"أبولو" و"فيشي" يشتريان فنادق "فيغاس ساندز" بـ 6.25 مليار دولار

مشاة يمرون أمام منتجع " فينيشيان ريزورت" في لاس فيغاس بنيفادا في الولايات المتحدة، يوم الأحد، 18 أكتوبر 2020
مشاة يمرون أمام منتجع " فينيشيان ريزورت" في لاس فيغاس بنيفادا في الولايات المتحدة، يوم الأحد، 18 أكتوبر 2020 المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

وافقت شركة "لاس فيغاس ساندز"، أكبر مشغل كازينوهات في العالم من حيث القيمة السوقية، على بيع ممتلكاتها في لاس فيغاس إلى "أبولو غلوبال مانجمنت" و"فيشي بروبرتيز" مقابل 6.25 مليار دولار، لتعيد الشركة تركيزها على منتجعاتها الآسيوية الناجحة والفرص المحتملة الأخرى في الولايات المتحدة.

وقالت الشركتان في بيان صدر يوم الأربعاء إن شركة "أبولو" ستدير العقارات التي ستمتلكها "فيشي" وهي صندوق استثمار عقاري. ولم تتجاوز عائدات منشآت "فينيشيان" و"بالازو" ومنشآت المؤتمرات المرتبطة بهما في فيغاس 15% من إيرادات ساندز في عام 2019، قبل انتشار جائحة فيروس كورونا.

ارتفعت أسهم "ساندز" بحوالي 2.8% لتصل إلى 66.77 دولار في بورصة نيويورك يوم الجمعة، بينما ارتفعت أسهم "أبولو" بنسبة 2% لتصل إلى 50.90 دولار، وارتفعت قيمة "فيشي" بنسبة 2.3% إلى 29.12 دولار. ولم يكن هناك تغيير يذكر على أسهم "ساندز تشاينا" عند الساعة العاشرة صباحاً في هونغ كونغ.

في العام الماضي، أشارت "ساندز" إلى أنها لم تعد ترى لاس فيغاس، موطنها الأصلي، كأولوية عندما استعانت بمستشارين لجذب الاهتمام بالعقارات.

وحددت الشركة أكثر من 5 مليارات دولار في خطط الإنفاق الرأسمالي في منتجعاتها على مدى السنوات الخمس المقبلة، وركز معظمها على ماكاو وسنغافورة، اللتين حققتا 85% من إيراداتها في عام 2019.

التركيز على آسيا

قال روبرت غولدستاين كبير المديرين التنفيذيين لشركة "ساندز" في البيان: "تركز الشركة على النمو، ونرى فرصاً مجدية على عدة جبهات. ستبقى آسيا العمود الفقري لهذه الشركة وتحتل مشاريع التطوير في ماكاو وسنغافورة جُلّ اهتمامنا".

وتدرس الشركة أيضاً الحصول على دور في قطاع الألعاب عبر الإنترنت سريع النمو، وهو الأمر الذي تجنبه مؤسسها الراحل، شيلدون أديلسون الذي توفي في يناير.

تراهن شركة "أبولو"، عملاق الشركات ذات الملكية الخاصة، على عودة سريعة لمركز القمار في أمريكا مع تراجع تفشي الوباء، وتخطط لتسويق المنتجع الراقي للمقامرين بشكل خاص، وتقديم روابط للمستهلكين من خلال بعض الشركات الأخرى في محفظتها. كما يمكن أن يكون المنتجع بمثابة نقطة محورية لأعمال المراهنات الرياضية سريعة النمو في الولايات المتحدة.

وقال أليكس فان هوك، الشريك في "أبولو" في بيان له: "إن الاستثمار يؤكد قناعتنا في انتعاش قوي في لاس فيغاس حيث تبشر اللقاحات بعودة قطاعي الترفيه والسفر في الولايات المتحدة وفي جميع أنحاء العالم".

الاستثمار بالكازينوهات

قامت شركة "أبولو" بعدد من الاستثمارات في أنشطة المقامرة مؤخراً، منها شركة "غريت كانيدايان غايمينغ"، وهي إحدى أكبر شركات تشغيل الكازينوهات في ذلك البلد، وشركة "سازكا غروب" الأوروبية المشغلة لليانصيب.

كما أن "أبولو" إلى جانب "تي بي جي" امتلكت شركة "كايسارز إنترتيمنت" لعدة سنوات، وقد استحوذت عليها الشركتان في صفقة بقيمة 30.7 مليار دولار في ذروتها في السوق في عام 2008. كافحت الشركة لسنوات تحت عبء ديونها قبل أن يَبِعْها المستثمرون. تم فصل "فيشي" ضمن عملية إعادة هيكلة "كايسارز".

تمويل البائعين

ستحصل الصناديق التابعة لشركة "أبولو" على الأصول والالتزامات التشغيلية لأعمال "لاس فيغاس" مقابل حوالي 2.25 مليار دولار، وفق شروط الصفقة، تتضمن 1.2 مليار دولار من تمويلات البائعين. وستشتري "فيشي" العقارات والأصول بمنتجع "فينيشيان" مقابل 4 مليارات دولار نقداً.

من شأن بيع عقارات فيغاس أن يمثل خروجاً حالياً "لساندز" من صناعة القمار في الولايات المتحدة. وتتضمن الصفقة شراء منتجعات وفنادق "فينيشيان" و"بالازو" و"ساندز إكسبو كوفينشن سنتر" على طول شريط المدينة الشهير. ومع ذلك، فقد كانوا جزءاً صغيراً ومنكمشاً بالفعل من الشركة، وقد تضررت أعمال المؤتمرات في لاس فيغاس بشدة من فيروس كورونا والقيود التي تسبب بها على التجمعات الكبيرة.

قد يسمح عائد عملية البيع للشركة بتمويل فرص التطوير الأخرى.

وكانت ساندز انسحبت من منافسة بناء كازينو في اليابان العام الماضي بسبب شروط وصفها التنفيذيون بأنها غير مواتية. لكن الشركة أعربت عن اهتمامها بالبناء في نيويورك، والتي قد تدرس زيادة عدد الكازينوهات المسموح بها في الولاية. كما تعتبر تكساس سوقاً محتملاً آخر للنمو، رغم أن بعض المشرعين البارزين هناك أشاروا مراراً وتكراراً إلى معارضتهم لإضفاء الشرعية على أعمال الكازينو.

وتعد شركة "ساندز" المشغل الأمريكي الرئيسي الوحيد الذي لا يركز على نشاط على الإنترنت أو المراهنات الرياضية في البلاد. عقد غولدستاين، كبير المديرين التنفيذيين للشركة محادثات مع شركاء محتملين، وهو أمر يمكن أن يمثل تركيزاً أكبر مع العائدات النقدية من البيع.

الاحتفاظ بالمقرات

تعتزم "ساندز" الاحتفاظ بمقرها الرئيسي في لاس فيغاس. كما ستحافظ عائلة أديلسون، التي تقودها الآن ميريام أرملة شيلدون، على وجودها من خلال ملكيتها لأكبر صحيفة في المدينة، "لاس فيغاس ريفيو جورنال". في حين يشغل صهر ميريام، باتريك دومون، منصب رئيس شركة "ساندز".

قد تفكر الشركة في استئناف توزيع الأرباح، وإعادة شراء الأسهم وديون التقاعد، خاصة مع انتعاش أعمالها في آسيا. تمول شركة "ساندز" 1.2 مليار دولار من سعر شراء "أبولو" بمذكرة مدتها ست سنوات تبدأ بفائدة 1.5% وترتفع إلى 4.25% بعد ثلاث سنوات، وفقاً لأشخاص مطلعين على الشروط.

عملت مجموعة "غولدمان ساكس" كمستشار مالي لشركة "لاس فيغاس ساندز" في الصفقة الأخيرة، بينما كانت شركة "سكادين، آربس، سلات، مياغر وفلوم" مستشارها القانوني.

كان شيلدون أديلسون من أشد المؤمنين بمفهوم المنتجعات التي تربط مساحة الاجتماعات للمسافرين من رجال الأعمال بالكازينوهات. وحقق بصفته رائد أعمال طوال حياته أول ثروة حقيقية له في مجال المعارض التجارية، حيث قام ببناء مركز مؤتمرات "ساندز" والفنادق المتصلة به، ونسخ تلك الصيغة في وقت لاحق في الخارج. لكنه كان أيضاً قادراً على التخلي عن المنشآت التي طورها، كما فعل في الماضي مع متاجر "غراند كانال شوبس" بمنتجع "فينيشيان" في لاس فيغاس وكازينو في ولاية بنسلفانيا.

قال غولدستاين إن الصفقة الحالية: "ستحيي إرث أديلسون في الوقت الذي ستبدأ فيه فصلاً جديداً في تاريخ هذه الشركة".