السعودية وألمانيا تؤسسان صندوقاً لتعزيز تقنيات الهيدروجين النظيف

الأمير عبد العزيز بن سلمان، وزير الطاقة السعودي يوقع على الاتفاق
الأمير عبد العزيز بن سلمان، وزير الطاقة السعودي يوقع على الاتفاق المصدر: الشرق
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

وقّعت السعودية وألمانيا اليوم الخميس اتفاقية للتعاون في مجال الهيدروجين، في العاصمة الرياض، بحضور وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، ووزير الطاقة والاقتصاد الألماني بيتر ألتماير (عن بعد)، تتضمن التعاون في مشاريع نيوم الخاصة بطاقة الهيدروجين، وتأسيس صندوق ثنائي للابتكار بهدف تعزيز تقنيات الهيدروجين النظيف، واستخدام التقنية الألمانية في تنفيذ وتوطين المشروعات الناشئة.

وتأتي هذه الاتفاقية في إطار المساعي السعودية المعلنة لتكون أكبر مصدر الهيدروجين في العالم مستقبلاً، إذ تسعى المملكة لبناء مصنع بقيمة 5 مليارات دولار مدعوم بالكامل بالشمس والرياح، وسيكون من بين أكبر صانعي الهيدروجين الأخضر في العالم عندما يُفتتح في مدينة نيوم الضخمة المخطَّط لها في عام 2025.

وقال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان رداً على سؤال لـ"الشرق"، إن لدى قيادة البلدين إرداة حقيقية لتعزيز التعاون في مجال إنتاج وإدارة طاقة الهيدروجين والطاقة النظيفة عموماً.

وأضاف أن لدى المملكة ما يؤهلها لتكون رائدة على الصعيد الدولي في قطاع إنتاج واستغلال الهيدروجين، موضحاً أنها خطت في سبيل ذلك خطوات كبيرة، مثل مشروع بناء أول مرفق للهيدروجين الأخضر في العالم بمدينة نيوم، وتصديرها أول شحنة من "الهيدروجين الأزرق" إلى اليابان في الصيف الماضي.

وأشار وزير الطاقة السعودي إلى أنه انطلاقاً من التزام المملكة قيادة مواجهة الانبعاثات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، مع مواصلة برامج التنمية الاجتماعية والاقتصادية، فقد بادرت إلى تبنّي إطار الاقتصاد الدائري للكربون، الذي أيّدته دول مجموعة العشرين، بما فيها ألمانيا، في اجتماعها الأخير الذي عُقد برئاسة المملكة.

لماذا ألمانيا؟

وقال الأمير عبد العزيز بن سلمان، إن اختيار ألمانيا المملكة لتكون شريكها المفضل في هذا التعاون الاستراتيجي، هو تعبير عن ثقتها بقدراتها، كما أن تميُّز ألمانيا في التقنية عموماً، المشهود له عالمياً، وكذلك سمعتها كقوة اقتصادية عالمية، يمثّلان عاملين يعزّزان شراكة المملكة معها.

من جهته قال وزير الطاقة الألماني بيتر ألتماير، إن للمملكة دوراً ريادياً في التجارة الدولية وقضايا المناخ، كما أنها الدولة الرئيسية في تصدير الطاقة.

من جانبه قال السفير الألماني في الرياض هانز كريستان لـ"الشرق"، إن لدى البلدين اهتماماً عالياً وإمكانات كبرى بالطاقة النظيفة، إذ تمتلك السعودية مساحات شائعة من الأماكن التي يمكن توفير طاقة الرياح والشمس منها، فيما تملك ألمانيا التقنيات والتكنولوجيا اللازمة في هذا المجال، وأيضاً الرغبة.

وأضاف: "ليس لديّ شك في أن فرص التعاون والنجاح بين البلدين كبيرة، خصوصاً في هذا المجال الذي تدعمه الحكومة الألمانية بشدة وتشجّع الشركات الألمانية على رفع مستوى استخدامها له".

أبرز النقاط التي تنصّ عليها اتفاقية التعاون في مجال الهيدروجين بين السعودية وألمانيا

- تعزيز التعاون الألماني السعودي في مجال توليد وقود الهيدروجين النظيف، ومعالجته، واستخدامه، ونقله، وتسويقه بشكلٍ مشترك.

- مشاركة الجهات ذات العلاقة من المؤسسات البحثية، ومؤسسات القطاعين العامّ والخاصّ، لتنفيذ النشاطات المطلوبة.

- تعزيز نقل المعلومات والخبرات التقنية بين الطرفين، وتشجيع الاستثمارات والبحوث المشتركة.

- دعم بيع وقود الهيدروجين السعودي، والمنتجات التي يدخل في تصنيعها مثل الكيروسين الصناعي، المستخدَم لإنتاج الكهرباء في ألمانيا.

- تنفيذ مشروعات ترتبط بتوليد وقود الهيدروجين المنخفض الكربون، ومعالجته، واستخدامه ونقله، بما في ذلك المشروع المُقام في نيوم.

- إنشاء مجمعات للابتكار تضمّ المؤسسات البحثية والشركات الصناعية الرائدة من البلدين، وتأسيس صندوق ثنائي للابتكار بهدف تعزيز تقنيات الهيدروجين النظيف.

- استخدام التقنية الألمانية في تنفيذ وتوطين المشروعات الناشئة، التي ترتكز على التقنية الجديدة، في المملكة.

- تكثيف الحوار بين الطرفين حول السياسات التنظيمية والأطر التمويلية اللازمة لتطوير قطاع الهيدروجين النظيف.