"ميتا" تعلن عن تسريح أكثر من 11 ألف موظف

زوكربيرغ يتأسف للموظفين المفصولين ويقرّ بسوء تقديره لظروف السوق

time reading iconدقائق القراءة - 16
مارك زوكبيرغ. - الشرق/بلومبرغ
مارك زوكبيرغ. - الشرق/بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

قال مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لـ"ميتا بلاتفورمز" إنَّ الشركة ستخفض أكثر من 11 ألف وظيفة، في أول جولة رئيسية من عمليات التسريح في تاريخ عملاق وسائل التواصل الاجتماعي.

جاء الكشف عن التخفيضات، التي تمثل حوالي 13% من القوى العاملة بالشركة، في بيان اليوم الأربعاء، والذي أُعلن فيه أيضاً عن أنَّ الشركة ستمدّد عملية تجميد التوظيف حتى الربع الأول من العام المقبل.

قال زوكربيرغ في البيان: "أريد أن أتحمّل المسؤولية عن هذه القرارات، وكيف وصلنا إلى هذا الحد. إنَّني أدرك أنَّ الأمر صعب على الجميع، وأنا متأسف بشكل خاص ممن شملتهم التخفيضات".

قالت الشركة إنَّه في حين ستحدث التخفيضات في جميع أنحاء الشركة؛ فإنَّ فريق التوظيف الخاص بها سيتأثر بشكل غير متناسب، وستتم إعادة هيكلة فرق العمل "بشكل أكبر". كذلك ستقلص "ميتا" بصمتها في القطاع العقاري، وتجري مراجعة لإنفاقها بمجال البنية التحتية، وتحوّل بعض الموظفين إلى أعمال مكتبية، كما أنَّه من المتوقَّع الإعلان عن المزيد من خفض التكاليف في الأشهر المقبلة.

أرباع مخيّبة للآمال

تتبع "ميتا"، التي انخفض سهمها بـ71% هذا العام، خطوات لخفض التكاليف بعد عدة أرباع من الأرباح المخيبة للآمال وتراجع الإيرادات. يعكس تقليص النفقات، الذي يعد الأكثر خطورة منذ تأسيس "فيسبوك" في عام 2004، تباطؤاً حادّاً في سوق الإعلانات الرقمية، والاقتصاد المتذبذب على شفا الركود، واستثمار زوكربيرغ مليارات الدولارات في مسعاه لتحفيز الواقع الافتراضي والذي يسمى "ميتافيرس".

ارتفعت أسهم "ميتا" 3.5% في تعاملات ما قبل فتح السوق اليوم الأربعاء في نيويورك.

سوء تقدير

قال زوكربيرغ في البيان إنَّه كان يتوقَّع أن تكون زيادة التجارة الإلكترونية واستخدام الإنترنت منذ بدء إغلاقات "كوفيد-19" جزءاً من تسارع متواصل، مضيفاً: "لكن تسبب الانكماش الاقتصادي الكُلي وزيادة المنافسة وخسارة الإعلانات في انخفاض أرباحنا كثيراً عما كان يُتوقَّع. لقد أسأتُ تقدير ذلك".

كان زوكربيرغ قد حذّر الموظفين في أواخر سبتمبر الماضي من أنَّ "ميتا" تعتزم خفض النفقات وإعادة هيكلة فرق العمل للتكيف مع المتغيرات بالسوق. كذلك؛ فإنَّ الشركة التي تقع في مينلو بارك بكاليفورنيا، والتي تمتلك أيضاً "إنستغرام" و"واتساب"، جمّدت التوظيف، وقال الرئيس التنفيذي في ذلك الوقت إنَّ "ميتا" تتوقَّع أن يكون عدد الموظفين أقل في 2023 مما هو عليه هذا العام.

صرّح زوكربيرغ خلال جلسة أسئلة وأجوبة مع الموظفين في سبتمبر الماضي بالقول: "من الواضح أنَّ هذا الوضع يختلف عما اعتدنا على العمل فيه. خلال 18 عاماً الأولى من عمر الشركة، لقد تسارع نمو أعمالها بشكل أساسي كل عام، وبعد ذلك في الآونة الأخيرة، كانت عائداتنا ثابتة إلى منخفضة قليلاً لأول مرة. لذلك؛ يتوجب علينا التكيف".

التحلي بالصبر

طلب زوكربيرغ من المستثمرين التحلي بالصبر وهو يضخ المليارات لتحقيق رؤيته الرامية إلى إنشاء منصة الحوسبة الضخمة التالية بعد الهواتف المحمولة، والمتمثلة في "ميتافيرس"، وهي مجموعة من العوالم الرقمية التي يمكن الوصول إليها من خلال أجهزة الواقع الافتراضي والواقع المعزز. يتطلب الجهد استثماراً مكثفاً في الأجهزة والأبحاث التي قد لا تؤتي ثمارها إلا بعد سنوات عديدة.

وفي الوقت نفسه، يشهد نمو شبكة التواصل الاجتماعي الرائدة "فيسبوك" ركوداً. تعمل الشركة على تسريع ذلك، فضلاً عن مواصلة إضافة المستخدمين إلى تطبيق مشاركة الصور "إنستغرام" من خلال تجربة خوارزمية قائمة على الاهتمامات، ومقاطع فيديو قصيرة تسمى "ريلز" (Reels).

هذه الاستراتيجية تحوّل الأنظار إلى "ريلز"، إذ إنَّه لم يتم تأسيس نشاط إعلانات "ميتا" كما هو، الأمر الذي يكلف الإيرادات المحتملة إلى أن تؤتي الإعلانات ثمارها. ويتعين على زوكربيرغ حالياً أن ينفذ خططه الرئيسية لتحويل الشركة بعدد موظفين أقل.

تجميد

تأتي تخفيضات الوظائف في "ميتا" في أعقاب حالات التسريح التي تنفذها العديد من شركات التكنولوجيا الكبرى الأخرى. فقد أعلنت شركة "سيلزفورس" (Salesforce)، المُصنّعة لبرمجيات الشركات أمس الثلاثاء، أنَّها استغنت عن مئات الموظفين من فرق المبيعات، في حين أبطأت شركات "أبل" و"أمازون" وألفابت" التوظيف أو جمّدته مؤقتاً.

كذلك، تخفّض "سناب" (Snap)،ـ الشركة الأم لتطبيق "سناب شات" المنافس، العمالة، إذ كانت قد أشارت في أغسطس الماضي إلى أنَّها ستقلّص 20% من قوتها العاملة.

أنهت شركة "تويتر" الأسبوع الماضي خدمات ما يقرب من 50% من قوتها العاملة بعد استحواذ الملياردير "إيلون ماسك". اتسمت عمليات التسريح بالفوضى، إذ اكتشف العديد من الموظفين أنَّهم فقدوا وظائفهم عندما قُطعت عنهم خدمة "سلاك" (Slack) أو البريد الإلكتروني بشكل مفاجئ. قال ماسك إنَّ هذه الخطوات ضرورية لوقف خسائر شبكة التواصل الاجتماعي. في وقت لاحق طلب من بعض الموظفين المفصولين العودة.

تصنيفات

قصص قد تهمك