دول آسيوية تستعد لإصدار "سندات زرقاء" لحماية البحار والمحيطات

آسيا لديها 100 ألف كيلو متر من الشواطئ وتحتاج لتمويل من أجل حمايتها من التلوث
آسيا لديها 100 ألف كيلو متر من الشواطئ وتحتاج لتمويل من أجل حمايتها من التلوث المصدر: غيتي إيمجز
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تعدُّ آسيا من أكثر المناطق في العالم التي تحتاج إلى نوعٍ جديدٍ من الديون المستدامة لتمويل مشروعات المياه، وحماية المحيطات في ظل امتلاكها شواطئ تمتد لمسافة 100 ألف كيلومتر.

وبرغم أنَّ ما يعرف بـ"السندات الزرقاء" نادر جداً، إلا أنَّ ذلك على وشك التغير في ظل تركيز المزيد من الدول الآسيوية المطلَّة على المحيط الهادي على تحسين استدامة الموارد المائية والحياة البحرية، وفقاً لوحدة إدارة الأصول في "بي إن بي باريبا".

وقال جابرييل ويلسون-أوتو، المدير العالمي لأبحاث الاستدامة في "بي إن بي باريبا" في هونغ كونغ: "أتوقَّع أن أرى المزيد من التركيز على استعادة وحفظ النظام البيئي، مما قد ينتج عنه المزيد من إصدار السندات المستدامة التي تركِّز على الاقتصاد الأزرق، والمياه، والمخلَّفات".

أول سندات زرقاء في العالم

بعد أن باعت سيشيل أوَّل سندات سيادية زرقاء في 2018، حذا حذوها عددٌ قليل يُعدُّ على الأصابع من المقترضين أغلبهم في آسيا، واستكمل مُصدِّرٌ صيني أوَّل صفقة زرقاء مزدوجة العملة في سوق خارجي في سبتمبر، وهي الصفقة الأولى من نوعها في المنطقة.

وأصدرت فروع "بنك أوف تشاينا" (Bank of China Ltd) في باريس ومكاو أذوناً لأجل ثلاث سنوات بقيمة 500 مليون دولار، وأذوناً لأجل عامين بقيمة 3 مليار يوان (464 مليون دولار) للمساعدة في مشروعات مرتبطة بالبحار، وانخفضت الفوارق على سندات البنك المقومة بالدولار بحوالي 26 نقطة أساس منذ بيعها، متفوِّقةً في الأداء على السوق الأوسع لسندات الشركات الصينية ذات التصنيف الائتماني من الدرجة الاستثمارية؛ إذ تراجع متوسط الفوارق بحوالي 23 نقطة أساس، وفقاً لبيانات بلومبرغ.

وفي نوفمبر، باع فرع البنك الصناعي (Industrial Bank Co) في هونغ كونغ سندات شبيهة بقيمة 450 مليون دولار.

أستراليا قد تنضم إلى السندات الزرقاء

وقد تنضمُّ أستراليا إلى القائمة الزرقاء، وتعمل مجموعة "بولينيشن" (Pollination Group)، شركة الاستشارات والاستثمار في التغير المناخي، مع مُصدِّرين من القطاع الخاص بما في ذلك بنوك لإصدار سندات شركات زرقاء، واستخدام العائدات لتمويل مشروعات تنوع بيئي في المحيطات، بحسب ما قال مارتيجن ويلدر، المؤسس الشريك، وأضاف أنَّها يمكن أن تولِّد "نقاط ائتمان كربونية زرقاء" يمكن بيعها لبرنامج خفض الكربون الخاص بالحكومة الأسترالية.

وقال متحدِّث باسم أنغوس تايلور، وزير الطاقة وخفض الانبعاثات الأسترالي: "تعدُّ النقاط الكربونية واحدة من خمس طرق ذات أولوية يتمُّ تطويرها في 2021 بموجب برنامج تسريع عمل". وأضاف أنَّ أكثر من 88 مليون طن متري من الخفض تمَّ ائتمانها بموجب منهجيات طوَّرتها الحكومة.

وأشار ريس بيثيرام، مدير الحلول البيئية في "جوبيتر أسيت مانجمنت" (Jupiter Asset Management)، إلى احتمالية إصدار أستراليا لأوراق مالية من أجل حماية الحيد المرجاني العظيم، وقال "إصدار المزيد من السندات الزرقاء سيكون مفيداً..فهي مجال استثمار يصعب دخوله نوعاً ما".

زيادة في إصدارات سندات "الاستدامة"

ارتفعت المبيعات العالمية من السندات الخضراء بشدَّة خلال السنوات الخمس الماضية، وبيع منها حوالي 233 مليار دولار في 2020، بارتفاع بنسبة 13% تقريباً مقارنة بالعام الذي يسبقه، وفقاً لبيانات بلومبرغ، وهو ما صاحبه مجموعة من الأوراق المالية الجديدة المباعة أو في الطريق للإصدار مثل السندات محايدة الكربون، أو سندات التحوُّل في الطاقة، أو ديون الطبيعة والاستدامة.

ويقول ويلسون-أوتو، إنَّ ظهور هذه المسميات بمثابة ظاهرة عالمية، إلا أنَّ خصائصها الأساسية في آسيا تركِّز على تحديات الاستدامة المحلية، التي تشمل الاقتصاد الأزرق الذي يتضمَّن قضايا المحيطات النظيفة، والصيد المستدام، والمخلَّفات البلاستيكية، والمياه، وخلق مدن مستدامة ذات تحول أفضل للطاقة، ومنازل معقولة التكلفة.

ويستهدف بنك التنمية الآسيوي الترويج لإصدار السندات الزرقاء عبر مبادرة تمويل المحيطات التي من شأنها توسيع استثماراته ومساعداته "للاقتصاد الأزرق" إلى 5 مليارات دولار مع حلول 2024، ويخطِّط البنك أيضاً بموجب المبادرة أن يقدِّم ضمانات إيرادات لتقليل المخاطر على المستثمرين.