شركات طيران تراهن على تذاكر السفر الرخيصة للخروج من كبوتها

وكانت شركات الطيران في جميع أنحاء العالم قد خفضت مليار دولار من نفقاتها يومياً خلال العام الماضي للتعامل مع التراجع في عدد الركاب، وقد أتاح ذلك لهم بعض المرونة لخفض أسعار التذاكر.
وكانت شركات الطيران في جميع أنحاء العالم قد خفضت مليار دولار من نفقاتها يومياً خلال العام الماضي للتعامل مع التراجع في عدد الركاب، وقد أتاح ذلك لهم بعض المرونة لخفض أسعار التذاكر. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

بدأت أسعار التذاكر الزهيدة بالظهور من قبل شركات الطيران التي تمتلك الشجاعة الكافية للتوسع أو للبدء وسط الوباء، حيث تحاول زيادة المبيعات والتفوق على المنافسين الذين قلصوا العمليات.

وكانت شركات الطيران في جميع أنحاء العالم قد خفضت مليار دولار من نفقاتها يومياً خلال العام الماضي للتعامل مع التراجع في عدد الركاب، وقد أتاح ذلك لهم بعض المرونة لخفض أسعار التذاكر.

وعلى نطاق أوسع، تظهر وفورات في التكاليف لشركات الطيران، حيث أصبحت الطائرات غير المرغوب فيها متاحة بسعر رخيص. كما يتوق إلى العمل الآلاف من أطقم الطائرات الذين تم تسريحهم، مما يسمح لبعض شركات الطيران بالاستمرار في التوظيف.

ويمكن أن تساعد الأسعار الزهيدة في إنعاش السوق، من خلال جذب العملاء الذين كانوا مترددين في السفر بسبب قيود الحدود والحجر الصحي الطويل.

وتضيف عمليات إطلاق اللقاح إلى الاتجاه الصعودي، رغم أن سفر الركاب جواً لا يزال في حالة من التراجع غير المسبوق، بالإضافة إلى أن العودة إلى مستويات ما قبل الأزمة ليست متوقعة قبل عام 2024.

وفيما يلي ملخصٌ لبعض أحدث التحركات في هذه الصناعة:

رحلات الإجازة

مع تزايد وتيرة برنامج التطعيم في الولايات المتحدة، شرعت شركة "أليجاينت للطيران" التي تتخذ من لاس فيغاس مقراً لها في ثاني أكبر توسع لشبكتها منذ إنشائها.

وأضافت الشركة 36 مساراً جديداً بدون توقف من مدن تشمل أوستن، وسان دييغو، إنديانابوليس، وألباني.

وقال "درو ويلز"، نائب الرئيس الأول للإيرادات في "أليجاينت للطيران": "هناك الكثير من الطلب المكبوت على السفر إلى المدن التي توفر بوابة لتجارب رائعة في الهواء الطلق". وتكلف أجرة الذهاب والإياب على الخطوط الجديدة هذه 39 دولاراً فقط.

وتقوم شركة "ساوث ويست إيرلاينز" التي تتخذ من دالاس مقراً لها بإجراء أكبر توسيع لشبكتها منذ عام 2013، حيث بدأت أو تخطط لخدمات في 17 مطاراً بما في ذلك وجهات العطلات الشاطئية والجبلية.

وتضيف الناقلة الجوية أيضاً رحلاتها لأول مرة في المطارات الرئيسية في هيوستن، وشيكاغو، وميامي في محاولة لكسب المزيد من المسافرين بغرض الأعمال.

وحصلت "مجموعة بريز للطيران" (Breeze Aviation Group Inc)، وهي شركة طيران ناشئة خطط لها "ديڤيد نيليمان" وهو مؤسس "خطوط جيت بلو الجوية" (JetBlue)، على موافقة تشغيلية مؤقتة من السلطات الأمريكية في فبراير وتخطط إلى بدء خدماتها في هذا العام.

وهناك شركة أمريكية ناشئة ثانية، وهي "أفيلو" (Avelo Airlines) أسسها "أندرو ليفي" المؤسس المشارك لشركة "أليجاينت للطيران"، تخطط أيضاً لبدء خدماتها في النصف الأول من العام.

وقالت وزارة النقل في يناير، إنه مع تراجع الطلب العام الماضي، انخفض متوسط الأسعار المحلية في الولايات المتحدة إلى 245 دولاراً في الربع الثالث، وهو أدنى مستوى على الإطلاق. ما شكل انخفاضاً بـ30% مقارنةً بنفس الربع من عام 2019.

وتعكس هذه الأسعار المذبحة التي تتعرض لها هذه الصناعة. حيث تم فقدان حوالي 425 ألف وظيفة في الصناعة، ولا تزال حركة الطيران التجارية أقل بـ45% من مستويات ما قبل الوباء، وفقاً لبيانات "فلايت أواير" (FlightAware). وحطمت طفرات كوفيد-19 شديدة العدوى الآمال السابقة في انتعاش وشيك.

ازدحام يشكله ثلاثي الطيران الأسترالي

قررت شركة "ريجينال إكسبرس" (Regional Express)، غير المعروفة كثيراً خارج أستراليا، أن الوقت قد حان لمواجهة شركات "كوانتاس" و"فيرجن أستراليا" على واحدة من أكثر الطرق ازدحاماً في العالم: سيدني- ملبورن.

وأطلقت "ريجيينال إكسبرس" المدعومة من شركة الأسهم الخاصة الآسيوية "باغ" (PAG)، الأسبوع الماضي رحلات كاملة الخدمة بين المدن على طائرات "بوينغ 737" المؤجرة التي تضم ثمانية مقاعد في درجة رجال الأعمال.

ويبدأ سعر التذاكر من 79 دولاراً أسترالياً (62 دولاراً) في اتجاه واحد، وقالت شركة الطيران، إنها ستقدم ما يصل إلى تسع رحلات ذهاباً وعودة في اليوم.

إنها خطوة رئيسية لشركة "ريجيونال إكسبرس"، التي تُشغِّل في الغالب طائرات مروحية أصغر حجماً.

بالإضافة إلى ذلك، قامت الشركة بتأمين "تخفيض كبير" على الأسعار العادية المطبقة على متن طائراتها من طراز 737، وتهدف إلى إضافة رحلات إلى عواصم الولايات الأسترالية الأخرى، وفقاً لما ذكره نائب رئيس مجلس الإدارة "جون شارب". والذي قال: "لم يسبق أن كان هناك وقت أفضل لعمليات الطيران الداخلي في أستراليا مثل الوقت الحالي".

وتخطط "ريجينال اكسبرس" لتوظيف 400 موظف إضافي لتشغيل الخدمات الجديدة، بما في ذلك 80 طياراً.

وبالنسبة لرحلة من ملبورن إلى سيدني في 10 يونيو، فإن "فيرجن أستراليا" تتطابق مع أسعار "ريجينال إكسبرس"، بينما تبدأ أسعار رحلات "كوانتاس" من 109 دولارات أسترالية، وفقاً لمواقعها الإلكترونية.

مضاعفة الأعمال

تراهن شركة "فلاير إيرلاينز ليمتد" (Flair Airlines Ltd) الكندية على أن الطلب المكبوت الناجم عن الرغبة في رؤية الأصدقاء والعائلة سيحفز انتعاش السفر المحلي في صيف نصف الكرة الأرضية الشمالي، حيث تعمل شركة النقل ذات الأسعار الزهيدة للغاية على زيادة أسطولها وتقريباً مضاعفة شبكتها، إذ تبدأ أسعارها من 39 دولاراً كندياً (31 دولاراً أمريكياً).

وتستأجر الناقلة الجوية التي تتخذ من إدمونتون مقراً لها، 13 طائرة "بوينغ 737 ماكس" جديدة من أحد مستثمريها، وهي شركة "بارتنرز777"، وقامت شركة الطيران بذلك بعد أن تم السماح لهذا الطراز من "بوينغ" بالتحليق مرة أخرى في يناير من قبل منظم الطيران الكندي.

وقال المدير التنفيذي للشركة "ستيفن جونز" الشهر الماضي: "إن السفر الجوي داخل كندا ذا السعر المقبول يمثل الخطوة الأولى في استئناف السفر والسياحة".

سافر قدر ما شئت

بسبب القيود المفروضة على الحدود في جنوب شرق آسيا، تعمل شركة الطيران منخفضة الأسعار "إيرآسيا غروب" (AirAsia Group Bhd) على رفع عائداتها من خلال بيع "بطاقة سفر" بـ599 رينغيت ماليزي (146 دولاراً) وهي تسمح برحلات غير محدودة في ماليزيا ومنطقة الآسيان لمدة عام. ويبدأ هذا العرض الذي أطلقت الشركة عليه اسم "سافر قدر ما شئت" من 3 إلى 7 مارس، ولا يشمل الضرائب والرسوم والإضافات الأخرى.

ولا تتوقع الشركة أن تبدأ خدماتها إلى معظم جنوب شرق آسيا قبل الربع الثالث، لذا فإن "بطاقة السفر" تعني أنها تستطيع حجز الدخل قبل شهور من تكبد التكاليف.

ويمكن لشركة الطيران أيضاً التحكم في عدد الرحلات المتاحة لحاملي هذه البطاقات، مع تحديد تكلفة الاسترداد الإجمالية للصفقة.

ويشكل هذا نموذجاً ناجحاً مثبتاً، ففي يونيو الماضي، كانت "تشاينا إيسترن إيرلاينز" (China Eastern Airlines Corp) من بين شركات الطيران الصينية التي تروج لرحلات غير محدودة لعطلات نهاية الأسبوع خلال عام كامل مقابل سعر يدفع مرة واحدة مقداره 3,322 يوان (510 دولارات).

أسعار منخفضة ومسافات بعيدة

تتوقع شركة "لوفتهانزا" أنه سيتم التغلب على الحبس الذي عانى منه الألمان مؤخراً من خلال حبهم للسفر فور انتهاء الإغلاق، ولذلك أنشأت "لوفتهانزا" شركة طيران جديدة لتلبية احتياجاتهم اسمها "يورو وينغز ديسكفر" (Eurowings Discover)، والتي تستهدف السوق ذات الأسعار المنخفضة والمسافات بعيدة.

ويأمل المسؤولون التنفيذيون أن تمكن شركة النقل الجديدة شركة "لوفتهانزا" من الاستفادة من التعافي الأسرع في الرحلات الترفيهية، حيث تعاني عملياتها الأساسية بسبب انهيار سفر العبر القارات بهدف الأعمال.

وقدر بنك "دي زي" (DZ) أن الألمان قد وفروا بشكل جماعي حوالي 393 مليار يورو (466 مليار دولار) العام الماضي.

وبحثاً عن الاستفادة من هذه المدخرات، تقدم "يورو وينغز ديسكفر" رحلات من فرانكفورت إلى ناميبيا أو جمهورية الدومينيكان مقابل 600 يورو تقريباً على طائرات "إيرباص إيه 330".