بيع أسهم في مجموعة صينية يثير مخاوف بشأن نادي "إنتر ميلان"

رايات نادي كرة القدم الإيطالية "إنتر ميلان" إلى جانب نادي "إيه سي ميلان" في شارع باولو ساربي، أحد الأحياء الصينية في ميلانو
رايات نادي كرة القدم الإيطالية "إنتر ميلان" إلى جانب نادي "إيه سي ميلان" في شارع باولو ساربي، أحد الأحياء الصينية في ميلانو المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

في محاولة لجمع الأموال، باعت مجموعة "سانينغ آبلاينس" (Suning Appliance Group Co) الصينية المحاصرة حصة قيمتها 2.3 مليار دولار في ذراعها المدرجة بالبورصة، وسط مخاوف من تأثير معاناتها على مجموعة واسعة من الأصول التي تشمل نادي "إنتر ميلان" لكرة القدم الإيطالي.

واستأنفت شركة "سانينغ دوت كوم" (Suning.com) التداول يوم الاثنين، ليرتفع سهمها بنسبة 10% وهو الحد اليومي الأقصى للتذبذب. وجاءت تلك القفزة بعد إعلان بائع الأجهزة بالتجزئة يوم الأحد عن نية شركتي "شينزين إنترناشيونال هوليدنغز" (Shenzhen International Holdings Ltd) المملوكة للدولة، و"شينزين كونبينغ إكويتي إنفيستمينت مانيجمنت" (Shenzhen Kunpeng Equity Investment Management Co) شراء 8% و15% من أسهم "سانينغ دوت كوم" على التوالي، مقابل مبلغ مجموعه 14.8 مليار يوان (2.3 مليار دولار).

كما قفزت السندات المحلية لشركة "سانينغ دوت كوم" يوم الاثنين، حيث ارتفعت سندات الشركة البالغة 4.9% والمستحقة في نوفمبر 2023 بنسبة 4.4% إلى 89.9990 يوان، و 5.5% من السندات المستحقة في أغسطس 2021 بنسبة 4% إلى 92.59 يوان.

وفي بيانها يوم الأحد، قالت "سانينغ" إن إدخال المستثمرين المملوكين للدولة سيساعد الشركة على زيادة التركيز على أعمالها في قطاع التجزئة، فيما يتوقع المحللون أن تقوم الشركة بالتخلص من المزيد من الأصول غير المخصصة للبيع بالتجزئة والتي قد تشمل بيع حصتها البالغة 70% في "إنتر ميلان". وامتنعت الشركة يوم الاثنين عن التعليق على بيع الحصة.

وقال نادي "سانينغ" الصيني لكرة القدم في نهاية الأسبوع إنه سيوقف عملياته دون الخوض في التفاصيل.

التركيز على الأعمال الرئيسية

وتزايدت المخاوف بشأن الصحة المالية لعملاق التجزئة منذ العام الماضي، عندما أدى الحديث عبر الإنترنت عن أزمتها النقدية إلى الضغط على السندات الصادرة عن "سانينغ دوت كوم"، وهي الوحدة الرئيسة المدرجة، فيما وصفتها الشركة حينها بأنها شائعات. ويأتي الضغط على "سانينغ" في وقت التراجع التام للتكتلات الصينية الأخرى بعد تحرك بكين لكبح جماح المخاطر المالية.

وتعتبر هذه أيضاً ضربة أخرى لأصحاب المليارات في الصين بمن فيهم زانغ جيندونغ، مؤسس "سانينغ"، حيث يتجه المسؤولون إلى تنظيم مشترياتهم الخارجية المبهرة التي شملت سلاسل السينما، والمباني التاريخية، والنوادي الرياضية.

وقال بروس بانغ، رئيس أبحاث التحليل الكلي في "تشاينا رينيسانس سيكيوريتيز هونغ كونغ" (China Renaissance Securities Hong): "إن التكتلات غير المملوكة للدولة ستركز أكثر على أعمالها الرئيسة وسط بيئة الأعمال الصعبة، وستقوم بتحسين ربحيتها وكفاءتها من أجل التنافس مع المنافسين العالميين بشكل أفضل."

علامات الانفعال

يضيف وقف عمليات نادي كرة القدم الصيني إلى حالة عدم اليقين بشأن مستقبل "إنتر ميلان". وكانت "سانينغ" قد استحوذت على حصة 70% من النادي مقابل 270 مليون يورو (306 مليون دولار في ذلك الوقت) في عام 2016. ومنذ ذلك الحين، وسعّت الشركة إمبراطوريتها لكرة القدم، لتشمل صفقة بقيمة 650 مليون دولار من قبل الإذاعة الرقمي "بي بي تي في" (PPTV)، الوحدة التابعة لشركة "سانينغ هولدينغز" (Suning Holdings Co)، مقابل عقد تلفزيوني لمدة ثلاث سنوات مع الدوري الإنكليزي الممتاز.

ووفقاً لتقرير من شركة التقييم الائتماني"تاشينا تشينغ كسين إنترناشيونال ريتينغ" في وقت سابق من هذا الشهر، تواجه كل من "سانينغ دوت كوم" والشركة الأم ضغوطاً عالية بخصوص السداد القريب المدى، حيث من المقرر دفع 15.8 مليار يوان من السندات المجمعة للشركتين هذا العام، عند تعرضهما إلى صعوبات في إعادة التمويل.

وفي إشارة حديثة إلى ضغوط السيولة، أجرت "سانينغ آبلاينس" عرض مقايضة لسندات اليوان المستحقة في 2 فبراير، كما وافق أغلب حاملي الأوراق المالية على استبدال الأوراق النقدية بنسبة 7.3% بسند جديد لمدة عامين يحمل نفس القسيمة. وقالت "سانينغ آبلاينس" في يناير إنها تعهدت بتقديم 376.5 مليون سهم أو 4.04% من أسهم "سانينغ دوت كوم" إلى "تشاينا مينشينغ بانكينغ كورب" من أجل جمع الأموال.

وأصبحت مخاطر ديون "سانينغ آبلاينس" أيضاً موضع مزيد من التركيز بعد اتخاذها قراراً بعدم مطالبة المطور المثقل بالديون، "تشانيا إيفيرغراند غروب" (China Evergrande Group)، بسداد الاستثمار الاستراتيجي الذي تبلغ قيمته 20 مليار يوان، ما ساعدها على تجنب أزمة في السيولة. وتعتبر "سانينغ" مورداً لـ"إيفيرغراند"، ويمكن أن يؤدي انهيارها إلى آثار مضاعفة على أعمالها.