لتنسوا مكاسب أسهم التكنولوجيا.. الاهتمام بصناديق الاستثمار المتداولة بدأ للتو

مشاة يسيرون في أحد شوارع مدينة نيويورك بالولايات المتحدة بعد عاصفة شتوية
مشاة يسيرون في أحد شوارع مدينة نيويورك بالولايات المتحدة بعد عاصفة شتوية المصور: انجوس موردانت / بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

شكَّل قطاع التكنولوجيا أحد أكثر القطاعات المحبَبة لصناعة الصناديق المتداولة في البورصة البالغة 5.7 تريليون دولار، إلا أنَّه حالياً يعدُّ أكثر القطاعات تضرراً، بعد تراجع أسهم التكنولوجيا الأسبوع الماضي.

وركَّزت الصناديق على مجالات سوقية معينة، حصدت أكواماً من النقد في أول شهرين من العام الجاري، وهو اتجاه من المتوقَّع أن يتسارع بسرعة، وفقاً لمسح جديد؛ إذ يخطِّط 80٪ من مستثمري الصناديق المتداولة في البورصة لزيادة تعرُّضهم لما يسمى بصناديق الاستثمار المتداولة شديدة التخصص هذا العام، وذلك بحسب ما ذكرته شركة "براون براذرز هاريمان آند كو" (Brown Brothers Harriman & Co) في تقريرها السنوي الصادر يوم الإثنين.

معجبون جدد من المؤسسات وتجار التجزئة

وجذبت هذه المنتجات أكثر من 32 مليار دولار في شهري يناير وفبراير، وهي أفضل بداية لها حتى الآن، وفقاً لبيانات جمعتها بلومبرغ. كما أحدثت صناديق "كاثي وود" (Cathie Wood) التي تدار بنشاط في شركة "آرك إنفستمنت منجمنت" (Ark Investment Management) ثورة في المجال التخصصي، واكتسبت معجبين في صفوف كلٍّ من المؤسسات وتجار التجزئة. وفي حين يغمر المستثمرون الجدد السوق، تستمر صناديق الاستثمار المتداولة المستندة إلى سرديات مفهومة وموثوقة في كسب أموال جديدة.

وفي هذا السياق، قال "رايان سوليفان"، نائب الرئيس الأول لخدمات الصناديق المتداولة في البورصة العالمية في شركة "براون براذرز هاريمان": "تشهد هذه الصناديق اهتماماً ملحوظاً، والمسألة تشبه قضية الدجاجة والبيضة إلى حدٍّ ما، هل يتابع المستثمرون أداء بعض الصناديق التي يروِّج لها بشدة بعض المديرين في هذا المجال ؟ أم أنَّ هناك لعبة طويلة المدى هنا مع تغييرات تحدث حول كيفية تصميم المحافظ؟"

تمَّ اختبار هذه العلاقة الأسبوع الماضي؛ فقد واجهت العديد من الصناديق المواضيعية - التي يمكنها تتبُّع قطاعات مثل السيارات الكهربائية والتكنولوجيا الثورية، وعلم الجينوم - انخفاضات سريعة. كما أنَّ ارتفاع عوائد سندات الخزانة يحفِّز الحذر تجاه نمو الأسهم الأكثر حساسية لتغيرات أسعار الفائدة.

وأوضح ما يقرب من 400 من المستثمرين المؤسسيين، والمستشارين الماليين، ومديري الصناديق من الولايات المتحدة وأوروبا والصين، شاركوا في الدراسة، أنَّهم كانوا أكثر اهتماماً بصناديق مواضيع الإنترنت والتكنولوجيا، يليهم أولئك الذين يركِّزون على الروبوتات والذكاء الاصطناعي.

وعلَّق "سوليفان" على الموضوع بالقول: "أكثر ما يهمنا هو أن نرى مدى قدرة صناديق الاستثمار المتداولة شديدة التخصص على البقاء والتحمُّل؛ وفي حال تحول الأداء، وعشنا عاماً أو عامين أصبح فيهما الأمر مختلطاً بعض الشيء، فهل سنرى هذا الاهتمام يتلاشى قليلاً أم سنراه يتماسك ويصمد؟"

وتُمثِّل شركة "آرك" لمالكتها "وود" التجسيد الحقيقي لنجاح الصناديق الموضوعية، التي جمعت 16 مليار دولار حتى الآن في عام 2021. ومع ذلك، فقد تراجعت جميع المنتجات الخمسة التي تديرها الشركة بنشاط بما في ذلك صندوق "آرك إنوفيشن" (Ark Innovation ETF /ARKK) الأسبوع الماضي.

وما من شكٍّ في أنَّ صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة والمدارة بنشاط – التي ما تزال جزءاً صغيراً من صناعة تبلغ قيمتها 5.8 تريليون دولار - تكسب المستثمرين أيضاً، إذ يخطط 65٪ من المشاركين لزيادة تعاملهم معها، ارتفاعاً من 57٪ في استطلاع العام الماضي. ويعدُّ الدخل الثابت، والأسهم العالمية من أكثر الاستراتيجيات شيوعاً في الإدارة النشطة.

وقال أكثر من نصف المستثمرين الأمريكيين، إنَّهم سيشترون الصناديق المتداولة في البورصة شبه الشفافة والنشطة في الأشهر الستة المقبلة. وفي الواقع، أُطلقت هذه السلالة الجديدة من المنتجات لأول مرة منذ حوالي عام، إلا أنَّها كانت بطيئة نسبياً في جذب المستثمرين؛ إذ يملك أكبرها، وهو صندوق "فيديليتي بلو تشيب غروث" (Fidelity Blue Chip Growth ETF / FBCG)، أصولاً تبلغ حوالي 270 مليون دولار فقط.

من بين النتائج الأخرى للدراسة:

  • يقول أكثر من 70٪ من مستثمري الصناديق المتداولة في البورصة في جميع أنحاء العالم، إنَّهم يخططون لزيادة تخصيص الصناديق المتداولة في البورصة في العام المقبل، بزيادة ثلاث نقاط مئوية عن استطلاع عام 2020
  • صناديق الاستثمار المتداولة ذات الدَّخل الثابت هي المفضلة خلال فترات التقلب الشديد؛ لأنَّها توفِّر الشفافية والسيولة، ويخطط 66٪ من المشاركين لزيادة مخصَّصات صناديق الاستثمار المتداولة ذات الدخل الثابت هذا العام
  • في غضون خمس سنوات، يتوقَّع 56٪ من المستطلعين أن يكون 11٪ على الأقل من ممتلكاتهم مستثمرة في صناديق الاستثمار المتداولة
  • يبحث أكثر من 40٪ من المشاركين عن صناديق متداولة في البورصة جديدة، تمتلك أصولاً بقيمة 100 مليون دولار على الأقل قبل الاستثمار فيها، بزيادة قدرها 11٪ عن عام 2020.