بريكست
دراسة: الصين وبريطانيا تواجهان هجرة جماعية لأصحاب الملايين
تتجه المملكة المتحدة إلى فقدان 9500 مليونير هذا العام، بما يفوق أي دولة أخرى في العالم باستثناء الصين، وذلك وفقاً لتقرير جديد حول نوايا الهجرة عند أثرياء العالم.يزيد هذا الرقم على ضعف عدد الذين غادروا البلاد في عام 2023، ويأتي في الترتيب الثاني عالمياً بعد الصين، التي ينتظر أن تفقد 15200 مليونير هذا العام، بحسب تقرير "هجرة الثروات الخاصة"، الصادر عن شركة "هنلي بارتنرز" (Henley & Partners) الاستشارية في شؤون الهجرة.قال دومينيك فولك، رئيس قسم العملاء من القطاع الخاص في "هنلي"، في بيان يوم الثلاثاء: "بينما يحاول العالم أن يتعامل مع عاصفة شديدة ومركبة من التوترات الجيوسياسية والاضطرابات الاجتماعية والغموض الاقتصادي، يعلن أصحاب الملايين عن آرائهم عملياً عبر الانسحاب بأعداد قياسية".تشير أرقام التقرير إلى صافي أعداد الوصول والمغادرة، بما يوضح الأماكن التي تزداد فيها أعداد أصحاب الملايين مقابل الأماكن التي تشهد تقلص هذه الأعداد.قدرت شركة "نيو ورلد ويلث" (New World Wealth)، شريكة "هنلي" في أعمال البحث، أرقام الهجرة استناداً إلى بيانات مواقع الانتقال، وإحصاءات برنامج هجرة الاستثمار، واللقاءات التي أجريت مع وسطاء يعملون في قطاع الثروات.
لا مفر من خسائر "بريكست" طويلة الأمد على بريطانيا
لم يكن الخروج من الاتحاد الأوروبي يشبه أي حدث في تاريخ بريطانيا الحديث. فلم يتصور المستثمرون المؤسسيون أن يصوّت غالبية البريطانيين ضد مصلحتهم الخاصة.وعندما حدث ذلك، كانت الصدمة مباغتة. ففي غضون دقائق من التصويت انخفض الجنيه الإسترليني بـ8.05% مسجّلاً أدنى مستوى له منذ 31 عاماً مقابل الدولار.جاءت الخسارة من استفتاء 23 يونيو 2016 بأكثر من ضعف أي من الأيام الثمانية الأسوأ منذ عام 1981، ويظل الانخفاض غير المسبوق بقيمة العملة بـ13% تقريباً في أقل من أسبوع، أشبه بكارثة أسعار صرف العملات الأجنبية في المملكة المتحدة.أثبت الانهيار المفاجئ للجنيه الإسترليني وفشله في التعافي، أنه إشارة إلى أن بريطانيا تودّع أفضل أيام ازدهارها. على مدار أكبر فترة من القرن الحالي، كانت المملكة المتحدة المستفيد الأكبر بين دول الاتحاد الأوروبي السبعة والعشرين. ومن خلال قياس الناتج المحلي الإجمالي، ونمو نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، والبطالة والديون المهيمنة، وتقييم الأسهم والعملة، كانت بريطانيا هي الرائدة الدائمة.لكن جميع هذه المزايا انتهت بـ"بريكست" قبل ثماني سنوات تقريباً. منذ ذلك الحين، يتفوق أداء الاتحاد الأوروبي على المملكة المتحدة، التي أصبح اقتصادها الهزيل حالياً تفصله خطوات معدودة عن الاقتصاد الفاشل.يحظى الاتحاد الأوروبي، الذي سيتسنى له قريباً إعادة انتخاب أورسولا فون دير لاين لخمس سنوات أخرى كرئيسة للمفوضية الأوروبية، بأفضل وضعية مقارنة بالمملكة المتحدة، منذ أن بدأت ولايتها الأولى في هذا المنصب في عام 2019 استناداً إلى تقييم الأسهم المدرجة، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ".يبلغ متوسط العلاوة التي يدفعها المستثمرون مقابل الأرباح المستقبلية المتأتية من الأسهم في الدول العشرين التي تجمعها عملة اليورو، والمعروفة بمنطقة اليورو، 25% وفقاً لقياس 197 شركة ضمن مؤشر "بلومبرغ" لمنطقة اليورو، و71 عضواً في مؤشر "بلومبرغ" للمملكة المتحدة.خلال الفترة بين عامي 2006 و2019، كان متوسط العلاوة صفراً، مما يدل على أن المستثمرين لم يلفت اهتمامهم أي فارق بين الشركات في منطقة اليورو ونظيراتها بالمملكة المتحدة. لم يحدث ذلك إلا في عام 2020، خلال جائحة كورونا العالمية، عندما ارتفعت القيمة النسبية المفضلة للاتحاد الأوروبي بشكل مفاجئ إلى 19%، واستمرت في التزايد بعد غزو روسيا لأوكرانيا.اقرأ أيضاً: هل بريطانيا جاهزة للاعتراف بانحدارها؟بقلم: Matthew A. Winkler![علم بريطانيا يرفرف بالقرب من ساعة "بيغ بين" في وستمنستر، لندن، المملكة المتحدة - المصدر: بلومبرغ](https://assets.asharqbusiness.com/images/articles/280x212/4-3/97f22344-8781-40f2-b4a4-8b35c7f98a83.jpg)
سوق الأسهم الأميركية يطغى على ما سواه.. والأحذية خير مثال
ربما تبدو كثرة أحذية "بيركنستوك" (Birkenstock) الخفيفة في خزانة للملابس، أمراً محرجاً للبعض، لكنّها في الواقع قد تعكس أداء اثنتين من شركات الأحذية الأوروبية في سوق الأسهم منذ طرحهما للاكتتاب العام وحتى اليوم؛ واحدة في نيويورك، والأخرى في لندن. وينبغي لهذا الأمر أيضاً، أن يدق أجراس الإنذار في مختلف المراكز المالية في القارة الأوروبية، لا في المملكة المتحدة فحسب.من الواضح أن لا سقوف تحدّ السوق في الولايات المتحدة. فمنذ أن تجاهلت شركة "بيركنستوك هولدينغ" (Birkenstock Holding) سوقها الوطنية في ألمانيا وأدرجت أسهمها في نيويورك، تحوّل سهمها من أسوأ الأسهم أداءً في بداية التداول قبل عشرين عاماً، ليرتفع حالياً بنسبة 8% عن سعره في الطرح العام الأولي. أما شركة "دكتور مارتنز" (Dr Martens) المدرجة في لندن، والتي حظيت أحذيتها الأنغلو-ألمانية بإقبال واسع من هواة موسيقى "غوتك روك" و"البانك" و"نيوميتال"، فقد تراجع سهمها بنحو 40% خلال الفترة ذاتها، منخفضاً بنسبة كبيرة عن سعر الطرح، بعد تحذير بشأن الأرباح في نوفمبر الماضي. وبحسب البيانات التي جمعتها بلومبرغ، فإن السوق الأميركية تستحوذ على ما يتراوح بين 45% و55% من مبيعات هاتين الشركتين.اقرأ أيضاً: آسيا تستحوذ على معظم الطروحات الأولية في 2024 والهند تتصدربقلم: Lionel Laurent![عرض أسعار الأسهم في بهو بورصة يورونكست في باريس - المصدر: بلومبرغ](https://assets.asharqbusiness.com/images/articles/280x212/4-3/774a2d64-0880-4067-b4ef-a98150ce963b.jpg)
هل بريطانيا جاهزة للاعتراف بانحدارها؟
التغيير صعب، وربما أكثر ما يحتاجه هو الصدق. فلسبب وجيه، يشتمل برنامج "مدمنون مجهولون" المؤلف من 12 خطوة على "إجراء مراجعة أخلاقية دقيقة وجريئة لأنفسنا". فكيف نأمل أن نعرف أين نتجه إذا لم نكن مستعدين لاستيعاب واقعنا الحالي والاعتراف به؟ لذا ربما أن التحدّي الأكبر الذي يعترض معالجة بريطانيا تدهورها الاقتصادي نسبياً هو الاعتراف بأنه يتدهور أصلاً.أدّت المؤسسة البحثية "ذا ريزولوشن فاونديشن" (The Resolution Foundation) في لندن خدمة للقضية هذا الشهر بأن قدمت شرحاً بالأرقام وبالنسب المئوية تناول مدى التراجع الذي تعيشه البلاد. ينظر الكثير من البريطانيين إلى فرنسا وألمانيا على أنهما دولتان نظيرتان، ربما تبليان أفضل قليلاً في بعض المناسبات، ولكنهما تنتميان إلى المستوى نفسه كبريطانيا بشكل عام. لذا لا شكّ أنهم شعروا بالصدمة لاكتشافهم حجم الفجوة بين بلدهم وهاتين الدولتين. فالأسر ذات الدخل المتوسط في بريطانيا أفقر بنسبة 20% مقارنة بالأسر في ألمانيا، وبنسبة 9% مقارنةً بالأسر في فرنسا. والوضع أسوأ بالنسبة للأسر منخفضة الدخل، التي تبيّن أنها أفقر بواقع 27% مقارنة بنظرائها من الأسر في الدولتين.بريطانيا تتطلع لجذب المستثمرين من الصين والشرق الأوسطبقلم: Matthew Brooker![علم بريطانيا يرفرف بالقرب من ساعة "بيغ بين" في وستمنستر، لندن، المملكة المتحدة - المصدر: بلومبرغ](https://assets.asharqbusiness.com/images/articles/280x212/4-3/f95734f9-a367-435c-b45d-434a00510625.jpg)
"بريكست" وملحمة العجز السياسي.. وكيفية الخلاص
ثبُت أن الآثار المدمرة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي"بريكست"، قد طالت الجميع بلا استثناء وبشكل عادل. فالاتفاقية لم تضر بالدولة فحسب عبر خفض معدل النمو وصرف الانتباه عن التهديدات المميتة، مثل السُّمنة، لكنها أضرت أيضاً بالحزب الذي حاك الخطة في الأساس.مع أننا لا نزال في شهر أبريل، يبدو من المؤكد أن كتاب تيم بيل الذي يحمل عنوان "حزب المحافظين بعد بريكست: الأزمة والتحوّل" (The Conservative Party After Brexit: Turmoil and Transformation) سيفوز بجائزة أكثر كتب العام إحباطاً. يرسم الكتاب صورة لحزب كان عظيماً في الماضي، لكنه وقع في قبضة الهوس بفكرة واحدة، حيث يسجل الكتاب الوقت المهدر ويعدد الفرص الضائعة. باختصار، إنه كتاب حافل بالأخبار السيئة.بيل، وهو أستاذ للعلوم السياسية بجامعة كوين ماري في لندن، وخبير أكاديمي بارز في شؤون حزب المحافظين، يذكّرنا في كتابه المكون من 350 صفحة، بسلسلة من الأحداث التي يفضّل الناس الطبيعيون نسيانها، ومنها مثلاً: سعال تيريزا ماي طيلة كلمتها في مؤتمر الحزب، فيما سقطت أحرف مختلفة من شعار "بناء دولة للجميع" خلفها؛ ووصف جريدة "ديلي ميل" للقضاة البريطانيين بأنهم "أعداء الشعب"؛ واختباء بوريس جونسون في ثلاجة خلال برنامج تليفزيوني صباحي لتجنّب الأسئلة الصعبة؛ ومطالبات مؤيدي "بريكست" بأن تدقّ ساعة "بيغ بن" في لحظة الانفصال عن الاتحاد الأوروبي مع نهاية 2019 وبداية 2020؛ ودومينيك كامينغز –كبير مساعدي جونسون- يخبر لجنة برلمانية بأن رئيسه كان "يتخبّط يمنة ويساراً"؛ فضلاً عن عودة كواسي كوارتنغ على وجه السرعة من اجتماع في واشنطن لتقيله صديقته العزيزة، رئيسة الوزراء ليز ترَس، من منصبه، في الوقت الذي كان يتدهور فيه الاقتصاد البريطاني.بقلم: Adrian Wooldridge![رئيس الوزراء البريطاني الحالي ريشي سوناك ورؤساء الوزراء السابقين ليز ترس وبوريس جونسون وتيريزا ماي أثناء مراسم "أحد الذكرى" - المصدر: غيتي إيمجز](https://assets.asharqbusiness.com/images/articles/280x212/4-3/59af5185-d3a1-44bd-b6b1-f60d0e4f6a66.jpg)