هل انتهى عصر بِنطال "الجينز" الضيق؟

تراجع في الإقبال على الجينز الضيق لصالح الواسعة المريحة
تراجع في الإقبال على الجينز الضيق لصالح الواسعة المريحة المصور: pinkypills/Fuse
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

إذا كنتِ تخشين من اضطرارك لحشر نفسك في بنطالك الضيق بعد عام من ارتداء البنطال الرياضي المريح، فلدي أخبار سارة؛ أنتِ لستِ مضطرة لذلك الآن، فلقد انتهى عصر الجينز الضيق.

لاحظ العديد من الأسماء الكبيرة المتخصصة في هذا النوع من البناطيل الزرقاء، مؤخراً هجرة المستخدمين بعيداً عن هذه الصورة النمطية التي تحدد سمة العصر.

وأخبر فران هورويتز، الرئيس التنفيذي لشركة "أبيركرومبي آند فيتش" Abercrombie & Fitch Co، المستثمرين يوم الثلاثاء أن "أهمية الجينز الضيق قد قلت".

وقالت جينيفير فويل، المديرة الإبداعية بشركة "أمريكان إيغل أوت فيترز إنك"، خلال حديثها في مكالمة حول الأرباح، إن هناك "تحولا إلى الجينز الأكثر مرونة" بين النساء.

وليس من المستغرب أن تكون هذه السلاسل التي تركز على الجيل "زد" في مقدمة التغيير، نظراً لأن التركيبة السكانية المستهدفة كانت تسخر من "جيل الألفية" على "تيك توك" بسبب التزامها الثابت وتقديسها لمقاييس النحافة والشعر المنقسم.

كما أن شركة "ليفي شتراوس آند كو" المعروفة بـ "ليفايس" التي تستحوذ على مجموعة أكبر من المتسوقين، لاحظت أيضاً الاختلاف. ففي أواخر شهر يناير، أخبر تشيب بيرغ، الرئيس التنفيذي للشركة، المستثمرين بأنه يوجد "اتجاه بالتأكيد نحو المزيد من الملابس غير الرسمية الفضفاضة"، بما في ذلك الجينز.

وأضاف أن أصناف العلامة التجارية الواسعة والمستقيمة كان أداؤها "جيداً حقاً" في الشهور الأخيرة.

الجينز الضيق فقد مكانته

وعندما أقول إن الجينز الضيق قد انتهى، فأنا لا أعني أن أحداً لن يشتريه، فلا يزال يمثل شراؤه حوالي 35% من مبيعات الملابس النسائية في الولايات المتحدة، وفقاً لمجموعة "إن دي بي غروب" NDP Group، وهي حصة أكبر من أي نمط آخر.

ولكن أعني بدلاً من ذلك، أن الجينز الضيق فقد مكانته الرئيسة في خزائن الملابس النسائية، ولم يعد ملبساً من المفترض شراؤه.

وفي الواقع، تقول ماريا روغلو، محللة الملابس بمجموعة "إن دي بي"، إن أنواعاً أوسع تكتسب حصة سوقية، بما في ذلك نوع الجينز المعروف باسم "مام جين" mom jean، وهو دليل قاطع على أنه يمكن للملابس الأكثر ازدراء أن تولد من جديد وأن تتسم بالروعة.

ويجب أن يحتفي تجار التجزئة في قطاع الملابس الفاخرة أو المنخفضة السعر، بانتشار هذا المظهر الجديد، لأنه من المحتمل أن يؤجج بعض الطلب في صناعة تحتاج ذلك بشدة، بعد عام من تعرضها لوباء كورونا.

تحول ذوق المستهلكين قد ينعش قطاع الملابس

ويميل متسوقو البناطيل الفضفاضة حالياً إلى الحصول على خصر مرتفع وفتحات أرجل واسعة، ولكن ليس إلى درجة الحفيف أو الانسيابية.

وأخبر مايكل ريمبل، رئيس العمليات في "أمريكان إيغل"، المستثمرين أن "تغيير الاتجاه إلى الجينز البوقي "بوتومز" bottoms يعد أمراً رائعاً لأعمال الشركة".

والحقيقة أنه محق.. ليس فقط لأن السلسلة تحصل على حصة كبيرة من مبيعاتها من الملابس الزرقاء، بل لأنه يمكن للتغيير الرئيسي في البناطيل أن يصبح محوراً أوسع في الموضة، ما سيمنح الناس حافزاً لتحديث خزانات ملابسهم كاملاً.

سيؤدي الشكل المحدَّث للبناطيل إلى خلق اتجاه جديد في قطع الملابس العلوية، وشكل الأحذية الطويلة، وأطوال المعاطف، ويمكن أن يخلق ذلك لدى المتسوق شعوراً بأن كل شيء في خزانة ملابسه يجب أن يمر عبر هذا الاتجاه الجديد، وهذا بدوره يمثل فرصة لتجار التجزئة.

ولا يمكن للاتجاهات الجديدة في بناطيل الجينز أن تعوض كلية التحديات الكبيرة التي ستواجهها متاجر الملابس في عام 2021. فلن تجد العديد من النساء سبباً لشراء أحدث الإطلالات طالما ليس لديهن أية حفلات أو إجازات.

ولكن يبقى للجينز المريح فائدة وجاذبية، حتى وإن غابت الأنشطة الاجتماعية العادية. فهذا الجينز المريح يعد مناسباً لنمط الحياة غير الرسمية، كما لا ينبغي للنساء أن يشعرن بأنهن يخاطرن بتتبعهن للموضة لأنهن يتمتعن بنفس الشكل والمظهر الأكثر مرونة في بنطلونات الركض والبناطيل المريحة التي كن يرتدينها خلال العام الماضي.

موضة جديدة للجينز

سيسخر بعض القراء من تصريحي حول انتهاء صلاحية الجينز الضيق لأنهم يرون أن الاتجاه في الموضة لم يمر بهذه الحيوية منذ عدة سنوات وإلى الآن، إلا أن عدداً من أنواع بناطيل الجينز غير الضيقة اجتذب قوة مؤخراً، بما في ذلك الأطراف القصيرة، والضيق عند الوسط والمتسع في الأسفل، وما يسمى بالجينز الصلب غير المطاطي.

ومن المؤكد أنه سيسهل تحديد هذه العناصر في منشورات الشخصيات المشهورة والمؤثرة على "إنستغرام"، وعلى الرفوف الرقمية لمواقع التسوق المتخصصة في تقديم الاتجاهات الجديدة للموضة.

ورغم هذا، أعتقد أن ما بدأ يحدث الآن يحمل أفقاً أبعد من ذلك، فلقد بدأت تتأسس جمالية جديدة ستلحظها جميع النساء، حتى غير المهووسات بالأناقة.

وسيكون هذا المظهر الجديد في نفس مكانة ما كان عليه الجينز البوقي "بيل بوتيمز" bell bottoms في السبعينات، وما كان عليه "الجينز الأسيد" الملطخ بالبقع "آسيد ووش" acid wash في الثمانينات، وما كان عليه الجينز المائل إلى المظهر الفضفاض "بوت كات" bootcut في التسعينات- وهو اتجاه منتشر في كل مكان تقريباً، ولا يمكنك سوى المشاركة فيه.

وكنت قد كتبت في عام 2016 عن اقتراب انحسار عصر الجينز النحيف، إن لم يكن قد بدأ بالفعل.

لقد كان تراجعاً بطيئاً بشكل لافت للنظر، ولست متأكدة تماماً من السبب، الذي قد يرجع إلى أن الملابس الرياضية كانت ساخنة للغاية، حيث تمكنت من إضفاء الإثارة للملابس دون الإضرار بعرش الملابس الضيقة.

تأثير السوشيال ميديا على الموضة

تدور أحاديث عرضية في مجال البيع بالتجزئة حول ما إذا كانت اتجاهات الملابس الجماعية ستحدث بعد الآن في عالم وسائل التواصل الاجتماعي المجزأ والسريع فيما بعد.

ومن المؤكد أن العمر الافتراضي لصرعات الموضة قد تم اختصاره، ما أدى إلى ظهور منافذ مثل "نورمكور" normcore و"كوتيج كور" cottagecore، التي انتشرت بشكل محدود.

إلا أن العمر الطويل غير المتوقع للجينز الضيق يقدم دليلاً على أن أفكاراً معينة في الموضة يمكن حقاً أن تنتشر في العالم بأكمله. هذا صحيح أيضاً في الأعمال الإبداعية الأخرى، حيث لا نزال نرى بعض القوى المؤثرة في الصناعة، مثل أفلام الأبطال الخارقين ودريك، رغم الانقسام في عادات المشاهدة والاستماع.

وعلى سبيل المثال، أنا سعيدة بتقاعد بنطال الجينز الضيق، فيبدو ارتداء الملابس المختلفة وكأنه بداية جديدة، وهو شيء أجد نفسي ترحب به بحماسة بعد عام حالك للغاية.