استخدام السيارات الخاصة وتعافي المصانع يرفع الطلب على النفط في الصين

الضباب الدخاني يعود للصين مع عودة نشاط المصانع
الضباب الدخاني يعود للصين مع عودة نشاط المصانع المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تشهد الصين تزايد وتيرة استهلاك الوقود بقوة، ما يجعل العاصمة بكين مغطاة بالضباب الدخاني، متجاوزة مخاوف تفشي وباء كورونا خلال عطلة العام القمري الجديد والذي كان يهدد الانتعاش القوي.

وارتفع استهلاك البنزين والديزل حتى الآن إلى ما فوق مستويات ما قبل كوفيد-19، بعد عودة نشاط المصانع ومشاريع البنية التحتية بشكل أسرع من المتوقع بعد العطلة.

وهدد تفشي الفيروس قبل العطلة بتقليل الطلب، لكن استقل الكثيرون من الناس سياراتهم لتجنب الإصابة وواصلوا السفر محليا.

وشهدت بكين أكبر تأثير لتحرك المزيد من السيارات، إذ تعرضت لأسوأ ضباب دخاني خلال 12 شهرا في مطلع فبراير، ولم تسترد الهدوء بعد إلا قليلا.

وشهدت المدن الرئيسية في مقاطعة خبي القريبة من العاصمة بكين مستويات تلوث متوسطة يوم الخميس، وفقا لـ " تشاينا ناشيونال انفيرومنتال مونيترنغ سنتر".

وقال سينجيك تي، المحلل بشركة "إس أي أيه إنرجي" لخدمات الاستشارات في بكين: "ارتفع الطلب على البنزين والديزل في الصين فوق معدل نموه المعتاد على أساس سنوي منذ بداية العام".

وأوضح أن استهلاك الديزل ارتفع بنحو 10% خلال الشهرين الأولين من عام 2021 على أساس سنوي، بينما زاد استخدام وقود السيارات بنسبة 3.2%.

واستعاد حوالي 79% من المصانع والشركات وتيرة الإنتاج الكامل بعد العام القمري الجديد، في وقت مبكر كثيرا مقارنة بالسنوات السابقة، وفقا لمسح شمل أكثر من ألف شركة للطاقة والبتروكيماويات في 30 مقاطعة ومنطقة.

وأجرت الاستطلاع شركة "أويل كيم" ومركز أبحاث التنمية التابع لمجلس الدولة الصيني (مجلس الوزراء) وشمل شركات التجارة واللوجستيات والتصنيع.

تحسن خلال الشهور الأولى من العام

وقال خه ليفينغ، رئيس وكالة التخطيط الاقتصادي في الصين، على هامش انطلاق اجتماع المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، أعلى هيئة تشريعية في البلاد، في بكين يوم الجمعة، إن اقتصاد البلاد استقر وتحسن في الشهرين الأولين من 2021، مع زيادة استهلاك الطاقة وتوليدها بأكثر من 20%.

وفي وقت سابق من العام الجاري، أدى انتشار الفيروس في "خبي" إلى توجيه السلطات نصائح للمواطنين بعدم القيام بزيارة مسقط رأسهم كما اعتادوا سنويا، لقضاء العطلات، مما أثار مخاوف بشأن تضرر الطلب على الوقود.

واختار الكثيرون من الصينيين عدم السفر لمسافات بعيدة، وأشار تقرير صادر عن خدمات خرائط "بايدو" إلى أن حركة الأفراد داخل المدن التي يعيشون فيها كانت أعلى في عام 2021 مقارنة بالعامين السابقين.

وأدى البقاء في المنازل إلى ارتفاع غير متوقع في استهلاك الوقود وفق مصادر متعددة، إذ جمعت الخدمة البريدية وسلمت أكثر من 660 مليون طرد خلال العطلة، أي ما يقرب من ثلاثة أضعاف عملها خلال نفس الفترة من 2020، وفقا لبيانات وزارة النقل الصينية.

واستمر الناس في استخدام سياراتهم، مع ازدحام حركة المرور في ساعات الذروة خلال أيام الأسبوع في مدن مثل شنغهاي خلال الأسبوع الماضي أكثر من نفس الفترة من عام 2019، وفقًا لشركة الملاحة "توم توم إنترناشيونال بي في".