"ADQ القابضة" تدخل دائرة الضوء كثالث أكبر صندوق سيادي في أبوظبي

منظر عام لمدينة أبوظبي
منظر عام لمدينة أبوظبي المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

رغم كل الضوء المُسلّط على "ADQ القابضة"، الصندوق السيادي الجديد في أبوظبي، فمن الصعب حتى الآن تحديد حجم أصوله.

ولأول مرة، قدّر تقرير جديد من شركة "غلوبل إس دبليو إف" (Global SWF) حجم الأصول التي جمعها الصندوق السيادي، من خلال نقل أصول حكومية إليه، بما في ذلك سوق أبو ظبي للأرواق المالية إلى جانب مجموعة من الاستثمارات، حيث أشار تقرير "غلوبل" إلى أن "ADQ القابضة" تشرف حالياً على أصول بقيمة 110 مليارات دولار، وذلك وفقاً لتقديرات شركة البيانات والاستشارات الواقعة في نيويورك.

نجم جديد

حتى في المدينة التي تُعد من بين القلائل عالمياً الذين يديرون صندوقاً سيادياً بحوالي تريليون دولار، فإن شركة "ADQ القابضة" تجذب الكثير من الاهتمام باعتبارها أحد أكثر الكيانات الاستثمارية في منطقة الخليج نشاطاً وتعطشاً للصفقات، وبتحولها خلال وقت قصير من شركة قابضة غامضة نسبياً كانت تُعرف باسم شركة أبو ظبي التنموية القابضة إلى محور للتركيز.

وأصبحت "ADQ القابضة" كذلك ملاذ أبو ظبي لتمويل تسريع عملية التنويع الاقتصادي في إحدى أكبر الدول المصدرة للنفط في العالم. وتمتلك المجموعة، التي تأسست في 2018، شركات في عدّة قطاعات غير بترولية، بدءاً من حصة في عملاقة طعام إقليمية، واستوديوهات أفلام، ومصنع صلب، مروراً بشركة طيران منخفضة التكلفة، وصولاً إلى المؤسسة التي تشرف على برنامج الطاقة النووية في الإمارات.

وصرح دييجو لوبيز، العضو المنتدب لشركة "غلوبال إس دبليو إف": "كنا نراقب "ADQ القابضة" منذ فترة، وأدهشنا نموها من شركة قابضة محلية إلى صندوق سيادي قائم بذاته". ورفضت "ADQ القابضة" التعليق.

دور إستراتيجي

برئاسة عضو في العائلة الحاكمة، الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، تمتلك "ADQ القابضة" حالياً ثالث أكبر رأس مال لصندوق سيادي في الإمارات بعد جهاز أبو ظبي للاستثمار ومبادلة للاستثمار. وفي ذروة وباء كورونا العام الماضي، ازداد دورها الاستراتيجي نتيجة تأمين إمدادات الغذاء والبنية التحتية للرعاية الصحية في الإمارة.

وتوظف "ADQ القابضة" الآن أكثر من 100 شخص، ولديها محفظة شركات تضم 90 شركة توظف 70 ألف شخص، وانضم إليها رئيسها التنفيذي، محمد حسن السويدي، إلى جانب العديد من المديرين التنفيذيين الآخرين، من مبادلة.

ويصف السويدي مهمة "ADQ القابضة" بأنها تقوم على "تطوير تكتلات اقتصادية تعمل كمحفز لضمان أقصى مساهمة ممكنة في التنمية المستقبلية لرأس مالنا وشعبنا".

التوسع عالمياً

مع أن المجموعة تركز في الوقت الحالي بقدر أكبر على السوق المحلية، هناك إشارات إلى أن "ADQ القابضة" تتطلع إلى ما وراء الإمارات بعد قرارها شراء حصة بنسبة 45% في الشركة الزراعية "لويس درايفوس كومباني" (Louis Dreyfus Company)، ودعمها لسلسلة متاجر إقليمية للتوسع في مصر.

إلى ذلك، أصبحت "ADQ القابضة" أيضاً مستثمراً بارزاً في الشركات الناشئة، وأطلقت العام الماضي صندوقا مغامرا بقيمة مليار درهم (272 مليون دولار) يستهدف الشركات في المراحل الأولى من نشأتها في الهند وجنوب شرق آسيا، بهدف جذبها لتأسيس مقرات إقليمية لها في أبو ظبي. كما أنها استحوذت على صندوق رأس مال مغامر بقيمة 146 مليون دولار من كيان حكومي آخر في أبو ظبي.

ولفت دييجو لوبيز إلى أن "ما نجده مدهشاً بشكل خاص هو تغيير الاستراتيجية من البنية التحتية وأصول المرافق المحلية المنقولة من الحكومة، إلى الاستثمار في رأس المال المغامر في الدول الناشئة، وهو ما يُعدُّ تحولاً كبيراً".