"أبل" لديها ثلاثة خيارات لاقتحام عالم صناعة السيارات .. فما هي؟

تجنبت " آبل" بناء مصانعها الخاصة بها، وهو جهد سيكلف مليارات الدولارات في البناء وأجور العمال والتدريب، إلى جانب الالتزامات الجديدة والصفقات المعقدة مع الحكومات المحلية.
تجنبت " آبل" بناء مصانعها الخاصة بها، وهو جهد سيكلف مليارات الدولارات في البناء وأجور العمال والتدريب، إلى جانب الالتزامات الجديدة والصفقات المعقدة مع الحكومات المحلية. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تتمتع شركة"أبل" بأسلوب فريد أثبت نجاحاً لدى إطلاق منتجات جديدة، إذ تقوم بأعمال التصميم الداخلي، وتوفير المكونات الخاصة، وتعمل مع شركة تصنيع بموجب تعاقد لتجميع المنتج، وتجهيزه للبيع.

وفي الوقت الذي تخطط الشركة العملاقة بقطاع التكنولوجيا دخول سوق السيارات، فإنها قد تتبنى استراتيجية مماثلة -العمل مع شركة مصنعة بموجب تعاقد أقل شهرة- بعد توقف المحادثات مع بعض شركات صناعة السيارات ذات العلامات التجارية.

ومن أجل تصنيع سيارة، فإن لدى "آبل" ثلاثة خيارات أساسية: الأول إقامة شراكة مع شركة مُصنّعة للسيارات قائمة بالفعل، والثاني بناء مرافق التصنيع الخاصة بها، أو الخيار الثالث المتمثل في التعاون مع شركة مُصنّعة بموجب تعاقد مثل "فوكسكون" أو "ماغنا إنترناشيونال".

وتواصلت "أبل"، التي يقع مقرها مدينة كوبيرتينو بولاية كاليفورنيا مع شركات صناعة السيارات بما في ذلك شركة "هيونداي موتور"، لكن المناقشات لم تمض على ما يرام. وبموجب هذا السيناريو، ستعمل "أبل" على تطوير نظام مستقل للسيارة، والتصميم الداخلي والخارجي والتكنولوجيا المدمجة، مع ترك الإنتاج النهائي لشركة صناعة السيارات.

ويتطلب هذا السيناريو بشكل أساسي أن تقوم شركة صناعة سيارات قائمة بالتخلي عن علامتها التجارية وتصبح شركة تجميع بموجب التعاقد لصالح شركة منافسة جديدة.

مفاوضات فاشلة

وقال أحد المديرين الذين عملوا لفترة طويلة في شركتي "أبل" و "تسلا" إن هذا الأمر سيكون بمثابة أن تطلب "أبل" من شركة "سامسونغ" المنافسة لها بشدة في مجال تصنيع الهواتف الذكية بتصنيع جهاز "آيفون".

وتريد "أبل" تحدي الافتراضات الخاصة بكيفية عمل السيارة -كيف تصنع المقاعد وكيف يبدو جسم السيارة، كما قال المدير الذي طلب عدم الكشف عن هويته لخصوصة المعلومات. وأضاف أن أي شركة تقليدية لصناعة السيارات ستكون مترددة في مساعدة شركة منافسة محتمل أن تحدث اضطرابات في سوق السيارات، في إشارة إلى "آبل".

وفي الواقع، يبدو أن المناقشات بين "أبل" وشركات صناعة السيارات، قد أخفقت في الأشهر الأخيرة. وأكدت شركتا "هيونداي" و"كيا موتورز" إجراء المحادثات بشأن تطوير سيارة كهربائية ، لكنهما تراجعتا بعد فترة وجيزة.

والتقى فريق السيارات ذاتية القيادة التابع لـ"أبل" مع ممثلين من "فيراري" في 2020. ولم تتضح الموضوعات التي تناولتها المناقشات، لكن المحادثات لم تتقدم، بحسب مصدر مطلع على الاجتماع. وفي فبراير 2021، قالت شركة "نيسان موتور" إنها لا تجري محادثات مع "أبل".

تصنيع بلا مصنع

وقال الرئيس التنفيذي لشركة "فولكس واجن" هربرت ديس، إنه "لا يشعر بالقلق" من دخول "أبل" إلى مجال صناعة السيارات.

وقال المدير المالي لشركة "بي إم دبليو" مؤخراً، إنه يتحلى بالهدوء والسكينة إزاء محاولات "أبل" لدخول قطاع السيارات.

وبالنسبة لأجهزة الكمبيوتر، والهواتف، والأجهزة اللوحية، تعتمد شركة "أبل" على الشركات المُصنّعة بموجب العقود مثل"فوكسكون" و"بيغاترون" و"ويستورن"و"فليكس ليمتد" و"لوكسشير".

وتجنبت "أبل" بناء مصانعها الخاصة بها، وهو جهد سيكلف مليارات الدولارات في البناء وأجور العمال والتدريب، إلى جانب الالتزامات الجديدة والصفقات المعقدة مع الحكومات المحلية. وتعد المصانع بشكل عام، نشاط ذات هامش ربح منخفض. وتترك "أبل" بناء المصانع للشركاء، وتركز جهودها على تصميم المنتج وتطويره. وهوامش أرباح "أبل" مرتفعة للغاية مقارنة بالشركات الموردة لها مثل "فوكسكون" و"بيغاترون".

صراع على العميل

خسرت "تسلا"، أنجح شركة لصناعة السيارات الكهربائية حتى الآن، مليارات الدولارات في إدارة مصانعها الخاصة بها، وبدأت في الآونة الأخيرة فقط في تحقيق دخل منتظم. وفي 2020، أعلنت "تسلا" عن تحقيق أرباح بقيمة 700 مليون دولار، في حين حققت "أبل" أكثر من 60 مليار دولار في نفس الفترة.

وكتب محللو "غولدمان ساكس" في مذكرة حديثة للمستثمرين أن "هوامش ربح صناعة السيارات أقل من نموذج "أبل" الحالي".

وأضاف المحللون، أن بعض العلامات التجارية للسيارات الفاخرة مثل "فيراري" أكثر ربحية، ولكن هذه "حالات متطورة ومن المحتمل صعوبة تكرارها بأحجام أكبر".

وقال إريك نوبل ، رئيس شركة الاستشارات "كار لاب" (CarLab)، إنه من المرجح أن تتعامل "أبل" مع شركة تصنيع بموجب عقد باعتباره النموذج الذي اعتادت عليه.

ويعتقد نوبل أن الشراكة مع شركة تصنيع سيارات قائمة بالفعل ستكون بمثابة صراع على السلطة، لأن الشركتين معتادتان على السيطرة بإحكام في سلاسل التوريد الخاصة بهما. وهنا يكمن السبب وراء تنافس "فوكسكون" و "ماغنا" بشكل رئيسي للعمل مع "أبل"، وفقاً لمصادر مطلعة على صناعة السيارات.

وتمتلك شركة "فوكسكون" المعروفة أيضاً باسم شركة "هون هاي بريسيشن إندستري"، علاقة حالية مع شركة "أبل" باعتبارها المجمع الرئيسي لأجهزة "أيفون". وتتوسع "فوكسكون" التايوانية بالفعل في مجال صناعة السيارات.

محادثات جديدة

في أكتوبر 2020، قدمت الشركة هيكل سيارة كهربائية ومنصة برمجيات لمساعدة شركات صناعة السيارات على طرح نماذج في السوق بشكل أسرع.

وفي فبراير 2021، كشفت "فوكسكون" النقاب عن صفقة لتجميع أكثر من 250 ألف سيارة كهربائية سنوياً لصالح شركة "فيسكر" الأمريكية الناشئة.

وقال أحد موظفي "أبل" المشاركين في التصنيع، طلب عدم ذكر اسمه، إن "فوكسكون" اعتادت على الاستفادة من مهندسي "أبل" بما يجب عليها عمله، وإن مصانع الشركة التايوانية ممتلئة بالفعل بأجهزة من تصميم مصنعة الآيفون.

وتعاونت "ماغنا" مع "أبل" أيضاً. وأجرت الشركتان محادثات لتصنيع سيارة "أبل" عندما انطلقت الأخيرة لأول مرة في هذا المسار منذ حوالي خمس سنوات. ولدى "ماغنا" خبرة كبيرة في صناعة السيارات، وتقوم بتجميع الطرازات الفاخرة لشركات بما في ذلك "بي إم دبليو" و"دايملر" و"جاغوار لاند روفر".

وفوجئ الرئيس التنفيذي لشركة معروفة بتصنيع سيارات ذاتية القيادة بمحادثات "آبل"مع شركات صناعة السيارات الحالية في ظل وجود خيار التعاون مع "ماغنا".

وقال إريك نوبل، رئيس شركة الاستشارات "كار لاب" الذي عمل مع شركة "ماغنا" الكندية بمشاريع في الماضي، إنها هي الخيار الأكثر منطقية بالنسبة لـ"أبل"، ووصف الأولى بأنها "جيدة بشكل مذهل" فيما تقوم به.

من جانبها، يبدو أن "أبل" تصمم سيارتها مع مراعاة الإنتاج. وأعلنت الشركة مؤخراً عن قائمة وظائف للبحث عن "مهندس تصنيع كبير" لمجموعة مشاريعها الخاصة، لقيادة فريق عملها لتصنيع سيارة.

وسيكون المرشح مسؤولاً عن تشكيل فريق من المهندسين يركز على استراتيجية التصنيع وسلسلة التوريد. ويشترط الإعلان في المهندس المطلوب أن يتمتع بخبرة في مجالات الألومنيوم، والصلب، والمركبات، والمواد الأساسية في السيارات.