"ناسداك" خسر تريليون دولار.. ارتفاع عائد السندات يحصد ضحايا في سوق الأسهم

سوق ناسداك في حي تايمز سكوير في نيويورك.
سوق ناسداك في حي تايمز سكوير في نيويورك. بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يحصد ارتفاع عائدات السندات في طريقه عدداً متزايداً من الضحايا عبر سوق الأسهم، فمؤشر "ناسداك"، الذي تراجع لستة أيام على التوالي، خسر حوالي تريليون دولار من قيمته، وتمر أسهم النمو - وفقاً لأحد المؤشرات - بأسوأ شهر على الإطلاق منذ أيام فقاعة الدوت كوم، وتتعرَّض أجزاء المضاربة في السوق مثل شركات "الشيك على بياض"، والشركات العامة الحديثة لضربات قاسية، ويحدث كل ذلك مع ارتفاع عائدات سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى أعلى مستوى في عام تقريباً.

ويقول مايك بايلي، مدير الأبحاث في "إف بي بي كابيتال بارتنرز" (FBB Capital Partners): "قادت مجموعة من الأحداث هذا الانهيار التكنولوجي الصغير، وهي توزيع اللقاحات، وتحسُّن الأسس الاقتصادية، وزيادة الأرباح، إلى جانب المحفِّزات المالية الأخرى التي تلوح في الأفق.. أما الحدث الأهم، فهو ارتفاع أسعار الفائدة".

وفيما يلي أمثلة على أجزاء السوق التي تتعرَّض لأكبر الضربات من موجة البيع المدفوعة بارتفاع العائد.

تحول كبير

لم يتضرر الجميع بالقدر نفسه من ارتفاع العائد، وتوقُّعات التضخم، وبدلاً من ذلك، وتحت سطح سوق الأسهم، يجري التحول عن شركات النمو عالية التقييم إلى أسهم القيمة المتضررة، وفي منتصف صباح يوم الثلاثاء، ارتفع مؤشر أسهم القيمة في "ستاندرد آند بورز 500" بنسبة 6.7% في فبراير، في حين تمَّ تداول نظيره لأسهم النمو بتراجع، فيما تعدُّ أكبر فجوة شهرية لصالح أسهم القيمة منذ ديسمبر من عام 2000.

توقيت سيىء

يتألم المستثمرون الذين حملوا أسهم التكنولوجيا بكثرة مؤخراً مع صعود العائد، وعلى مدار الأسابيع الستة الماضية، تدفَّقت 19 مليار دولار إلى الصناديق التي تركِّز على القطاع، وفقاً لبيانات تدفُّقات الصناديق العالمية التي جمعتها وحدة الأبحاث في "بنك أوف أمريكا"، وتراجع قطاع تكنولوجيا المعلومات في مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" ليوم التداول السادس على التوالي يوم الثلاثاء، وهي أطول سلسلة خسائر منذ أغسطس 2019.

وقالت إميلي رولاند، خبيرة استراتيجية الاستثمار في "جون هانكوك انفستمنت ماندجمنت" ( John Hancock Investment Management)، على تلفزيون "بلومبرغ": "بالتأكيد كان يخسر قطاع التكنولوجيا، والأمر كله يتعلَّق ببيئة الفائدة المرتفعة مع بدء تغير الحسابات.. وكانت الفكرة سابقاً، هي أنَّ الفائدة كانت منخفضة للغاية، فما الشيء الآخر الذي يمكنك أن تشتريه؟ وإذا فكَّرت بشأن الطبيعة الأطول أمداً للكثير من هذه التقنيات، سترفع نسبة الخصم (قياس القيمة الحالية للتدفُّقات النقدية المستقبلية)، وبالتالي تنخفض صافي القيمة الحاضرة".

بيع المضاربات

بيعت الأسهم المملوكة بكثرة من قبل صناديق التحوُّط، في إشارة إلى أنَّ المضاربين وراء التراجع، وهبطت شركات مؤشر "راسل 1000" التي تمثِّل أعلى 20% من حيازات الصناديق بنسبة 2% أي أكثر من ضعف الخسائر المشهودة في الشركات المملوكة بقدر أقل، وفقاً لبيانات جمعتها "بلومبرغ".

وتحمَّلت الأسهم المفضَّلة لدى المتداولين الأفراد وطأة البيع مع تدهور معنويات المستثمرين، وهبطت سلة "غولدمان ساكس" للأسهم المفضَّلة لدى الأفراد بحوالي 3%، فيما يعدُّ ثاني أسوأ أداء العام الجاري.

ويتحول الشراء المتحمس سريعاً إلى بيع بدافع الفزع، وفي أوائل الشهر الجاري كان يصبُّ المستثمرون الأموال في صناديق الاستثمار في الأسهم بوتيرة غير مشهودة، في حين عزَّزت صناديق التحوط تعرضها للأسهم بمستويات قياسية.

كسر الترند لاين

وبرغم تراجع مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 3.5% صباح الثلاثاء، فقد كسر المؤشر المثقل بأسهم التكنولوجيا متوسط تحرُّكاته اليومية في 50 يوماً لأول مرة منذ نوفمبر، ثم عوَّض خسائره ليتداول بالتماشي مع خط الاتجاه (الترند لاين) في الساعة 10:50 صباحاً في نيويورك.

ويرى ويلي دولويتش، استراتيجي الاستثمار في "أول ستار تشارتس"(All Star Charts)، أنَّ نقطة الدعم التالية - حال استمرار موجة البيع - ستكون عند 12,250، أي بالتراجع بنسبة 6% عن المستويات الحالية، مثل المستويات المنخفضة في أول ديسمبر.

وقال عبر الهاتف، إنَّ زخم أسهم التكنولوجيا أصبح ضعيفاً، موضِّحاً أنَّ تحسن الأحوال الاقتصادية جعل أسهم الشركات الصناعية، والمالية، والطاقة أكثر جاذبية خاصة مع الارتفاع في عائدات السندات التي تشكِّل ضربة قاسية لقطاع التكنولوجيا في الوقت الحالي.

شركات ليست مذهلة

وتراجع مؤشر "إيبوكس" (IPOX) لشركات "الشيك على بياض"، الذي يتتبَّع أداء مجموعة واسعة من شركات الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة، بنسبة 11.8% يوم الثلاثاء، وهي النسبة الأعلى على الإطلاق، قبل أن يعوِّض خسائره، ويتداول هابطاً بنسبة 5% في الساعة 10:58 صباحاً في نيويورك.

ويقول أندرو ميس، مدير الاستثمار في "6 ميريديان" (6 Meridian)، في مقابلة عبر الهاتف: "انطفأ وهج وجاذبية فئة الأصل تلك، إذ كان هناك عدد ضخم من شركات "الشيك على البياض" التي تطرح يومياً العام الجاري.. وهو أمر جنوني، لأنَّه لا يمكن أن يكون هناك هذا القدر من الشركات العظيمة التي تحتاج التحوُّل للملكية العامة".

وتعرَّض مؤشر مؤشر " IPO ETF" الصادر عن شركة "رينيسانس"، الذي يتتبَّع الشركات المدرجة حديثاً في البورصات لضغوط أيضاً، فبعد تراجعه بنسبة 4.9% يوم الإثنين؛ هبط بنسبة 8.6% صباح الثلاثاء قبل أن يعوّض أغلب الخسائر.