هل يتجاهل سوق الائتمان الصيني حالات التعثر في سداد السندات؟

الصين تتدخل لضبط سوق السندات
الصين تتدخل لضبط سوق السندات المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

بعد شهرين فقط من عام 2021، بدأت بعض أسوأ المخاوف بشأن الائتمان الصيني في الظهور، ومع هذا بالكاد ستعرف ذلك إذا نظرت إلى السوق الأوسع.

حيث أظهرت مؤشرات " تشينابوند" (Chinabond) أن متوسط الفروق بين الأوراق المالية الصينية ذات التصنيف الأعلى من 3 إلى 5 سنوات عن تلك الأوراق النقدية الحكومية المكافئة قد توسع مؤخراً، مع اقتراب الأخيرة من أدنى مستوى لها منذ أوائل عام 2020 في يوم الأربعاء.

واستقرت الفروق في مؤشرات سندات تمويل الحكومة المحلية على الرغم من ظهور بعض الضعف بين الأوراق النقدية الفردية.

كان مستثمرو الديون بالكاد يرمقون عندما اندلع الضغط في قطاعين مهمين - العقارات ومقترضو "الكيانات التمويلية التابعة للحكومات المحلية" (LGFV)- في إشارة إلى أن بكين تمكنت من إدخال انضباط أكبر في السوق، والسماح لمزيد من الشركات بالتخلف عن السداد دون توليد مخاطر نظامية تؤدي إلى انخفاض الائتمان الجيد مع ذاك السيئ.

كما حذر أكبر منظم مصرفي في الصين هذا الأسبوع من الحاجة إلى تقليل الرافعة المالية وسط تزايد مخاطر حدوث فقاعات على مستوى العالم وفي قطاع العقارات المحلي.

وتعثرت شركة العقارات المضطربة "تشاينا فورتشن لاند ديفيلوبمنت كو" (China Fortune Land Development Co) عن سداد سندات بقيمة 530 مليون دولار كانت مستحقة يوم الأحد، وقال بعض حامليها إنهم فشلوا في تلقي مدفوعات لسندات بقيمة ملياري يوان (309 ملايين دولار) أصبحت مستحقة في يوم الأربعاء.

ومن جانب آخر، فشلت مجموعة "تشونغتشينغ إينيرجي" "(Chongqing Energy Investment Group) المدعومة من الحكومة المحلية في سداد 915 مليون يوان من الفواتير التجارية المستحقة يوم الاثنين، وفقاً لما ذكره شخص مطلع على الأمر استشهد بإخطار الشركة الذي تم إرساله إلى لجنة الدائنين.

ويقول "دان وانغ"، وهو محلل الائتمان في "بلومبرغ إنتليجنس": "من غير المرجح أن تؤدي أحداث الائتمان في "تشونغتشينغ إينيرجي" و "تشاينا فورتشن لاند ديفيلوبمنت" إلى خلق مخاطر عدوى تنتشر إلى أوسع من المقاطعات الفردية، حيث تكون هناك هذه الشركات أكثر تعرضاً لحدوث ذلك".

وفي حالة شركة "تشونغتشينغ إينيرجي"، يمكن التحكم في المخاطر الهيكلية لأن هذه الشركة المملوكة للدولة كانت أضعف في إصدارات المنطقة المحلية منذ فترة، مع إصدارها سندات عامة واحدة بالدولار، ولا توجد سندات عامة محلية قائمة.

محافظ الخطر

لا تزال هناك علامات على الاضطراب، على الرغم من أنها اقتصرت إلى حد كبير على مجموعات أصغر من المقترضين الأضعف. ويوم الأربعاء، تراجعت السندات من "الكيانات التمويلية التابعة للحكومات المحلية" الأخرى في "تشونغتشينغ" لكنها استقرت منذ ذلك الحين، حسب عروض التسعير المجمعة من بلومبرغ.

وارتفعت السندات الدولارية لشركة "تشونغتشينغ نانان أوربان كونستراكشن آند ديفالوبمنت غروب" (Chongqing Nan’an Urban Construction & Development Group Co) المستحقة في عام 2026 بـ 0.4 سنتاً على الدولار إلى 92.8 سنتاً يوم الخميس بعد انخفاضها 6 سنتات في اليوم السابق.

وتمثل بعض الشركات المرتبطة بالحكومة في "يونان" أيضاً خطراً، وفقاً لملاحظة من "نومورا انترناشونال هونغ كونغ المحدودة" (Nomura International HK Ltd) ذكرت فيها أنه "المشكوك فيه" أن السوق الخارجية والداخلية ستلمس "عزلاً تاماً للمخاطر" بين ثلاث شركات معينة مملوكة للدولة و"الكيانات التمويلية التابعة للحكومات المحلية" الموجودة هناك نظراً للدعم المصرفي المماثل لهم وآجال الاستحقاق الداخلية الكبيرة، وذلك بحسب ما ذكره المحلل "كلير جو".

وفي سوق السندات الصينية ذات درجة غير استثمارية، التي تهيمن عليها شركات العقارات، قال متداولون إن متوسط الأسعار انخفض بنحو 0.25 سنت يوم الخميس، بينما تراجعت أسواق الأسهم بحدة.

وارتفع متوسط العوائد بمقدار 0.2 نقطة مئوية إلى حوالي 8% يوم الأربعاء، وبقي أقل بقليل من المتوسط المتحرك لمدة 100 يوم، وفقاً لمؤشر "بلومبيرغ باركليز".

ومع ذلك، يحذر بعض المحللين من أن مشاكل ديون "تشاينا فورتشن لاند ديفيلوبمنت كو" هي الضحية الأولى لموقف سياسة بكين المتشدد تجاه مطوري العقارات، بما في ذلك "الخطوط الحمراء الثلاثة". وهو ما من شأنه حسب التوقعات أن يلقي هذا بثقله على المقترضين الأضعف وذوي الاستدانة العالية.