"بتكوين" يلامس 50 ألف دولار مدعوماً باهتمام "سيتي" و"غولدمان ساكس"

صراف آلي للعملة المشفرة بتكوين في مدينة برشلونة - أسبانيا
صراف آلي للعملة المشفرة بتكوين في مدينة برشلونة - أسبانيا المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

لامس سعر بتكوين مستوى 50 ألف دولار في التداولات الآسيوية، اليوم الثلاثاء، بفعل المعلومات الواردة عن تحضيرات كل من "سيتي غروب" و"غولدمان ساكس" للاستثمار في العملة المشفرة، مما أدى إلى انتعاش واسع في هذا الأصل الرقمي الخطر.

وارتفع سعر بتكوين بنسبة 2.8%، اليوم الثلاثاء، واستقر عند 49080 دولاراً اعتباراً من الساعة 9:05 صباحاً بتوقيت هونغ كونغ. وعانت أسعار بتكوين خصوصاً، والعملات المشفرة عموماً الأسبوع الماضي من أسوأ انخفاض منذ مارس 2020، حيث تراجع سعر بتكوين إلى 43 ألف دولار يوم الأحد، بعد أن كان قد ارتفع إلى مستوى قياسي بلغ 58350 دولاراً في 21 فبراير.

وتجذب عملة بتكوين والعملات المشفرة الأخرى اهتماماً متزايداً من المؤسسات المالية العملاقة واللاعبين الكبار في وول ستريت، جنباً إلى جنب مع التركيز المتزايد من المنظمين الحكوميين أيضاً، حيث لا تزال آفاق الصناعة الناشئة تخضع لنقاش حاد، إذ يرى المؤيدون ضرورة تبني إطار مؤسسي للعملات المشفرة، بينما يحذر المنتقدون من أن أسعارها فقاعة مضاربة.

أول صندوق "بتكوين"

كشفت شركة "كوبي غلوبال ماركتس" (Cboe Global Markets) عن سعيها للحصول على الموافقة على إدراج وتداول أسهم ما يمكن أن يكون أول صندوق بتكوين متداول بالبورصة في الولايات المتحدة ، وفقا لملف إيداع لدى الجهة التنظيمية .

وفي هذه الأثناء، أصدرت ليتيتيا جيمس، المدعي العام في نيويورك، تحذيراً للمستثمرين بشأن العملات المشفرة، محذرة المستهلكين من قابليتها للتأثر بـ"فقاعات المضاربة" والاستغلال من قِبل الخارجين عن القانون.

وفي تقرير صادر عن شركة "غلوبال بيرسبكتف آند سوليوشنس" (Global Perspectives & Solutions)، التابعة لبنك "سيتي غروب"، طرح الخبراء الاستراتيجيون مسألة لعب عملة بتكوين دوراً أكبر في النظام المالي العالمي، قائلين إن العملة المشفرة يمكن أن تصبح "العملة المفضلة للتجارة الدولية" في السنوات المقبلة. وأضافوا أن بتكوين لها مزايا تتفوق بها في نظام الدفع العالمي الحالي، مثل هيكلها اللامركزي، ونقص التعرض لسوق صرف العملات الأجنبية (عدم استخدامها للمضاربة في سوق العملات) وإمكانية التتبع.

إلى ذلك، كشف مصدر مطلع أن بنك "غولدمان ساكس" يعيد تشغيل مكتب تداول العملات المشفرة. وسيبدأ البنك في تقديم عقود بتكوين الآجلة من بين المنتجات الأخرى بحلول منتصف شهر مارس الحالي، بعد وقفه سابقاً لمحاولة مماثلة بدأت في عام 2018، وفقاً للمصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه لأنه لم يجر الإعلان عن هذه الخطط.

رحلة جامحة

يرى إد مويا، كبير محللي السوق في شركة "أوندا" (OANDA) أنه "كلما زاد عدد البنوك التي تقدم تعليقات بناءة حول بتكوين، زادت احتمالية استمرار فقاعة المضاربة في النمو.

ويُبيّن دعم بنك "سيتي غروب" الكامل لعملة بتكوين أن العملة المشفرة مستمرة في كسب تأييد أكبر المؤسسات المالية في العالم. ويلفت دان لوب، رئيس شركة "ثيرد بوينت" (Third Point)، في منشور له على تويتر، إلى أنه كان يغوص بعمق في العملات المشفرة مؤخراً. وتابع قائلاً: "إنها اختبار حقيقي للانفتاح على الأفكار الجديدة والمثيرة للجدل".

وبينما تواصل البنوك التعمق أكثر في عالم أصول العملات المشفرة ، تنشغل مجموعة صغيرة من الشركات في اقتناص العملات المعدنية لإضافتها إلى ميزانياتها العمومية. وأعلنت شركة "مايكروستراتيجي" (MicroStrategy ) مؤخراً أنها اشترت 328 بتكوين إضافية، مما زاد مخزونها من العملة إلى حوالي 90859 بتكوين، تبلغ قيمتها الآن أكثر من 4 مليارات دولار.

وتراجع سعر بتكوين بنسبة 21% الأسبوع الماضي، حيث تخلى المستثمرون عن أصول المضاربة وسط ارتفاع في عائدات السندات. وأثار هذا التقلب تساؤلات حول ما إذا كان يمكن أن تكون العملة المشفرة مخزناً للقيمة وملاذاً للتحوط ضد التضخم. وأصر المنتقدون على أن الطفرة في أصول العملات المشفرة هي فقاعة مضاربة متجهة حتماً لتكرار الازدهار والانهيار الذي حدث عام 2017. بينما يَعتبر مويا أن "رحلة بتكوين الجامحة لم تنته بعد، ويبدو أن محاولة جديدة لاختراق حاجز 50 ألف دولار قد تلوح في الأفق، لاسيما إذا كان انحدار السندات قد انتهى حقاً. ويمكن للعملة المشفرة أن تنجو من الارتفاع المطرد لسندات الخزانة الأمريكية، ولكن ليس بنفس أسلوب تحركها التصاعدي الذي شهدناه الأسبوع الماضي".

تعدين العملات المشفرة

في سياق متصل، حظرت منغوليا الداخلية الصينية تعدين العملات المشفرة، وأعلنت أنها ستغلق كافة هذه المشاريع بحلول شهر أبريل المقبل، مما أثار القلق من اتخاذ الدولة الشيوعية المزيد من الخطوات للقضاء على هذا النشاط.

كما حظرت المنطقة المتمتعة بالحكم الذاتي، وهي المكان المفضل لدى القطاع بسبب الطاقة الرخيصة، مشاريع العملات المشفرة الجديدة، وفقاً لمسودة الخطة المنشورة على موقع لجنة التنمية والإصلاح بمنغوليا الداخلية في 25 فبراير الماضي. ويعتبر الهدف من الخطة هو الحد من النمو في استهلاك الطاقة إلى حوالي 1.9% في 2021.

وكتب بيتر بيريزين ، كبير الخبراء الاستراتيجيين العالميين في شركة "بي سي إيه ريسيرش" (BCA Research) للأبحاث ، في تقرير صدر حديثاً أن الكمية الهائلة من الطاقة اللازمة لتعدين بتكوين، واحتمال أن تخلق الحكومات المزيد من العقبات أمامها، يُشير إلى أن العملة المشفرة ستفقد معظم قيمتها بمرور الوقت".