"لوسِد" توافق على إدراج أسهمها بالسوق الأمريكي من خلال شركة استحواذات

طرح "لوسِد موتورز" المدعومة من السعودية في البورصة
طرح "لوسِد موتورز" المدعومة من السعودية في البورصة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

بدأت شركة "لوسِد موتورز إنك" عملية اندماج مع شركة شيك على بياض يديرها رجل الأعمال "مايكل كلاين"، ويبلغ إجمالي القيمة المبدئية للكيان المشترك 24 مليار دولار.

وتعتبر هذه الصفقة الأكبر في سلسلة من الصفقات التي تنطوي على شركات ناشئة للسيارات الكهربائية تستفيد من شهية المستثمرين للسيارات التي تعمل بالبطاريات الكهربائية.

وابتعدت شركة صناعة السيارات عن المقارنات مع شركة "تسلا" الرائدة في السوق، لكن الإدراج العام في البورصة يجعلها قادرة على المنافسة للحصول على شريحة من سوق السيارات الكهربائية الذي من المتوقع أن يكون سريع النمو.

ستوفر الصفقة، التي جاءت تأكيداً لتقرير سابق لوكالة "بلومبرغ نيوز"، حوالي 4.4 مليار دولار نقداً للشركة البالغ عمرها 14 عاماً، والتي تخطط لاستخدام الأموال المكتسبة حديثاً لإدخال المركبات إلى السوق وتوسيع مصنعها في ولاية أريزونا الأمريكية.

اهتمام المستثمرين بالسيارات الكهربائية

تعتبر شركة "لوسِد" هي أحدث مستفيد من موجة الاستثمار التي تستهدف الشركات الناشئة في مجال السيارات الكهربائية، والجيل القادم من موردي تكنولوجيا السيارات، والتي انطلقت جزئياً من خلال ارتفاع أسهم شركة "تسلا" خلال العام الماضي؛ حيث تسعى وول ستريت إلى التوفيق بين المستثمرين والمشاريع التي كانت في السابق مشروعات ذات ملكية خاصة.

ويمثل الاندماج العكسي أكبر عملية ضخ لرأس المال في شركة "لوسِد" منذ أن استثمر بها صندوق الاستثمارات العامة في المملكة العربية السعودية أكثر من مليار دولار في عام 2018.

تفاصيل الطرح

تتضمن الصفقة طرحاً خاصا بقيمة 2.5 مليار دولار في الأسهم المطروحة للاستثمار العام والمعروف اختصاراً بـ(PIPE)، وهو الأكبر من نوعه على الإطلاق لصفقة مع شركة استحواذ ذات أغراض خاصة، كان يقودها المستثمر الحالي صندوق الاستثمارات العامة السعودي بالإضافة إلى شركة "بلاك روك" وشركة "فيداليتي مانجمنت" وشركة "فرانكلين تمبلتون" و شركة "نيوبيرغر بيرمان" وشركة "ويلينغتون مانجمنت" وشركة "وينسلو كابيتال"، وفقا لبيان مشترك من شركة "لوسِد" وشركة الاستحواذ (طرف الصفقة الثاني) "تشرشل كابيتال كورب أي في" (Churchill Capital Corp IV).

جرى تسويق الطرح العام الأولي بسعر 15 دولاراً للسهم، أو علاوة بنسبة 50% من صافي قيمة أصول شركة "تشرشل"، وهو ما يترجم إلى حوالي 24 مليار دولار من إجمالي قيمة الشركة الجديدة مبدئياً، حسبما قالت الشركتان.

وتبلغ قيمة الأسهم (بدون السيولة النقدية والأصول الأخرى) للشركة المندمجة 11.8 مليار دولار، وتراجعت أسهم "تشرشل" بنسبة 34% في تعاملات ما بعد الإغلاق بعد أن أغلقت عند 57.37 دولار.

وقال "بيتر رولينسون"، الرئيس التنفيذي لشركة "لوسِد" في مقابلة: "أرى شركات الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة مجرد أداة، ورافعة أخرى للاستناد عليها في حركتنا، حيث يمكننا تسريع مسارنا، فهذا سباق تقني، وتفهم شركة "تسلا" هذا، ولهذا السبب قيمتهم مرتفعة للغاية، وشركة "لوسِد" أيضاً لديها التكنولوجيا".

إن شركة الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة هي أكبر شركة يديرها "كلاين"، وهو مصرفي استثماري سابق في شركة "سيتي غروب" ولعب دوراً بارزاً في توجيه استثمارات المملكة العربية السعودية، حيث عمل مستشاراً لصندوق الاستثمارات العامة السعودي. ومن بين الصفقات الأخرى، قدم المشورة بشأن أول طرح عام أولي لشركة أرامكو السعودية. ومن المتوقع إنهاء صفقة "لوسِد" خلال الربع الثاني من العام الجاري.

أهداف الإنتاج

ستبدأ شركة "لوسِد" الآن في إنتاج أول مركبة كهربائية، وهي سيارة الصالون الفاخرة تسمى "إير" (Air )، في النصف الثاني من هذا العام.

وكانت الشركة قد قالت سابقاً إن عمليات تسليم السيارة التي يبلغ سعرها 169 ألف دولار ستبدأ في الربع الثاني من 2021. لكن الشركة قررت عدم الالتزام بموعد البدء نتيجة للمحادثات مع شركة "تشرشل كابيتال" بحسب ما قاله "رولينسون". وتخطط الشركة لاحقاً لإنتاج نماذج أكثر بأسعار معقولة من طراز "إير"، بالإضافة إلى سيارات الدفع الرباعي التي تعمل بالبطارية الكهربائية.

أوضح "رولينسون" إن مصنع "كازا غراندي" لديه طاقة إنتاجية تصل إلى 34 ألف وحدة سنويا، بناء على ثلاث ورديات عمل، وتأمل شركة "لوسِد" في زيادة هذه القدرة إلى 85 ألف وحدة سنوياً بحلول عام 2023، بعد تنفيذ استثمارات إضافية في المصنع.

وتتوقع شركة "لوسِد" تسليم 20 ألف سيارة في عام 2022 لتحقيق مبيعات بقيمة 2.2 مليار دولار.

وتتوقع الشركة ارتفاع الإيرادات إلى 5.5 مليار دولار و9.9 مليار دولار في 2023 و2024 على التوالي، وفقاً لملف العرض التقديمي للمستثمرين الذي جرى نشره على موقع الشركة على الإنترنت.

وتتوقع الشركة أرباحاً إيجابية قبل خصم الفوائد والضرائب وإهلاك القيمة ومخصصات الديون بقيمة 592 مليون دولار في عام 2024.

وقال "رولينسون" إنه بالإضافة إلى قدرتها التصنيعية، تتوقع الشركة أن تستثمر بكثافة في منتجات جديدة وستزيد عدد الموظفين إلى 5 آلاف شخص خلال العام المقبل، وستكون سيارة شركة "لوسِد" التي ظهرت لأول مرة هي أقرب سيارة حتى الآن تتحدى سيارة شركة "تسلا" في السوق المتخصصة لسيارات الصالون الكهربائية الفاخرة.

ويبلغ مدى السير للسيارة من طراز "إير" 517 ميلاً لشحن الكهرباء مرة واحدة، بناء على تقديرات وكالة حماية البيئة الأمريكية.

ويمكن أن تنطلق سرعتها من الصفر إلى 60 ميلاً في الساعة خلال 2.5 ثانية ولديها إمكانية الاعتماد على شبكة "دي سي" للشحن السريع التابعة لشركة "إلكتريفي أمريكا ".

وينافس هذا الطراز نموذج "إس بليد بلس" (+ S Plaid)، الذي يبلغ أقصى مدى له حوالي 520 ميلاً لشحنة الكهرباء مرة واحدة، وسرعة انطلاق من الصفر إلى 60 ميلاً في الساعة في أقل من ثانيتين وتعتمد على شبكة شركة "تسلا" لأجهزة الشحن السريع في جميع أنحاء البلاد.

سَخَطُ "ماسك"

وتمثل القيمة السوقية لشركة "لوسِد" مجرد جزء بسيط بالمقارنة بقيمة "تسلا" البالغة 690 مليار دولار تقريباً، ولكنها ليست سيئة بالنسبة لشركة صناعة السيارات الكهربائية الفاخرة التي لم تصنع أول سيارة لها بعد.

وذكر "رولينسون" مراراً وتكراراً أن "لوسِد" ليست منافساً مباشراً لشركة "تسلا" لأن نقاط سعر شركته المرتفعة تأتي خلف سعر أكبر شركة منتجة في السوق الذي يطمح إيلون ماسك الوصول إليه، ولكن هناك علامات على التنافس الصاعد.

تقول الشركة التي يقع مقرها في نيوآرك بولاية كاليفورنيا والتي يقع مكتب مقرها الرئيسي على بعد 16 ميلاً فقط من مكتب مقر شركة "تسلا" في منطقة "بالو ألتو" إن أول سيارة كهربائية لها ستقطع مسافة طويلة مقارنة بأطول مدى من طراز السيارة الصالون "إس".

وكأحدث مصنع لشركة "ليوسيد" سريع البناء خارج صحراء أريزونا بنفس سرعة بناء مصنع شركة "تسلا" في الصين. ولم يثر الاهتمام المتزايد بالشركة الناشئة ورئيسها التنفيذي حفيظة أحد أكثر من "ماسك".

ولدى "رولينسون" و"ماسك" تاريخ متأزم، حيث كان الرئيس التنفيذي لشركة "لوسِد" كبير المهندسين في تصنيع طراز "إس" الرائد في شركة "تسلا"، لكن "ماسك" قلل من دوره في تطويرها واتهمه أيضاً في تغريدة بترك الشركة في وضع صعب تماماً بمجرد أن أصبحت الأمور صعبة في عام 2012.

وتعمل شركة "لوسِد" على المدى الطويل، على حلول تخزين الطاقة المشابهة لـ"باور وول" الخاص بشركة "تسلا".

وقال رولينسون إن الشركة تريد استخدام نفس تقنية البطاريات في سياراتها لتطوير البطاريات لتزويد المنازل بالطاقة والأجهزة ذات الحجم الكبير ولديها بالفعل نماذج أولية.