لولا دا سيلفا
البرازيل تستعين بدول الجوار في معركة إنقاذ غابات الأمازون
اجتمع زعماء الدول التي تتشارك حوض الأمازون في أميركا الجنوبية بالبرازيل الثلاثاء، في وقت يحاول الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا توحيدهم لدعم استراتيجية لإنقاذ أكبر غابات مطيرة في العالم، والضغط على أغنى دول الكوكب لتقديم المساعدة."قمة الأمازون" وهي عبارة عن مؤتمرات ولقاءات خلف الأبواب المغلقة، انطلقت أمس في بيليم، وهي مدينة الغابات المطيرة التي من المقرر أن تستضيف اجتماعات مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ "كوب 30" عام 2025.رؤساء كل من بوليفيا، كولومبيا، والبيرو، بالإضافة إلى رئيس وزراء غويانا، وكبار المسؤولين من الإكوادور وسورينام وفنزويلا، انضموا إلى لولا في الاجتماع الأول لـ"منظمة معاهدة التعاون في منطقة الأمازون"، المكوّنة من 8 أعضاء، منذ عام 2009. كما خطط قادة من بلدان أخرى تضم غابات استوائية، بما في ذلك إندونيسيا والكونغو وجمهورية الكونغو، للمشاركة في الحدث الذي يستمر يومين.يعتبر لولا، القمة بمثابة محاولة لاستعادة دور قيادي للبرازيل في مفاوضات المناخ العالمية، وهو الدور الذي تم التخلي عنه كثيراً في عهد الرئيس السابق جايير بولسونارو، الذي تراجع عن تدابير حماية البيئة، وأثار ازدراءً دولياً بسبب ارتفاع معدلات إزالة الغابات. البيانات الحكومية الأولية الصادرة الأسبوع الماضي أظهرت أن إزالة الغابات في منطقة الأمازون تراجعت بنسبة 66% في يوليو، مقارنة بالعام الماضي.ما الهدف من قمم المناخ؟ وما تأثير اختيار الدولة المُضيفة؟البرازيل "تمكنت من قلب صفحة التاريخ الحزينة" وفق ما قال لولا صباح الثلاثاء، مع التشديد على الحاجة الملحة للتعاون الإقليمي والعالمي بشأن تغيّر المناخ.بعد يوم من الاجتماعات الرئاسية، وقعت الدول على اتفاق مشترك بناءً على اقتراح صاغته البرازيل، يحاول الوصول إلى توافق بين هذه الدول، قبل محادثات المناخ "COP28" في دبي التي تنطلق في نوفمبر المقبل. وأشار لولا إلى أنه يخطط لاستخدام هذا الحدث، لإقناع الدول الغنية بتنفيذ تعهدها المتعثر بتقديم 100 مليار دولار من المساعدات المناخية السنوية، إلى دول العالم النامي.وقال لولا، إن "الدول الغنية التي سبق ودمرت غاباتها، عليها تحمل مسؤولية تمويل جهودنا في حماية شعبنا".مساعدات ماليةفي نص الاتفاق المشترك المكوّن من 113 نقطة، اعترفت الدول بالحاجة إلى تجنب "نقطة اللا عودة" في الأمازون، ولكنها لم تقدم أي تعهدات مُلزمة بشأن القضايا الساخنة، على غرار استخراج المعادن أو إنهاء العمليات غير القانونية لإزالة الغابات، وهو ما تعهد لولا بالقيام به في البرازيل بحلول 2030.المشاركون اتفقوا على تعزيز الضمانات، وزيادة التعاون في تطبيق القانون، من أجل مكافحة تهريب المخدرات والجرائم البيئية. ودعوا إلى إنشاء آلية مالية لجذب التمويل، لا سيما من بنوك التنمية الإقليمية والعالمية.عشية القمة، تعهد تحالف من مؤسسات مالية كبرى، بما في ذلك "بنك التنمية البرازيلي" و"بنك التنمية للبلدان الأميركية"، بدعم النمو المستدام في منطقة الأمازون. لم يتم تحديد المبلغ الدقيق، لكن التقديرات الأولية تشير إلى أنه قد يصل إلى 25 مليار دولار، وفقاً لما ذكرته صحف محلية.يمكن أن يساعد هذا أيضاً في توليد تمويل من القطاع الخاص، الذي تقول المجموعات البيئية إنه ضروري لتعزيز المساعدات الأجنبية التي حصل عليها لولا، بما في ذلك مساهمات قيمتها مئات الملايين من الدولارات، تعهدت بتقديمها الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى إلى "صندوق الأمازون"، وهو مبادرة بقيادة البرازيل تهدف إلى تمويل عمليات حماية الغابات. "جبهة موحدة"قال ماتياس سبكتور، أستاذ العلاقات الدولية لدى "غيتوليو فارغاس فاونديشن" (Getulio Vargas Foundation) في ساو باولو، إن الأهمية التي يوليها لولا الآن للتعاون الإقليمي، تعكس اقتناع البرازيل بأن وجود جبهة موحدة يمكن أن يساعد في جذب تمويل إضافي، وتجنب مواجهة عقوبات مستقبلية.أضاف: "عادت سياسة إقامة التحالفات.. الأساس المنطقي في برازيليا هو أن البرازيل لا ينبغي أن تعمل بمفردها".انبعاثات الكربون
67.01 EUR+1.59
![من اليسار وزير الخارجية الإكوادوري غوستافو مانريكي، رئيس وزراء غويانا مارك فيليبس، رئيس كولومبيا غوستافو بيترو، رئيس البرازيل لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، رئيس بوليفيا لويس آرسي، رئيسة بيرو دينا بولوارت، نائب رئيس فنزويلا ديلسي رودريغيز، ووزير خارجية سورينام ألبرت رامدين، خلال قمة الأمازون في بيليم، البرازيل بتاريخ 8 أغسطس 2023 - المصدر: بلومبرغ](https://assets.asharqbusiness.com/images/articles/280x212/4-3/b97c8357-d9b9-4e33-b049-599e63fb5463.jpg)
انبعاثات الكربون
67.01 EUR+1.59
على "وول ستريت" أن تكون ممتنّة لليسار في أميركا اللاتينية
ها نحن نعود إلى الوراء من جديد. فصعود اليسار في أنحاء متفرقة من أميركا اللاتينية، يُحفّز أوساطاً عديدة على ردود أفعال تلقائية، تعكس أفكاراً إيديولوجية جامدة طبعت تاريخ القارة.لا شكَّ في أنَّ مستثمري الأسواق المالية، لديهم ما يبرر مخاوفهم بشأن صعود قيادات سياسية ذات ميول يسارية لتولي دفة الأمور في أميركا اللاتينية، حيث يرتابون من أجندة غابرييل بوريك في تشيلي، ويتملّكهم القلق بشأن خطط لويز إيناسيو لولا دا سيلفا في البرازيل، كما يساورهم القلق من سياسات غوستافو بيترو الاقتصادية "المناهضة للأنشطة التجارية" في كولومبيا.في المقابل، لدى السياسيين في أميركا اللاتينية أيضاً، ما يبرر مناهضتهم للمستثمرين، باعتبارهم يمثلون عقبات أمام تحقيق الرخاء المشترك.بكل تأكيد، لا يقتصر عمل بوريك في تشيلي على إصلاح الدستور فقط، بل يمتد أيضاً إلى إصلاح نظام التقاعد الخاص، الذي تبيّن على نطاق واسع أنَّه مربح للغاية للقطاع المالي. أما لولا، فلديه أيضاً خطط طموحة بشأن الإنفاق العام ومعارضة سياسة أسعار الفائدة المرتفعة التي يعتمدها البنك المركزي البرازيلي، في حين ربما تكون الأرجنتين قد تخلّفت عن سداد ديونها.كذلك، يكيل اليساريون في بوليفيا وكولومبيا انتقادات حادة ضد رأس المال العالمي والإمبريالية، بينما يخيف تبنّي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور في المكسيك واحدة من أكثر سياسات الاقتصاد الكلي تشدداً وتحفظاً في العالم رؤوسَ الأموال في "وول ستريت" بسبب الشعارات اليسارية التي يُطلقها بشأن دور الدولة في قطاع الطاقة وما شابه ذلك.أداء اقتصادي جيدلكن، وبرغم ما يظهرونه من صدمة، وما يرددونه من توقُّعات متشائمة لأميركا اللاتينية بسبب التوجهات البلشفية؛ يتعيّن على اللاعبين المؤثرين في أسواق المال العالمية، الاعتراف بحقيقة غير مريحة، وهي أنَّ حكومات يسارية عدّة في كل أنحاء المنطقة، كانت تعمل لخدمة اقتصاداتها، وهي بكل تأكيد، ليست أسوأ من خصومها الإيديولوجيين اليمِينيين.بقلم: Eduardo Porter![بورصة بولسا في البرازيل - المصدر: غيتي إيمجز](https://assets.asharqbusiness.com/images/articles/280x212/4-3/4d605527-2317-40b4-8811-025a354e1eb6.jpg)
النشرة البريدية
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من اقتصاد الشرق مع بلومبرغ
سجل الان