دراسة: معظم مديري الاستثمار فشلوا في دعم قرارات الحفاظ على المناخ

معظم مديري الاستثمار فشلوا في تبني التوصيات البيئية والاجتماعية
معظم مديري الاستثمار فشلوا في تبني التوصيات البيئية والاجتماعية المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

في عصرٍ يتسم بتسارع الكوارث المناخية، مع المطالبة بزيادة التزام الشركات بالمحاور الصديقة للبيئة، لا يزال معظم المستثمرين يرفضون دعم القرارات البيئية والاجتماعية للمساهمين.

وبقدر ما يعتبر الأمر مُحبطاً، إلا أنه يزداد سوءاً أيضاً، فقد فشل مديرو الأموال، الذين وقعوا على مبادئ الاستثمار المسؤول، في دعم قرارات المساهمين.

وجدير بالذكر أن مبادئ الاستثمار المسؤول هي شبكة مدعومة من قبل الأمم المتحدة والعضوية فيها تعني التعهد بدعم مجموعة المبادئ البيئية والاجتماعية والحوكمة كجزء من الاستراتيجية الاستثمارية.

وكانت بداية شبكة مبادئ الاستثمار المسؤول في عام 2006 بمهمة معلنة تتمثل في تشجيع العمل الذي يفيد البيئة والمجتمع ككل، لكن سجلات تصويت المساهمين كشفت أن هذا الدعم لا يُقدم من الأساس.

ووفقاً لدراسة أجرتها شركة إدارة الأصول الهولندية "روبيكو" (Robeco) ومدرسة إيراسموس للاقتصاد (Erasmus School of Economics)، قام 35% فقط من الأطراف الموقعة على مبادئ الاستثمار المسؤول بتأييد القرارات البيئية في الولايات المتحدة حتى عام 2018، و24% فقط صوتوا لصالح المقترحات الاجتماعية.

ورغم ارتفاع معدلات الدعم ببطء في عامي 2019 و2020، يستمر فشل معظم التوصيات البيئية والاجتماعية في الحصول على دعم المساهمين لتوجيه أجندة الشركات نحو اتخاذ قرارات تركز على الاستدامة، حسبما قالت شركة "روبيكو" (Robeco) في تقرير مكون من 41 صفحة.

الاستثمار المسؤول

وحتى تكون عضواً في شبكة مبادئ الاستثمار المسؤول، (وبالتالي التمتع بحرية إخبار العالم بأن شركتك تنتمي إلى مجموعة تروج للمبادئ البيئية والاجتماعية والحوكمة)، عليك الموافقة على اتباع قواعدها.

ولم تنشأ حتى الآن آلية شاملة تتيح للشبكة مطالبة الأعضاء بإثباتٍ يدل على اتباعهم الالتزامات التي يتم إقرارها، وهي حقيقة يمكن القول إنها تترك الباب مفتوحاً أمام ظاهرة "الغسل الأخضر".

وتدعو شركة "روبيكو" (Robeco) شبكة مبادئ الاستثمار المسؤول، إلى مطالبة مديري الأموال بتقديم مزيد من الأدلة على أنشطة الانخراط والمشاركة، وإظهار سلوك مؤيد لاستدامة التصويت كشرط مسبق، حتى تمنحهم مجموعة الصناعة تقديرات عالية.

ورداً على دراسة "روبيكو" (Robeco) ومدرسة إيراسموس للاقتصاد (Erasmus School of Economics)، قالت فيونا رينولدز، الرئيسة التنفيذية لشبكة مبادئ الاستثمار المسؤول، إن الشبكة تدرس بنشاط متطلبات إدراج شروط المشاركة و/أو التصويت، كجزء من الجهود المبذولة للضغط على المستثمرين للوفاء بمسؤولياتهم في الرقابة والإشراف.

وقد أصدرت الشبكة مؤخراً إرشادات جديدة للمستثمرين للتصويت على قرارات المساهمين، وحثت- لكنها لم تطلب- المستثمرين على النظر في التصويت على قرارات المساهمين باعتباره أداة للإشراف على الاستثمار بشكل واضح وفعال وخاضع للمساءلة، وليس بالضرورة كجزء من استراتيجية التصعيد.

وقالت رينولدز، في بيان: "التصويت لدعم قرارات المساهمين التي تتماشى مع المبادئ البيئية والاجتماعية والحوكمة للمستثمرين يجب النظر إليها باعتبارها مكملاً أساسياً للمشاركة".

تعهدات دون تنفيذ

وعلى موقعها الإلكتروني، تطلق شبكة مبادئ الاستثمار المسؤول على نفسها لقب "المؤيد الرائد للاستثمار المسؤول في العالم". وتتمتع الشبكة بأكثر من 3700 جهة موقعة على مبادئها، بما في ذلك أكبر مديري الأصول في العالم، مثل شركة "بلاك روك" (BlackRock) ومجموعة "فانغارد" (Vanguard Group) وشركة "ستيت ستريت جلوبال أدفايزرز" (State Street Global Advisors).

وينص المبدأ الأول من مبادئ الاستثمار المسؤول على قيام أعضاء الشبكة بإدراج القضايا البيئية والاجتماعية والحوكمة في تحليلاتهم الاستثمارية وعمليات صنع القرار.

وخلال الأسبوع الماضي، كتبت المديرة التنفيذية رينولدز: "من البديهي أن نشعر في شبكة مبادئ الاستثمار المسؤول بخيبة أمل عند فشل المستثمرين في دعم القرارات البيئية والاجتماعية والحوكمة ذات الصلة والمنظمة جيداً والمجدية. ومع ذلك، لا يمكننا أن ندخل للمستثمرين في كيفية التصويت".

وقالت إن الشبكة قد شرعت في برنامج بنهاية عام 2019، الأمر الذي يوضح مدى قلقها بشأن الافتقار إلى الفاعلية والحزم من قبل الموقعين على المبادئ حتى الآن".

ومع ذلك، قالت رينولدز إن دراسة "روبيكو" (Robeco) ومدرسة إيراسموس للاقتصاد (Erasmus School of Economics) لا تعكس الزخم الحقيقي للقرارات البيئية والاجتماعية والحوكمة التي شهدناها في الولايات المتحدة منذ عام 2018.

وأوضحت أن العام الماضي شهد تمرير عدد قياسي من القرارات التي تتناول قضايا عديدة، من تغير المناخ إلى قضايا التنوع، خلال الاجتماعات السنوية للشبكة.

ومن جانبها، قالت ويلما دي غروت، التي ترأس فريق إدارة محفظة الأسهم الكمية في "روبيكو" (Robeco): "آمل أن تكون النتائج أفضل، لكنني رأيت أرقاماً تُظهر تحسنا ضئيلا". وشاركت دي غروت في كتابة تقرير بعنوان "سلوك التصويت المستدام لمديري الأصول: هل يسيرون خطوة خطوة؟".

وتعد شركة "روبيكو" (Robeco)، التي تشرف على 215 مليار دولار تقريباً، أحد الجهات الموقعة على مبادئ الاستثمار المسؤول.

وأفادت دي غروت أن الشركة، التي تتخذ من مدينة روتردام الهولندية مقراً لها، صوتت لصالح 75% من القرارات البيئية والاجتماعية للمساهمين في 2018، بعد أن كانت هذه النسبة تبلغ 35% فقط في 2012. وأضافت: "لا نتوقع ارتفاع النسبة إلى 100% لأن بعض المقترحات إما تفتقر إلى التفاصيل أو غير واقعية".

وبالتأكيد، ستكون معرفة مدى جدية المستثمرين تجاه القضايا البيئة والاجتماعية والحوكمة في عام 2021 أمراً مثيراً للاهتمام، في ظل بدء موسم الوكالة الأمريكي لهذا العام خلال الشهر القادم أو نحو ذلك.