إمبراطورية "غرينسل" في مهب الريح بعد تجميد "كريدي سويس" لضخ السيولة

ليكس غرينسل
ليكس غرينسل المصدر: غرينسل كابيتال
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يبدو أنَّ إمبراطورية رجل الأعمال "ليكس غرينسل" التي تبلغ قيمتها عدة مليارات من الدولارات تترنَّح بعد أن فقدت مصدراً رئيسياً للتمويل، مع إشارة أكبر داعم لها إلى شكوكٍ في قيمة أعمال التمويل التجاري التي تنظِّمها "غرينسل".

وأعلنت مجموعة "كريدي سويس" يوم الإثنين عن تجميد عمليات التمويل التي تقوم بها لصالح صناديق تمويل سلاسل التوريد التابعة لـ"غرينسل"، مشيرة إلى "عدم اليقين الكبير" بشأن تقييمات بعض الحيازات.

وكانت الصناديق مجتمعة تمتلك أصولاً تبلغ قيمتها حوالي 10 مليارات دولار، معظمها في أوراق مالية مصدرها "غرينسل".

وعلى صعيد آخر شطب صندوق "رؤية" التابع لـ"سوفت بنك" من تقييم أصوله التي يملكها في "غرينسل كابيتال" نحو 1.5 مليار دولار، ويفكر في خفض التقييم إلى

ما يقرب من الصفر، وفقاً لأشخاص مطَّلعين على الأمر، أشاروا إلى أنَّ الشطب حدث بالفعل في نهاية العام الماضي.

وبرغم خوض "غرينسل كابيتال" معركة لحماية بقائها، إلا أنَّ وكالة "داو جونز" ذكرت أنَّ الشركة قد تقدِّم طلب إفلاس في غضون أيام قليلة، في حين نقلت الوكالة أيضاً عن أشخاص مطَّلعين أنَّ الشركة تجري محادثات لبيع أعمالها التشغيلية لشركة "أبولو غلوبال مانجمنت" مقابل 100 مليون دولار.

انهيار "غرينسل"

وينهي التدهور السريع لشركة "غرينسل" ما يقارب من ثلاث سنوات من المتاعب لشركة إقراض ناشئة استهدفت اقتحام جزء متخصص من التمويل العالمي.

ولعبت عمليات التمويل المرتبطة بـ"غرينسل" دوراً في نهاية "جي أيه إم هولدينغ GAM Holding AG" في عام 2018.

وساءت الأمور أكثر في العام الماضي، عندما ضغطت هيئة الرقابة المصرفية في ألمانيا BaFin على "غرينسل" لتقليل مخاطر تركيز القروض على قوائمها المالية.

ولعب انكشاف "غرينسل" على شركات رجل الأعمال البريطاني سانجيف جوبتا دوراً رئيسياً في زيادة المخاطر التي تتعرَّض لها الشركة.

ويرجع قرار "كريدي سويس" لتعليق ضخِّ الأموال في "غرينسل" إلى سلسلة من الضربات التي تعرَّض لها، وسعيه للتعافي من فضيحة تجسس مدمِّرة قبل عام.

ومنذ توليه لمنصبه، يواجه الرئيس التنفيذي الجديد توماس غوتشتاين الدعاوى القضائية المتعلقة بالسندات المدعومة بالرهن العقاري في الولايات المتحدة منذ أزمة 2008، وشطب قيمة استثمار في صندوق تحوط، وكذلك وجد الرئيس التنفيذي الجديد نفسه يدافع عن الخسائر التي تكبَّدها البنك في واحدةٍ من أكثر عمليات الاحتيال المحاسبيَّة إثارةً في آسيا، والخاصة بشركة "لوكين كافي إنك".

كان ثاني أكبر بنك في سويسرا يبحث عن طريقة لتقليص علاقاته مع "غرينسل"، بحسب ما قال أشخاص مطَّلعون على الأمر في وقت سابق يوم الإثنين.

وقال الأشخاص الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، إنَّ "كريدي سويس" يدرس إغلاق الاستثمارات التي نظَّمتها "غرينسل"، أو استبدال قيمة التمويلات بأصول، أو نقل القروض الخاصة بجوبتا من صناديق تمويل سلسلة التوريد إلى الشركات المرتبطة به، وهو ما لم يتم الوصول إلى قرار نهائي بشأنه.

المشترون المحتملون

قال متحدِّث باسم "غرينسل" عبر البريد الإلكتروني: "نأسف لقرار "كريدي سويس" بتجميد ضخِّ الأموال لصندوقي تمويل سلسلة التوريد اللذين يتعاملان في أصول مصدرها غرينسل".

وأضاف: "ما نزال في محادثات متقدمة مع مستثمرين محتملين في شركتنا، ونأمل أن نتمكَّن من الخروج بنتيجة إيجابية في أقرب وقت ممكن".

وتعدُّ الأموال ضرورية لأعمال "غرينسل"، التي تعتمد عليها جنباً إلى جنب مع بنكها الألماني لشراء التمويلات التي يرتبها "غرينسل كابيتال".

وعدَّل "كريدي سويس" بعد مراجعة داخلية العام الماضي، من إرشادات الاستثمار الخاصة بالصناديق للحدِّ من مقدار الانكشاف الذي يمكن أن يتعرَّض له لمقترض واحد.

وتعرَّض بنك "غرينسل" لضغوط من هيئة الرقابة المصرفية في ألمانيا لتقليل تركيز الأصول المرتبطة بجوبتا، بحسب ما أفادت به بلومبرغ في أغسطس الماضي.

وقال أشخاص مطَّلعون على الأمر ، إنَّ البنك يسعى الآن إلى جمع الأموال، وخفض تعرُّضه للشركات المرتبطة بالصناعة في المملكة المتحدة.

محاولات الهيكلة

كانت شركة "غرينسل" تدرس في أكتوبر الماضي زيادة رأس مالها بنحو 7 مليارات دولار، في وقت كان ذراعها المصرفي – بنك غرينسل - يواجه تدقيقاً تنظيمياً وكان عملاؤها يواجهون صعوبات مالية، وقالت الشركة في حينه، إنَّ جمع الأموال سيساعد في تعزيز النمو.

وذكرت شبكة Sky News الشهر الماضي أنَّ الشركة تجري محادثات مع "أبولو غلوبال مانجمنت" Apollo Global Management بشأن صفقة تمويل بمليارات الدولارات من شأنها أن تمنح ممول سلسلة التوريد مساحة أكبر.

ومن غير المعروف حجم الأموال المالية التي ضخَّها "كريدي سويس" في عمليات تمويل سلسلة التوريد الخاصة بـ"جوبتا".

كانت الأوراق المالية المرتبطة بـ"جوبتا" التي رتَّبها "غرينسل" من بين الاستثمارات التي تسبَّبت في أزمة شركة "جي أيه إم GAM"، وأسقطت نجم إدارة الأصول تيم هايوود. في حين أنَّ الأصول المدارة في صناديق تمويل سلسلة التوريد لشركة "جي أيه إم" كانت قصيرة الأجل نسبياً، فقد استغرق الأمر ما يقرب من عام لتصفية بعض القروض طويلة الأجل لـ"جوبتا".

ويمثِّل تجميد "كريدي سويس" لعمليات التمويل المتعلقة بالاستثمارات غير السائلة – صعبة القيمة – هو الأحدث في عمليات التعليق لهذا النوع، لأنَّ منتقي الأسهم الشهير في المملكة المتحدة ، نيل وودفورد، قد قام بضخِّ مبالغ كبيرة في شركات غير مدرجة أو محدودة التداول، واضطر إلى تجميد ضخِّ الأموال للقيام بعمليات تصفية منظمة، وكذلك جمَّدت "اتش 20" لإدارة الأصول ضخ التمويلات تحت ضغط من المنظم الفرنسي بسبب تركُّز الاستثمارات غير السائلة على المموِّل الألماني لارس، ويندهورست.