فقاعة تكنولوجية ستجعل "تسلا" تبدو رخيصة

سيدة تتصفح متجر شركة "شوبي" (Shopee) للتجارة الإلكترونية التابعة لشركة "سي ليميتد"
سيدة تتصفح متجر شركة "شوبي" (Shopee) للتجارة الإلكترونية التابعة لشركة "سي ليميتد" المصدر: بلومبرغ
Tim Culpan
Tim Culpan

Tim Culpan is a Bloomberg Opinion columnist covering technology. He previously covered technology for Bloomberg News.

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تعد "سي ليمتد" (Sea Ltd) واحدة من الشركات التي ربما سمعتم بها أو لم تسمعوا بها قط، وسيلوم المستثمرون في جميع أنحاء العالم أنفسهم على تفويت فرصة الزيادة الهائلة في أسهمها.

لكن لا داعي للشعور بالأسف لبقائك على الهامش حتى في الوقت الذي ارتفع سهم شركة الإنترنت هذه التي تقع في جنوب شرق آسيا بنسبة 395% في العام الماضي، لأن الزيادة غير منطقية إلى حد كبير. ويشير "يوليم لي" من "بلومبرغ نيوز"، إلى أن "سي" كان ثاني أفضل الأسهم أداء بين الشركات التي تزيد قيمتها عن 100 مليار دولار، بعد شركة "تسلا". تبلغ قيمة "سي" الآن حوالي 29 ضعف إيراداتها لعام 2020، و16 ضعف المبيعات المقدرة لها للعام الجاري. وبالمقارنة، فإن مقاييس "تسلا" هي 21 مرة و14 مرة على التوالي.

سلطت نتائج "سي ليمتد" للربع الرابع والعام بأكمله والتي تم الإعلان عنها في وقت متأخر من يوم الثلاثاء، الضوء على التوقعات المرتفعة التي تأتي من قيمتها السوقية البالغة 128 مليار دولار. ومع ذلك، لم تعلن شركة الإنترنت عن ربع واحد رابح في العامين الماضيين، مقارنة بستة أرباع رابحة في شركة صناعة السيارات (تسلا). وفي الواقع، لم تحقق "سي" أرباحاً على الإطلاق ولا يتوقع المحللون أنها ستحقق ذلك في غضون العامين المقبلين.

وكما هو الحال عموماً مع الرهانات الكبيرة على الشركات غير الرابحة بشكل مزمن، يبدو أن المستثمرين يعتقدون أن النمو الهائل يضع "سي" على مسار نحو مستويات دخل تبرر التقييمات العالية، وهذه النظرة مبررة.

الاعتماد على لعبة وحيدة

تضم الشركة قسمين رئيسيين حالياً: الترفيه والتجارة الإلكترونية. ولديها قسم ثالث يسمى الخدمات المالية الرقمية التي تدور في الغالب حول خدمات الدفع المتوافقة مع أعمال البيع بالتجزئة عبر الإنترنت.

تعد التجارة الإلكترونية محرك النمو، حيث تضاعفت الإيرادات هناك في الربع الأخير والعام الماضي. ومع ذلك، فهي لا تزال غير مربحة، ليس فقط لأن الخدمات اللوجستية والتكاليف الأخرى آخذة في الارتفاع، ولكن لأن الشركة تستمر في إنفاق الكثير على التسويق لمجرد تحقيق أعلى النتائج.

من ناحية أخرى، فإن الترفيه هو القسم الرابح بغزارة. ورغم أن النمو هنا أبطأ، إلا أنه لا يزال بنسبة 77.5%، وإن كان الضوء لا يُسلط عليه رغم استمراره في دعم الشركة بأكملها. ما يقلقني هنا هو اعتماد "سي" الكبير على عنوان واحد، إنها لعبة "فري فاير" (Free Fire) على الإنترنت.

تقول "سي" إن "فري فاير" كانت أكثر لعبة للهواتف الذكية تم تنزيلها على مستوى العالم في العام الماضي، وهي المرة الثانية على التوالي التي تحصل فيها على هذا الشرف. ورغم أن هذا إنجاز مثير للإعجاب حقاً، إلا أن المستثمرين يحتاجون للتفكير في المدة التي يمكن للشركة استغلالها قبل أن يتعب المستهلكون ويمضون قدماً. من المؤكد أن "سي" تعمل بجد على تطوير ألعاب أخرى، سيجد بعضها مستويات قبول مختلفة بين اللاعبين، لكن هذا النجاح ليس مضموناً.

يمكن أن تكون هذه الوحدة، أي الخدمات المالية، العامل المرجح، وإن كانت تستنزف الأموال في الوقت الحالي. لكن الرهان هنا هو أنها قد تكون أقرب إلى "علي باي" (Alipay) التابعة لشركة "آنت غروب" (Ant Group) أو "وي تشات باي" (WeChat Pay) لشركة "تينيسنت هولدينغز" (Tencent Holdings). ربما تتمكن "سي" من تحويل عروضها إلى منصة مدفوعات شهيرة فقط، ولكن هناك الكثير من المنافسة في هذا المجال من أسماء مثل "غوجيك" (Gojek) و"غراب" (Grab) وحتى "لاين" (Line). إذا نجح القسم المالي الرقمي في "سي" في الاحتفاظ بحصة في السوق، فقد يفعل ذلك على حساب الهوامش التي قد تصب في صدارة الخسائر.

لدى المستثمرين الراغبين في المراهنة على مستقبل النمو الرقمي في جنوب شرق آسيا العديد من الأسباب للثقة في "سي". لكن هذا لن يبرر تلك التقييمات المرتفعة إلى الأبد.