بعد تعافي الأسعار.. المراهنون على صعود النفط يجنون المكاسب

أسعار أسهم شركات الطاقة تتعافى بعد تحسن أسعار النفط
أسعار أسهم شركات الطاقة تتعافى بعد تحسن أسعار النفط المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أدَّت تخمة النفط العالمية والهبوط الحر في الطلب العالمي بسبب جائحة كورونا إلى انهيار أسعار أسهم شركات الطاقة منذ عام، والآن ومع بدء تعافي العالم من الوباء، يتمتَّع المراهنون على صعود النفط الذين حافظوا على مسارهم بعائدات كبيرة.

وهذه المكاسب تعيد أنظار بعض مديري الصناديق إلى كندا، فقد انهارت قيم منتجي البترول حتى الأسماء الكبيرة، مثل "سنكور انرجي" (Suncor Energy Inc) التي خسرت ثلثي قيمتها في غضون أسابيع.

ودفع التحسن في تسعير البترول الكندي، والمخاوف الأقل بشأن سعة خطوط الأنابيب، صناديق مثل "بايسون انترستس" (Bison Interests LLC) إلى إعادة تخصيص الأموال بعيداً عن النفط الصخري الأمريكي، ونحو شركات الطاقة الكندية.

ويتفاءل الصندوق الواقع في هيوستن، الذي ارتفع بنسبة 90% العام الجاري، بشأن أسماء مثل "تماراك فالي انرجي" (Tamarack Valley Energy Ltd) التي تعمل على اكتشافات بترولية فى مقاطعة كلير ووتر بولاية ألبرتا.

وقال جوش يونغ، مدير الاستثمار لدى "بايسون"، إنَّ اقتصاديات المنطقة أفضل من حوض البرميان، موضِّحاً أنَّها أفضل مورِّد بري على الأرجح من الناحية الاقتصادية.

وأضاف أنَّ "بايسون "تسعى للاستفادة من الانفصال بين أسعار الأسهم والقيم الفعلية للشركات، وأنَّها تمكَّنت من توظيف رأس المال خلال فترة التراجع.

تطورات في سوق النفط

وأرسل قرار "أوبك +" الأسبوع الماضي بالإبقاء على إنتاج البترول بدون تغيير تقريباً، إلى جانب الهجوم على أكبر محطة خام في العالم في السعودية، أسعار العقود الآجلة لخام برنت إلى ما يزيد على 71 دولاراً للبرميل لوقت قصير صباح الإثنين.

وهبطت العقود الآجلة في نيويورك يوم الثلاثاء، وتمَّ تداول خام غرب تكساس الوسيط تسليمات أبريل عند 63.76 دولاراً للبرميل في الساعة 4:15 بتوقيت نيويورك.

ويثق المستثمرون بشكل متزايد في أنَّ أيَّ معروض فائض سيُمتص نتيجة الطلب المتزايد مع تطعيم المزيد من الأشخاص، وعودة الحياة ببطء إلى الوضع الطبيعي.

وقال إريك نوتول، مدير محفظة في صندوق الطاقة "ناين بوينت بارتنرز" (Ninepoint Partners) الذي حقق مكاسب بحوالي 70% العام الجاري: "يقودنا الخوف من وصول الطلب للذروة إلى واقع ذروة العرض".

ولم يكن هناك الكثير من التخطيط في فائض المعروض المشهود العام الماضي، وبدأت إغلاقات فيروس كورونا في الاقتصادات الغربية مارس الماضي، عندما بدأت السعودية إغراق السوق بالنفط في حرب أسعار كاملة، وتراجعت أسهم الطاقة، وفي مرحلة ما، انخفض مؤشر الطاقة الكندي بنسبة 53% خلال عام، ثم ارتفع بنسبة 19٪ في بداية عام 2021.

وكانت شركة "فيرميليون إنرجي إنك" (Vermilion Energy Inc) من بين مجموعة تُعدُّ على الأصابع من الأسهم التي ارتفعت بأكثر من 60٪ خلال الفترة نفسها.

وألغى الرئيس الأمريكي جو بايدن في يناير، خطَّ أنابيب البترول "كيستون إكس إل"، وهي خطوة من شأنها في المعتاد أن توجِّه ضربة قاسية لقطاع النفط الكندي، ولكن في ظل العمل على خطوط أنابيب أخرى، وبدء عمل الجزء الواقع في كندا من خط رقم"3" التابع لشركة "إنبريدج" (Enbridge Inc)، ومحاولات تحقيق الربحية عبر خفض التكاليف، أرسل المتفائلون إشارات تفيد أنَّ دورة التراجع تلك تختلف عن سابقاتها.

تفاؤل بالأسهم الكندية

ويعتقد نوتول، الذي يمتلك حصصاً في "إم إي جي انرجي كورب" (MEG Energy Corp)، و"نوفيستا إنرجي ليمتد" (NuVista Energy Ltd) أنَّ أسهم الطاقة الكندية تتمتَّع باحتمالات صعود أعلى من نظيراتها أسفل الحدود، إذ تُعدُّ الحكومة الجديدة بقيادة بايدن أكثر عدائية للوقود الأحفوري.

وفي الوقت نفسه، تتحسَّن سعة خطوط الأنابيب الكندية، برغم قرار إلغاء "كيستون إكس إل"، وقال نوتول، إنَّ أسهم الشركات الصغيرة والمتوسطة ساعدت في تحسين أداء صندوقه العام الجاري.

وتجنَّب المستثمرون، الذين يسعون لامتلاك أصول في مجموعة واسعة من القطاعات، أسهم النفط والغاز بسبب تقلُّبات الأسعار خلال السنوات القليلة الماضية، ولكن يرى نوتول أنَّ استقرار الأسعار قد يُغيِّر هذه المعادلة مع ارتفاع هوامش الأرباح، وفي ظل التقييمات المفرطة للأسهم الأخرى.

وقال ديفيد بكتون، المدير التنفيذي لشركة "بكتون ماهوني أسيت ماندجمنت" (Picton Mahoney Asset Management) الواقعة في تورنتو، التي أدارت أصولاً بحوالي 8.9 مليار دولار كندي (7 مليارات دولار) في نهاية فبراير: "أضفنا أسهماً مختارة من الطاقة في الوقت الذي تُخفِّض فيه شركات الطاقة الإنفاق بالتزامن مع ارتفاع الطلب".

ووصف بكتون، في مقابلة، هذه الاستثمارات أنَّها "لأغراض تحقيق أرباح من التداول"، لأنَّه غير مقتنع أنَّ الطاقة رهان جيد على المدى البعيد.