ماذا تعني صفقة "لوبوتان" لمالك "فيراري"؟

حذاء من ماركة "لوبوتان" ذو النعل الأحمر الشهير
حذاء من ماركة "لوبوتان" ذو النعل الأحمر الشهير المصدر: أ ف ب
Andrea Felsted
Andrea Felsted

Andrea Felsted is a Bloomberg Opinion columnist covering the consumer and retail industries. She previously worked at the Financial Times.

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

لا يبدو أنَّ الوقت الحالي هو الأفضل لشراء حذاء بالكعب العالي، لكنَّ "إكسور"، وهي الشركة القابضة لعائلة الملياردير الإيطالي أنييلي، استحوذت على 24% في "كريستيان لوبوتان" مقابل 541 مليون يورو (642 مليون دولار)، وتقدَّر هذه الصفقة قيمة صانع الأحذية ذات النعل الأحمر الشهير بـ 2.3 مليار يورو.

وتعدُّ هذه الصفقة رهاناً على التعافي الاقتصادي الذي يغذيه اللقاح.

وإذا كنا على وشك دخول عقد عشرينيات القرن الحادي والعشرين المزدهر، فستكون لوبوتان"جوهرة التاج" لعائلة "أنييلي"، وسوف تتألق جنباً إلى جنب مع "فيراري".

ومع ذلك سيبقى الاستمرار صعباً، ولكن إن تمكَّنت "إكسور" من الاستفادة من انتعاش سوق الأحذية، فقد تؤتي ثمارها جيداً.

وليس من الصعب معرفة سبب استعداد مؤسس "لوبوتان" الشهير لقبول الاستثمار الخارجي، إذ تأتي نصف مبيعات العلامة التجارية من الأزياء النسائية من الأحذية ذات الكعب الذي يتسبَّب بالدوار، التي تلقت ضربات قوية بالتأكيد خلال حالات الإغلاق الوبائي، وأوامر البقاء في المنزل.

وبرغم أنَّ الطلب على الأحذية الأنيقة آخذ في الارتفاع، لا سيَّما في الولايات المتحدة، إلا أنَّ حوالي 20% من متاجر "لوبوتان" لا تزال مغلقة بسبب إجراءات الإغلاق المحلية.

لم تكشف "إكسور"، ولا "لوبوتان" عن مبيعات أو أرباح صانع الأحذية الشهير. ولكن يبدو أنَّ العلامات التجارية للأحذية أصبحت سلعة ساخنة هذه الأيام، فقد استقطبت شركات مثل "بيركينستوك"، و"دكتور مارتنز" ثروات ضخمة من الإدراج العام والمبيعات الأخيرة.

فقد تمَّ شراء شركة "بيركينستوك" مقابل قيمة تعادل 25 ضعفاً قيمتها على "إبيت" في عام 2019 (مقياس للأرباح)، في حين يتمُّ تداول شركة "دكتور مارتنز" عند أقل من 30 ضعفاً على 12 شهراً متتالية على مقياس "إيبيت".

عودة الطلب بعد الوباء

اتسعت الفجوة بين العلامات التجارية الرائدة والمنافسين الأقل خلال الوباء.

كما أخبرني مستشار الرفاهية ماريو أورتيلي، أنَّ المستهلكين ينجذبون إلى الأسماء الأكثر شهرة في كل فئة من فئات المنتجات. إنَّ الأمل هو أن يستمر هذا في فئة الكعب العالي، بسبب هيمنة "لوبوتان".

بالرغم من أنَّ الأحذية الفاخرة قد لا تكون رائجة في الوقت الحالي، إلا أنَّ الرغبة في ارتداء الملابس يجب أن تعود بمجرد إعادة فتح الاقتصادات، واستئناف الفعاليات.

وحتى لو لم تكن "لوبوتان" مشهورة كما كانت في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، فإنَّ تأرجح الموضة من الهدوء إلى الإثارة يزيد من فرصها في العودة. ولحسن الحظ، فإنَّ "إكسور" مالك طويل الأمد، ولديها الوقت للانتظار.

تنويع المنتجات

وفي تلك الأثناء، لدى "لوبوتان" مجالات أخرى يمكن أن تتوسع فيها.

صحيح أنَّها تشتهر بأحذيتها ذات الكعب العالي للغاية، إلا أنَّ الشركة وسَّعت نطاق منتجاتها بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة. ويتألف النصف الآخر من خطوط الأحذية النسائية من أحذية بكعبها المنخفض، أو الأحذية المسطَّحة، بما في ذلك الأحذية الرياضية، وقد اكتسبت موطئ قدم في أساليب الرجال والأطفال.

وسيمثِّل التنويع بعيداً عن أحذية الكعب العالي بمثابة وسيلة تحوُّط مفيدة ضد الأسلوب العملي الناجم عن الأوبئة.

وقد أظهرت شركة تصنيع الأحذية هذه بالفعل أنَّها تستطيع توسيع علامتها التجارية لتشمل مجالات أخرى، مثل مستحضرات التجميل، وحقائب اليد. وقد يفتح الاتجاه نحو المنتجات الفاخرة فرصاً إضافية، مثل الفنادق ذات العلامات التجارية.

لا يقتصر الأمر على امتلاك "لوبوتان" مجال توليد المزيد من المبيعات من التجارة الإلكترونية، ولكن مع موقفها القوي في الولايات المتحدة وأوروبا، فلديها أيضاً مجال توسيع وجودها في الصين، إذ يتزايد الطلب على السلع الفاخرة.

ومن الواضح أنَّ "إكسور" تتطلَّع إلى السوق الصينية من أجل محفظتها المزدهرة من الشركات الفاخرة. ففي ديسمبر أصبحت المساهم الأكبر في "شانغ شيا" العلامة التجارية الصينية الفاخرة التي كانت مدعومة من قبل "هيرمز إنترناشيونال".

وإذا تمكَّنت "لوبوتان" من الاستفادة من كلِّ هذه الروافع، فستكون "إكسور" قد اتخذت خطوة مربحة بالدخول في عالم الأحذية. إن لم يكن الأمر كذلك، حسناً، على الأقل ستبدو تلك النعال الحمراء جيدة مع أحمر فيراري.