواني بمكاسب أسرع، وهو ما يمكنه الإضرار بالصادرات، أم سيخاطرون بتوتر مع الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي.

وأشارت الحكومة إلى الطلب المتزايد على أشباه الموصلات التايوانية كسبب رئيسي لتحديثها لتوقُّعات عام 2021. وقال تساي يو تاي، مدير قسم الإحصاء في المديرية العامة لحسابات الموازنة والإحصاء، في إحاطة عقب الإعلان عن البيانات يوم السبت، إنَّه نظراً للمكانة الرائدة لشركات تصنيع الرقائق الرئيسية على الجزيرة، فإنضذ الطلب الخارجي سيعزز الصادرات.

وقال تساي: "قمنا بتحديث منظورنا للصادرات بعد أخذ بيانات التصدير لشهر يناير بعين الاعتبار، إلى جانب حقيقة أنَّ الشركات التايوانية التي لديها منشآت في الصين تستثمر في الوطن أكثر، كما أنَّ هناك تغييرات في العرض والطلب العالميين، ونتوقَّع أن يكون نمو الصادرات لهذا العام الأقوى منذ عام 2017".

أزمة نقص الرقائق

وفي الوقت نفسه، تؤكِّد بيانات التصدير سيطرة تايوان على سلسلة التوريد العالمية للرقائق.

وسعى براين ديسي، أهم مستشاري الرئيس الأمريكي جو بايدن للشؤون الاقتصادية، للحصول على مساعدة الحكومة التايوانية في حل مشكلة النقص في الرقائق التي تعيق صناعة السيارات الأمريكية، ليأتي ذلك في أعقاب طلبات أخرى من المسؤولين اليابانيين والأوروبيين للحصول على مساعدة تايوان في ضمان العرض.

وتخطِّط أضخم شركة في العالم لصناعة الرقائق "تايوان سيميكونداكتر مانيوفاكترينغ" (Taiwan Semiconductor Manufacturing) لزيادة إنفاقها الاستثماري هذا العام بحوالي 28 مليار دولار للمساعدة في التعامل مع النقص. كما ارتفعت أسهم عملاق صناعة الرقائق 23% هذا العام، بالإضافة إلى قفزة بنسبة 60% في عام 2020، مما وضعها في المرتبة العاشرة بين أضخم شركات العالم.

وتمَّ تعزيز قطاع التصنيع في تايوان من خلال معالجة الحكومة الناجحة إلى حدٍّ كبير لوباء كوفيد 19، واحتلت تايوان باستمرار المرتبة الأقرب لأعلى تصنيف لمرونة كوفيد أعدَّته بلومبرغ، فقد سجِّلت تسع وفيات فقط، وأقل من ألف إصابة منذ بداية تفشي المرض.

و سمح هذا لها بتجنُّب فرض الإغلاقات الصارمة التي تسبَّبت بتوقُّف العديد من الاقتصادات الأخرى. وبقيت الشركات، والمكاتب، والمدارس التايوانية مفتوحة خلال العام، وكان هناك ازدهار في السفر المحلي؛ إذ رغب الناس بقضاء الإجازات في وطنهم بدلاً من السفر إلى الخارج.