صناعة أسلحة
بوتين وترمب يجبران أوروبا على إعادة النظر بالصناعة الدفاعية
فيما يستهل رئيس روسيا فلاديمير بوتين ولايته الخامسة ويلوح في أفق الولايات المتحدة احتمال عودة دونالد ترمب رئساً، تبرز الحاجة لأن تغير أوروبا عقليتها في عالم تسوده المخاطر بعدما مر 25 عاماً من خفض الاستثمارات في قطاع الدفاع.يُتوقع أن يرتفع الإنفاق العسكري بواقع 33 مليار دولار هذا العام فيما تسعى القارة التي تعتمد بشكل أساسي على القوة الناعمة للتعويض عن الوقت الضائع. وكانت اليونان، وهي دولة سياحية بامتياز ليست غريبة عن التوترات الجيوسياسية أو تخفيضات الميزانية، قد زادت إنفاقها الدفاعي إلى 4% من الناتج الإجمالي المحلي في 2022.إلا أن اليونان تجسيد لتحدٍّ آخر مقلق تواجهه الصناعة الدفاعية في أوروبا، وهو الابتكار. لقد جمعت الشركة اليونانية الناشئة "لامبدا أوتوماتا" (Lambda Automata)، التي أسسها خبير الروبوتات السابق في "أبل" ديميتريوس كوتاس، 6 ملايين يورو (6.5 مليون دولار) العام الماضي ضمن موجة جديدة من شركات أوروبية ناشئة دخلت قطاع التقنية الدفاعية على أمل تكرار نجاح شركة إيلون ماسك "سبيس إكس" أو شركة "بلانتير تكنولوجيز" (Palantir Technologies).وقد أبلغني كوتاس أن المنتج الأساسي لشركة "لامبدا"، وهو أبراج مراقبة ذاتية التشغيل، هو مثال على قدرة الشركات الناشئة على "تحقيق الكثير انطلاقاً من القليل" في عالم يمكن أن يشكل فيه عتاد زهيد الثمن نسبياً خطراً كبيراً على الأمن الأوروبي.بقلم: Lionel Laurentالأسلحة ذاتية التشغيل أخطر من الذكاء الاصطناعي في الحروب
لا ريب في أن الذكاء الاصطناعي سيغير من طبيعة الحروب كما يغير من طبيعة كل شيء آخر تقريباً. ولكن هل سيكون هذا التغيير كارثياً ومدمراً أم تطوراً تدريجياً إلى أشكال أرقى؟ دعونا نأمل في التطور التدريجي من أجل البشرية.يؤدي التطور التكنولوجي دائماً إلى تغيير طبيعة الحرب. وهكذا هو الأمر منذ ظهور العجلات الحربية التي تجرها الخيول، ومهماز السرج، والبارود، والقنابل النووية والطائرات المسيرة في وقتنا الحاضر، كما يوضح لنا الأوكرانيون والروس كل يوم.المثال الذي أفضله (بسبب أنه بسيط للغاية) هو معركة كونيغراتس في القرن التاسع عشر التي انتصر فيها البروسيون على النمساويين، وبالتالي ضمنت توحيد ألمانيا من برلين بدلاً من فيينا. إذ يرجع انتصار البروسيين إلى حد كبير في تلك المعركة إلى امتلاكهم بنادق تعبأ بالذخيرة من النهاية الخلفية للماسورة، فكانوا يستطيعون إعادة تلقيمها بسرعة أثناء استلقائهم على الأرض، في حين كان النمساويون يستخدمون بنادق تعبأ من الفوهة الأمامية، فكانوا يعيدون تلقيمها بشكل أبطأ وهم واقفون.إذا كان الذكاء الاصطناعي مماثلاً لذاك النوع من التكنولوجيا، فربما تأمل الولايات المتحدة أو الصين، في صراعهما على القيادة في هذا المجال، في تحقيق التفوق العسكري لفترة وجيزة. غير أن الذكاء الاصطناعي بوصفه تكنولوجيا عسكرية يبدو أقل شبهاً بالبندقية التي تعبأ من الخلف، وأقرب إلى التلغراف والإنترنت أو حتى الكهرباء. بمعنى أنه ليس سلاحاً بقدر ما هو بنية أساسية ستغير تدريجياً كل شيء، بما في ذلك القتال نفسه.اقرأ أيضاً: أميركا تزيد تكلفة برنامج التسلح الأعلى في العالمبقلم: Andreas Kluthبرنامج بوتين النووي الفضائي "جنوني" ولكنه فرصة
كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي، عن أفضل صورة لوجهه الخالي من التعابير والذي اكتسبه أيام عمله في جهاز الاستخبارات السوفييتية، عندما وقف إلى جانب وزير دفاعه المداهن، وفعل ما اعتاد أن يفعله قبل أن يرتكب أي فظاعة جديدة. وقال بوتين: "لقد كنا دائماً ضد نشر الأسلحة النووية في الفضاء، ونعارض هذا بشكل قاطع الآن".هذا التصريح جعلني أستعيد ذكريات فبراير 2022، عندما نفى بوتين تماماً وجود أي نية لمهاجمة أوكرانيا، ثم شن الغزو عليها بعدها بأسبوع.ومن جديد كان لدى جواسيس أميركا معلومات مناقضة لما يصرح به بوتين. وتأكيداً لما تسرب بالفعل من الكونغرس، أخبروا الحلفاء أن بوتين قد يطلق هذا العام جهازاً نووياً في أحد المدارات، والذي يدور فيه نحو 7800 قمر اصطناعي حول الأرض في سحابة نفايات فضائية ناتجة عن حطام الأقمار القديمة، تتزايد يوماً بعد يوم.بقلم: Andreas Kluthالنشرة البريدية
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من اقتصاد الشرق مع بلومبرغ
سجل الان