طائرات بوينغ 777 بمحركات "برات آند ويتني" تدخل بسبات عميق

طائرة تابعة لشركة "يونايتد إيرلاينز" الأمريكية من طراز بوينغ 777
طائرة تابعة لشركة "يونايتد إيرلاينز" الأمريكية من طراز بوينغ 777 المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

قد تظل طائرات بوينغ 777 العاملة بمحرك "برات آند ويتني" (Pratt & Whitney) من الطراز الذي تحطم فوق مدينة دنفر يوم السبت الماضي، متوقفة لفترة طويلة قد تستغرق شهوراً، في الوقت الذي تستأنف فيه مُصنّعة المحرك عمليات التفتيش الصارمة التي طلبها منظمو السلامة الجوية في الولايات المتحدة.

وفي مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ، أوضح ستيف ديكسون، مدير إدارة الطيران الفيدرالية FAA، أن الأمر "سيستغرق 8 ساعات لإجراء الفحوصات الدقيقة الضرورية والعالية التقنية على كل شفرة من شفرات مروحة المحرك، البالغ عددها 44 لكل طائرة، من أجل اكتشاف العيوب المحتملة التي قد تتسبب في تفككها مجدداً أثناء الرحلة".

وأضاف ديكسون: "سنقوم بهذه الحملة على الأسطول بأكمله، وبعد أن يتم فحص الشفرات، ستبدأ إعادة الطائرات للخدمة".

ويعني وجود 22 شفرة للمروحة على كل محرك، 352 ساعة عمل لكل طائرة أو 44 وردية لمدة ثماني ساعات. واستناداً إلى سعة منشأة "برات آند ويتني" التي تجري عمليات التفتيش، قد يستغرق الأمر شهوراً لإكمال الفحوصات المطلوبة على ما يقرب من 128 طائرة قديمة من طراز 777 ذات الممر المزدوج، والمشمولة في أمر إدارة الطيران الفيدرالية. وتُعتبر "يونايتد إيرلاينز"، أكبر مشغل لطائرات 777 المتضررة، حيث تمتلك ما يقرب من 50 طائرة في أسطولها، نصفها في المخزن.

نظرة ضبابية

يمكن أن تؤدي الطبيعة الواسعة لأعمال التفتيش إلى تغيير وجهة نظر "يونايتد إيرلاينز" حول ما إذا كان ينبغي إيقاف الطائرات، التي تسلّمت آخرها في مايو 1998، أي منذ 23 عاماً، وهي خارج الخدمة بمركز تخزين في روزويل – نيو مكسيكو منذ مارس 2020، وفقاً لبيانات مؤسسة "سيريوم" (Cirium).

ولم تتضح، حتى الآن، كيفية التعامل مع التكاليف المرتبطة بعمليات التفتيش بين شركتيّ "يونايتد إيرلاينز" وشركة المحركات "برات آند ويتني"، التابعة لمجموعة "رايثيون تكنولوجيز" العملاقة لصناعات الفضاء.

وقال متحدث باسم "يونايتد إيرلاينز" إن إدارة الناقلة الأمريكية ليس لديها تعليق فوري على الأمر، فيما رفض ممثل "برات آند ويتني" التعليق.

لكن الشركة كشفت أن شفرات المروحة بقطر 112 بوصة في المحركات المتضررة من طراز "بي دبليو 4000" التابعة لـ"برات آند ويتني"، يجب إزالتها وشحنها إلى منشأة الشركة بمقرها الرئيسي في إيست هارتفورد بولاية كونيتيكت.

فحص شبه طبي

سيقوم الفنيون بفحص الشفرات بحثاً عن شقوق صغيرة، باستخدام ما يسمى بالتصوير الحراري الصوتي، والذي يتشابه مع الموجات فوق الصوتية المستخدمة في الطب. ويمكن اكتشاف العيوب داخل المعدن عن طريق غمر الشفرات بموجات صوتية تؤدي إلى اهتزاز المعدن، ثم يتم فحصها بحثاً عن أي اختلافات دقيقة لناحية الاحتكاك والحرارة، والتي يمكنها الكشف حتى عن أصغر الشقوق تحت سطح الشفرة.

وأصدرت إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية أمراً طارئاً لإجراء فحوصات صارمة بعد انكسار شفرة مروحة داخل أحد محركيّ "برات آند ويتني" من طراز "بي دبليو 4000" المُشغّلين لطائرة بوينغ 777-200 التابعة لشركة "يونايتد إيرلاينز"، فوق كولورادو نهاية الأسبوع الماضي، إلا أن الطائرة هبطت بسلام ولم يصب أي من الركاب أو الطاقم بأذى.

وأشار المحققون في الحادث إلى معاناة النصل من إجهاد في المعدن، ما أدى إلى تشقق النصل الذي فشل وانقطع أثناء الطيران، قبل أن يؤدي إلى قطع شفرة المروحة الثانية، وتناثر الحطام في أحد ضواحي مدينة دنفر.