صانعة سجائر "مارلبورو" تطلب إقناع الأمريكيين بأن النيكوتين ليس سيئاً

منتج "آيكوس" الذي تروج له الشركة. في الولايات المتحدة، تبيع "ألتريا" منتجات التبغ المسخَّن " IQOS"، وهو منتج خالٍ من الدخان ويقوم على تسخين التبغ بدلاً من إحراقه. واعتمدت إدارة الغذاء والدواء تسويقه على أنه أقل عرضة للكيماويات المضرة من دخان السجائر، ومع ذلك لا يرقى هذا الوصف إلى مستوى الادعاء بأنه أقلّ خطورة.
منتج "آيكوس" الذي تروج له الشركة. في الولايات المتحدة، تبيع "ألتريا" منتجات التبغ المسخَّن " IQOS"، وهو منتج خالٍ من الدخان ويقوم على تسخين التبغ بدلاً من إحراقه. واعتمدت إدارة الغذاء والدواء تسويقه على أنه أقل عرضة للكيماويات المضرة من دخان السجائر، ومع ذلك لا يرقى هذا الوصف إلى مستوى الادعاء بأنه أقلّ خطورة. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تسعى "مجموعة ألتريا" (Altria Group Inc)، صانعة سجائر "مارلبورو"، لتتخذ شريكا غير متوقَّع من أجل إقناع الأمريكيين بأن النيكوتين ليس سيئاً مثلما يعتقدون، وهذا الشريك عبارة عن جهة تنظيمية.

وطلبت الشركة –المالكة لفيليب موريس- من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، معالجة التصورات الخاطئة بشأن النيكوتين، كجزء من حملة إعلانية مقترحة بقيمة 100 مليون دولار لتقليل الضرر الناتج عن التبغ، وفقاً لخطاب اطّلعت عليه بلومبرغ.

وقالت "ألتريا" في الخطاب، مستشهدةً ببحث حكومي، إن الأمر سيكون صعباً لأن نحو ثلاثة أرباع البالغين الأمريكيين يتصورون خطأً أن النيكوتين يسبّب السرطان. وأضافت أن إزالة المخاطر الصحية للمستحضر ستكون مفتاح إدارة الغذاء والدواء لتقليل التدخين لأنها ستساعد المدخنين على الاتجاه إلى خيارات نيكوتين غير قابلة للاحتراق.

ووفقاً للمعهد الوطني لتعاطي المخدرات، وهو وكالة حكومية، ففي دخان السجائر ما لا يقل عن 60 مادة مسرطنة مؤكدة، كما أن من المعروف منذ سنوات أن النيكوتين ليس السبب المباشر لعديد من أمراض التدخين، حتى إن العقار يوصف لتخفيف التوتر وشحذ العقل، ولكن النيكوتين هو المكون الذي يجعل الناس مدمنين على منتجات التبغ، وله مخاطره أيضاً، بما في ذلك احتمال جعل الناس أكثر عرضة لإساءة استخدام المواد الأفيونية.

تصحيح مفاهيم صحية

وقالت بايج ماغنس، نائبة رئيس الشؤون التنظيمية في "ألتريا"، في الخطاب المرسل بتاريخ 25 فبراير: "على إدارة الغذاء والدواء أن تخصص موارد وخبرات لتصحيح المفاهيم المترسخة لدى العامة في ما يتعلق بالمخاطر الصحية للنيكوتين". وذكر الخطاب أن مثل هذه الحملة ستساعد الوكالة على حمل مزيد من المدخنين على استخدام المنتجات غير القابلة للاحتراق، وهو "ما من شأنه أن يمثّل مخاطر صحية أقلّ". ورفضت إدارة الغذاء والدواء التعليق على الأمر.

وتزداد المخاطر الواقعة على "ألتريا" التي لا تزال تولّد 86% من إيراداتها السنوية البالغة 20.8 مليار دولار من السجائر والسيجار، ولكن في ظل تباطؤ هذه السوق شديدة التنظيم، أصبح شعار الشركة ما تطلق عليه "الانتقال إلى ما بعد التدخين"، ولكن هذا التحول، الذي تبناه بقية قطاع التبغ، يمكن أن يتعثر إذا لم تباركه جهة تنظيمية وتروج لهذه الفئات الجديدة من المنتجات.

وتطلب "ألتريا" المساعدة وسط بيئة يعوق فيها المشرعون أي منتج يحتوي على تبغ أو نيكوتين، وتدرس إدارة الغذاء والدواء ما تقوله أي شركة بشأن مخاطر منتجاتها فقط بعد تقديم الأدلة العلمية.

خطورة قائمة

لدى إدارة الغذاء والدواء الإمكانات المادية والتسويقية للوصول إلى الجموع من خلال حملاتها التعليمية العامة، ولكن تستخدم الوكالة أغلب تلك الموارد لاستهداف نشر الوعي بشأن المخاطر الصحية للمنتجات التي تصنعها شركات مثل "ألتريا". وفي أحدث حملاتها الإعلانية "التكلفة الحقيقية" تقول إن التبغ المأخوذ عن طريق الفم يمكن أن يسبّب سرطان الفم وفقدان الأسنان وآلام الفك، كما أن "أغلب السجائر الإلكترونية تحتوي على مستويات خطيرة مسببة للإدمان من النيكوتين".

وقالت "ألتريا" إن منتجات النيكوتين الخالية من الدخان أقلّ خطورة، وعلى مدار أكثر من عقد طالبت إدارة الغذاء الدواء بتنظيم تلك المنتجات مع أخذ الخطورة الأقلّ في الاعتبار.

وفي الولايات المتحدة، تبيع "ألتريا" منتجات التبغ المسخَّن " IQOS"، وهو منتج خالٍ من الدخان ويقوم على تسخين التبغ بدلاً من إحراقه. واعتمدت إدارة الغذاء والدواء تسويقه على أنه أقلّ عرضة للكيماويات المضرة من دخان السجائر، ومع ذلك لا يرقى هذا الوصف إلى مستوى ادّعاء أنه أقلّ خطورة.

وتمتلك "ألتريا" أيضاً حصة في شركة "جوول لابس " (Juul Labs Inc)، التي تصنع السجائر الإلكترونية، وتتيح للمستخدمين استنشاق النيكوتين. وظلت الجماعات المناهضة للتبغ ووكالات الصحة العامة، بما في ذلك إدارة الغذاء والدواء، حذرة من هذه المنتجات، قائلة إنه على الرغم من عدم احتوائها على مسببات السرطان المعروفة لدخان السجائر، فإنها قد تشكّل مخاطر صحية أخرى غير معروفة جيداً. ومؤخراً بدأت الشركة بيع أكياس تؤخذ بالفم خالية من الدخان والتبغ بخمسة مستويات من قوة النيكوتين.

مُنتج خبيث وشركة ذكية

وقال إريك ليندبلوم، كبير المستشارين السابقين لمركز منتجات التبغ التابع لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية، وهو الآن باحث أول في معهد أونيل، مركز الأبحاث الصحية في جامعة جورج تاون: "النيكوتين ليس مُنتَجاً حميداً"، وأوضح أن الدراسات تُظهِر أنه يمكن أن يتداخل مع نموّ المخ ومشكلات الولادة، وقال إنه "بمثابة نبتة سامَّة عند أخذه بجرعات كبيرة".

ولفت ليندبلوم إلى أن الضغط على إدارة الغذاء والدواء للمساعدة على تغيير سمعة النيكوتين يمكن أن يفيد منتجات "ألتريا" الجديدة منخفضة المخاطر. وكانت الوكالة اقترحت أنها قد تخفض مستوى النيكوتين الذي يمكن استخدامه بشكل قانوني في المنتجات القابلة للاحتراق، وهو ما من شأنه أن يشوّه سمعة النيكوتين أكثر في أذهان العامة.

وقال ليندبلوم: "إنها شركة ذكية، فهي تريد خط إنتاج يمكنه النجاة، بغضّ النظر عما تفعله إدارة الغذاء والدواء".