لماذا يتجاهل الفيدرالي الأمريكي ارتفاع عائدات السندات الحكومية؟

الدولار الأمريكي
الدولار الأمريكي المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

خلال الأسبوع الماضي، اتخذت ثلاثة بنوك مركزية هي البنك المركزي الأوروبي، والأسترالي، والنيوزيلندي خطوات لكبح ارتفاع العائدات على سندات الخزانة آجال 10 سنوات، بعكس الفيدرالي الأمريكي الذي ترك العوائد على سندات الخزانة الأمريكية ترتفع. وهذا هو الموقف المعاكس تماماً لأسواق السندات الأمريكية، حيث يقدم بنك الاحتياطي الفيدرالي سبباً إضافياً لتمديد مرحلة توطيد الدولار الأمريكي بشكل خاص بعد الموافقة على حزمة التحفيز 1.9 تريليون.

ومع التعافي العالمي المتسارع يمتد التحرك إلى أعلى في العوائد، ويمكن لسندات الخزانة الأمريكية آجال 10 سنوات اختراق 1.9% بسهولة في غضون العام، وهو ما قد يعزز من قيمة الدولار أمام العملات الأخرى.

ويمثل ارتفاع العائد على سندات الخزانة الأمريكية مصدر قلق حقيقي للمستثمرين الذين يحتفظون بالذهب كملاذ آمن وأيضاً شركات التكنولوجيا التي سوف أتطرق إليها لاحقاً، حيث لا يزال التحدي يكمن في مخاطر امتلاك أصول باهظة الثمن بدون عائد ومقارنة مع السندات الحكومية الأمريكية التي أيضاً تؤخذ كملاذ آمن، وتدر عائدا، فيصبح الذهب في منافسة ومواجهة أمام العملات والأصول الرقمية البديلة.

ولكن في حال ظهور نظرة أضعف للدولار الأمريكي مع زيادة الطلب القوي في الأسواق الناشئة على المعادن الثمينة، فمن الممكن أن يندفع سعر الذهب للأعلى مرة أخرى، وقد يخترق بسهولة 1900 دولار للأونصة.

التأثير على سوق الأسهم

خلال الأسبوعين الأخيرين حينما ارتفع عائد سندات الـ 10 سنوات، ظهرت عمليات بيع في سوق الأسهم وعلى وجه الخصوص مؤشر ناسداك، حيث إن العائد من أرباح شركات التكنولوجيا هو هدف مستقبلي مرتبط بتاريخ التوزيعات.

بينما يعني ارتفاع عائد السندات زيادة في معدل الخصم، وهذا يعني أن الأرباح المستقبلية أقل بكثير، حيث يتم خصمها، وبطريقة أخرى فإن أي أرباح مستقبلية تقسم على معدل الخصم. وكلما زادت عوائد السندات أي معدل الخصم، زاد المقام، وبالتالي انخفضت الأرباح المستقبلية لليوم.

ورغم ذلك لم يؤد ارتفاع عائد السندات الأمريكية يوم الجمعة إلى عمليات بيع في سوق الأسهم، حيث أعيد تقييم السوق حيث جاء ارتفاع العائد نتيجة توقعات النمو الاقتصادي القوي، وليس فقط مخاوف التضخم.

كان النمو الاقتصادي القوي واضحاً في بيانات التوظيف القوية يوم الجمعة، وهذا أمر إيجابي للأسهم. لكن أسهم التكنولوجيا لديها علاقة عكسية مع ارتفاع العائد على سندات الخزانة الأمريكية العشرية. وأداء هذه الأسهم عبارة عن آلية خصم: إنها طريقة لمحاولة معرفة قيمة التدفق النقدي المستقبلي - أو الأرباح - اليوم.

هذا النموذج، المعروف باسم نموذج التدفق النقدي المخصوم، هو لب مشكلة أسهم التكنولوجيا. وهذا يعني الآتي:

أن الدولار اليوم يساوي أكثر من دولار في المستقبل، لأن هذا 100 دولار أصبح 102 دولار إذا استثمرت في سند.

ما قيمة الدولار المستثمر اليوم في سهم قد ترغب في الاحتفاظ به، على سبيل المثال، لمدة خمس سنوات؟ يتم تقييم معظم الأسهم بناءً على مقدار النقد الذي يمكن أن تولده في المستقبل. يستخدم التدفق النقدي المخصوم كصيغة لمعرفة القيمة الحالية للتدفق النقدي المتوقع في المستقبل. وهذا ليس بالأمر السهل اكتشافه. والسؤال الآن ما هي السياسية التي ستتخذها البنوك المركزية مع ارتفاع عائدات السندات؟ وكيف سينعكس ذلك على سوق الأسهم؟